بيـــــان جمعيـــة العلمــــاء الـمسلميـــن الجزائرييــــن / الجزائـــر لــن تحــتـــــرق
قال تعالى: ﴿{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾[سورة التوبة، الآية 71]. إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ضمير الأمة اليقظ، وقلبها النابض، كان لها دائما حضورها الإيجابي على الساحة الوطنية، بالقول والفعل.
هي اليوم أمام هذا الراهن الوطني المتمثل في الحرائق المهولة التي كانت وبالا على الطبيعة والإنسان والحيوان، وما انجر عنها من خسائر مادية وبشرية، لَتعربُ عن جرحها الغائر، وألمها العميق الذي لا يخفف منه إلا كون الضحايا من مدنيين وعسكريين هم في عداد الشهداء كما بشر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والجمعية إذ ترفع إلى الشعب الجزائري عموما، وسكان المناطق المتضررة خصوصا، وأهالي الضحايا بصفة أخص،أسمى عبارات العزاء والمواساة، تدعو الجميع الى التكافل الذي هو من قيم ديننا، وشيم شعبنا، قال عليه الصلاة والسلام: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى“.متفق عليه.
فالذي لا يبالي بإخوانه، ولا يهتم لأمرهم، ولا يتأثر بما يصيبهم من فرح أو حزن، إنما هو كالعضو الأشل الميت الذي لا يحس.
إن الجمعية لتُدين وبشدة، الأفعال الإجرامية التي كانت سببا في المأساة، والتي انجرت عنها، كالفعل الشاذ الذي ذهب ضحيته أحد المواطنين، تغمده الله بواسع رحماته، وتدعو إلى المعاقبة الصارمة في حق كل من ثبتت إدانته.
كما تدعوا الجميع إلى رباطة الجأش واليقظة، وتفويت الفرصة على كل متربص يستهدف وحدة الأمة وأمنها واستقرارها، وتذكِّر بأن العدو ليس له من منفذ إلاَّ منفذ الفُرقة وتصدع الصف.
فالظرف يقتضي أن نكون على قلب رجل واحد من أجل سلامة وطننا، تاريخه وجغرافيته، ترابه وتراثه، جدوده وحدوده، فسلامة الوطن أمر مجمع عليه: “ما جمعته يد الله لا تفرقه يد الشيطان”.
أيها الشعب الجزائري الأبي برهِن من جديد للصديق والعدو أن الظروف تُكيفك ولا تُتلفك، وأن الشدائد تقويك ولا تضعفك.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “المؤمنون تتكافأ دمائهم وهم يد واحدة على من سواهم “. رواه أبو داود وغيره.