هبـــة تضامنيـــة شاملـــة فــي وجــه الحرائـــق
منذ ليلة الإثنين الماضي، تعرف عدة مناطق عبر 18 ولاية جزائرية حرائق مهولة أتت على مساحات واسعة من الثروة الغابية وصلت ألسنتها إلى بعض السكان، مخلفة خسائر بشرية ومادية، وقد أطلق الجزائريون حملات تضامنية واسعة منذ الساعات الأولى للأحداث من أجل تقديم يد المساعدة للمتضررين والوقوف إلى جانب الجهود الوطنية لإخماد النيران.
وجراء الحرائق التي اجتاحت بعض الولايات تيزي وزو وبجاية، قالمة، الطارف، سكيكدة، جيجل وغيرها من ولايات الشرق الدزائري، و قرر رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، ابتداء الخميس، مع تجميد مؤقت لكل الأنشطة الحكومية والمحلية ماعدا التضامنية منها، وفق بيان للرئاسة الجزائرية.
ومع تناقل وسائل الإعلام الوطنية والدولية ومواقع التواصل الاجتماعي لصور النيران وهي تلتهم غابات ومناطق سكنية على مستوى جبال منطقة تيزي وزو ذات التضاريس الوعرة، حتى أبان الجزائريون عن روح التضامن الوطني، مؤكدين أن الوقت حان للتآزر والوقوف إلى جانب السكان المتضررين وانتشالهم من صور الفحم وإعادة البسمة إلى تلك الجهات ذات الطبيعة العذراء.
كما تصدرت عدة وسوم مواقع التواصل الاجتماعي في الجزائر، حيث أعلن أصحابها عن تضامنهم مع عائلات ضحايا الحرائق التي نشبت في عدد من محافظات البلاد.
وحشد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف جهات البلاد من أجل القيام بحملات تضامنية واسعة النطاق سواء بجمع مواد غذائية وأفرشة وأدوية الحروق والانطلاق بها إلى المناطق المتضررة من الحرائق، في المقابل قدم شباب من محافظة خنشلة في منطقة الأوراس شرق البلاد، وهي التي عرفت حرائق مشابهة الشهر الماضي، إلى تيزي وزو من أجل مد يد العون والمساعدة في إطفاء لهيب النيران.
وعرفت الجزائر خلال هذه المحنة صورا تضامنية فريدة من نوعها، ولم تقتصر حملات التضامن الشعبية على ولاية بعينها، بل كانت في مختلف الجهات انطلاقا من العاصمة وولايات الوطن نحو ولايات شرق وغرب البلاد.