الغرب يعترف تعاليم الإسلام هي الواقية1
الشيخ نــور الدين رزيق /
ينبغي أن يُعلم أن انتشار الأوبئة ومنها وباء كورونا ما هو إلا ابتلاءٌ وعقوبةٌ من رب العالمين، وأن من سنن الله تعالى أن البلاء إذا نزل قد يعمُّ غير الظلمة قال تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً } الأنفال: 25.
كما أنّ من سُنن الله تعالى أنّ الأوبئة إذا انتشرت لا تُفرق بين عادل وظالمٍ وكافرٍ ومؤمنٍ، إن من تمام تلك القيم في مواجهة “فيروس كورونا” الأخذ بأسباب الوقاية، ولو قدَّر الله عزَّ وجلَّ على أحد الموت “بفيروس كورونا” بعد أخذه بالأسباب.
-فقه الصحة:
فقد كان للإسلام سبق واضح في الحث على الحجر الصحي، فعن أُسَامَة بن زَيْدٍ، يحدث سَعْدًا عن النّبيّ، -صلى الله عليه وسلم – قال: “إِذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا، فَقُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَهُ يُحَدِّثُ سَعْدًا، وَلاَ يُنْكِرُهُ؟ قَالَ: نَعَمْ” [صحيح البخاري، كتاب الطب، باب ما يذكر في الطاعون]، وقال عليه الصلاة والسلام: “لاَ يُورِدَنَّ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ” [صحيح البخاري، كتاب الطب، باب لا هامة].
نشرت مجلة “نيوزويك”الأمريكية تقريرا، بعنوان: “هل يمكن لقوة الصلاة وحدها إيقاف وباء مثل كورونا؟ حتى الرسول محمد كان له رأي آخر”.
حيث سلط تقرير المجلة الأمريكية، الضوء على تعاليم نبي الإسلام محمد -صلى الله عليه وسلم – بهذا الخصوص.
واستشهدت المجلة بإرشاداته حول النظافة، وبحديث له يوصي بعدم دخول أرض حل فيها الوباء، أو الخروج منها، وهذا الإجراء نسميه في وقتنا الحالي “الحجر الصحي”.
وقالت المجلة إن هناك خبراء ومختصي مناعة، يوصون بالحفاظ على النظافة والحجر أو العزل عن الآخرين، باعتبارها أكثر الإجراءات فاعلية لاحتواء كورونا، أو منع انتشار الأمراض المعدية عموما.
وهذا ما دعا الدكتور عمار الطالبي ومن منبر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى إعادة تبويب كتاب الفقه الإسلامي وتخصيص باب الفقه الصحي مثل باب المياه والطهارة وما إلى ذلك، وقامت هذه الأخيرة بطبع سلسلة من الكتيبات في هدي الفقه الصحي، ومع ما تقدم من حديث عن الأوبئة الفتاكة، من ناحية الوقاية من الإصابة بها، وحصرها في أضيق نطاق، والسعي إلى المعالجة والتداوي وطلب الشفاء منها، ومواجهتها بجلد وصبر ورباطة جأش، دون الوقوع في إشكالات الهلع والفزع.
-أساليب الدعوة الى الله متعددة:
قال د. عادل هندي، أستاذ الدعوة بجامعة الأزهر: إن التعامل الدعوي مع الأزمات ينبغي أن ينطلق من معرفة أركان عملية الدعوة ذاتها؛ وذلك لخلق حالة دعوية تناسب الأزمة وتستثمر تبعاتها، موضحاً أن الأركان التي يقصدها هي الداعي والمدعو والجمهور والوسائل المستخدمة، وفي النهاية قياس الأثر المرتبط بالرسالة الدعوية.
وفي إشارة إلى القوالب التي يمكن للداعية من خلالها استثمار الأزمة، قال هندي: على الدعاة ومؤسسات الدعوة في الغرب تحديداً أن تطور في قوالبها الدعوية، لافتاً إلى أن الدعوة الحقيقية لا تقتصر على الكلام، وإنما تكون بالدعوة التطبيقية العملية، فالإسلام انتشر أساساً في تلك البلدان وغيرها بأفعال الدعاة وأخلاق التجار.
وعن التجليات الاجتماعية للأزمة وكيفية استثمارها دعوياً، قال د. خالد عبدالحميد، أستاذ علم الاجتماع: إن الأزمة عبارة عن حالة استثنائية يمر بها الإنسان، فإما يتعامل معها إيجابياً، وإما يتخلّى عن قيمه وإنسانيته، لافتاً إلى أن كورونا فضحت بعض البلدان والأقطار، في معاملتها مع المرضى والمصابين والأموات الذين ماتوا بها، كما أنها أظهرت لنا شيئاً من أنانية بعض البشر.
مدللاً بترك إحدى الحكومات الأوروبية داراً كاملة للمسنين دون متابعة؛ ما أدى لوفاة كثيرين! وأيضاً ما أثير عن عزم بعض الدول التفكير في علاج أعمار معينة وترك أخرى بسبب ضغط الأزمة!
يتبع