تبهرك اللفتات وتسحرك اللمسات..

مداني حديبي/
تسحرك التفاصيل البسيطة العميقة التي تفيض خجلا وأدبا و تنحني جمالا وحبا.. يراك من بعيد وقد ابتلي بالتدخين فيخفي السيجارة.. بل يرميها بعيدا بحركة سريعة احتراما وتقديرا لك.. وتقابله أنت بتغافل وتغابٍ واحتضان.
يمرح مع أترابه ويتصابى، فإذا اقبلت اعتدل في جلسته ليعيد ترتيب الجلسة والهندام.. ليشعرك بأن مسافة الأدب لا تزال كما هي ..حتى وإن حاولت أن تفهمه أن المرح والتصابي جزء من لحن بديع في حركة الحياة…
لكنه يصر على الحب و الاحترام. يرى قطك من بعيد فيهش له ويبش مرحا وابتساما وحنانا فكيف بأولادك.. يعرفهم اسما اسما.. ويسألك عنهم صحة وحالا..؟!
تخطئ في رفع كلمة وهي منصوبة فيتأول لك ويقول لعل.. مدرسة النحو البصرية أو مذهب نحوي يقول بذلك.. لم يصله بعد.. يحضر لك جلسة واحدة في حياته .. فيغرقك في كرم مدحه الصادق.. فقط لأنه استفاد لفظة وغمرته ببسمة..فهو يراعي وداد لحظة و ينتمي حبا لمن أفاده لفظة..فكيف بلفظات وسنوات..؟!
يسمع بكلمة عنك فيزداد لك حبا واهتماما وينتقي ألفاظه ويغمسها في بحر الذوق.. تغيب عنه ساعات فكأنك غبت سنوات لشدة اهتمامه وسؤاله وحرصه ودعائه.
لست مسؤولا كبيرا يهابك لمنصبك أو صاحب جاه يتقرب منك لجاهك أو ثروتك ..
لكنها اللفتات واللمسات والذوقيات والتفاصيل الجميلة البسيطة العميقة حينما يرسمها قلب نقي طاهر وفطرة سوية وعفوية عذبة فتفيض لوحة بديعة ساحرة للعذوبة والجمال.