إسرائيل عضو في الجامعة العربية !؟/ محمد الحسن أكـــيـــلال
الأحد 30 صفر 1439 ه- 19 نوفمبر 2017 م، تاريخ انعقاد مجلس وزراء خارجية الدول العربية بمقر الجامعة العربية بالقاهرة… لا شك أن هذا اليوم سيكون تاريخيا بالنسبة للحركة الصهيونية عموما ولدولتها وشعبها في فلسطين خصوصا.
إنه اليوم الذي اكتمل فيه نمو شجرة العقيدة الصهيونية في أمخاخ وأدمغة قادة أغنى الدول العربية مع أكبرها من حيث عدد السكان ليتجرأوا على إعلان تحالفهم، بل وصداقتهم إن لم تكن أخوتهم لشعب الله المختار الذي احتل فلسطين مقابل عدائهم وعداوتهم لشعب إيران المسلم الذي نختلف معه لا في الشهادتين والصلاة الصيام والزكاة والحج لكن نختلف معهم في خرافاتهم وأحكامهم الخاطئة على الخلفاء الراشدين والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ولكننا نعرف أن تكفيرهم لا يجوز والله وحده هو الذي يحاسبهم على نواياهم وخرافاتهم وأحكامهم وهو أحكم الحاكمين.لقد تجرأوا على رفع أصواتهم في وجوه إخوانهم من الدول الفقيرة والصغيرة والمدمرة والمحاصرة من الجهات الأربعة لأنهم يعرفون أن لا حول ولا قوة لهم إلاّ بالله، وأن الدولة التي تحالفوا معها تنتظر هذه الفرصة من نشأتها في تلك الأرض المقدسة المباركة وهذه الدولة بما لها من قوة تدمير مادي ومعنوي وتأثير في الأحداث والنظام العالمي تستطيع أن تحميهم من رجال المقاومة وتنظيماتها والمحور الذي تستند إليه وتعتمد عليه، وخاصة وأن هذا المحور يبدو عليه شيء من الخلل في اختراق هذه الدولة له بالعلاقات المهمة التي تربطه بالاتحاد الروسي.بالعودة إلى مسلسل الأحداث عبر العقود الثلاثة والنصف التي مضت على غزو لبنان عام 1982 وطرد منظمة التحرير الفلسطينية منه قيادة وإدارة وفصائل فدائية وسلاح مرورًا بأوسلو التي استدرجت إليه هذه المنظمة وإكراهها على مفاوضات ماراطونية استغلت بخبث ودهاء للقضم التدريجي للأرض بعد تقطيعها وتمزيقها بالجدار العازل والطرق السريعة والاجتنابية والسكك الحديدية والمستوطنات المتزايدة والمتكاثرة تكاثر الجراثيم والطحالب والفطريات تتضح بجلاء تلك المنهجية المحكمة لاستراتيجية كاملة متكاملة وضعت منذ ميلاد الحركة الصهيونية عام 1897.وبالعودة أيضا إلى مسلسل الأحداث عبر العقود الخمسة الماضية على نكسة حزيران (جوان 1967) تبرز الحقائق التي كرست منطق هذه الأحداث من حيث التوجيه الممارس على الأنظمة العربية التي تسمى المعتدلة لإقناعها بالالتحاق بركب الدول الاستعمارية التي أنشأت الدولة العبرية في فلسطين ثم إلزامها بضرورة تبني هذه الدولة كعضو في الأسرة العربية بحجة أن أصل اليهود المتواجدين في كل أنحاء العالم يعود إلى أصول سكان المنطقة وأن الرب منح لهم هذه الأرض وبالتالي وجوب الخضوع للمشيئة الإلهية. بالضرورة يجب محاربة الطرف الآخر من العرب الذين يسمون دول الممانعة أو المقاومة، يعني استئصال كل الدول العربية المحيطة بفلسطين والتي كانت متمسكة بخيار تحرير أرض فلسطين وعدم الاعتراف بالدولة الصهيونية. وبالعودة ثالثا إلى مسلسل الأحداث التي مضت على إنشاء دولة الصهاينة تبرز المحطات الهامة التي بدأت باتفاقية “كامب ديفيد” بين مصر وإسرائيل ثم اتفاقية “وادي عربة” التي تخللتها غزو العراق عام 2003 وقبلها تفكيك الصومال والسودان ثم تدمير العراق تدميرًا شاملاً ثم ليبيا، وقبلهم جميعا محاولة تدمير الجزائر ثم تدمير سوريا التي يبدو أنها استعصت وأحست الدول الغربية وأمريكا ببداية هزيمتها أمام محور روسيا، إيران وسوريا الذي بدأ فعلا في استعادة قوته أمام محور أمريكا والدول الغربية وإسرائيل والتبع من العرب الخليجيين والموقعين على الاتفاقيتين “كامب ديفيد” و”وادي عربة”.لقد أصبح من الضروري الآن أن تظهر جرأة الدولة السعودية والإمارات والبحرين ومصر “السيسي” الذين شكلوا تحالفا ضد أضعف دولة عربية –اليمن– لتدميره هو بدوره وإبادته بالسلاح والأمراض الفتاكة، كل هذا لتبدأ الجرأة بزيارات سرية إلى تل أبيب لطلب العون منها لمحاربة فلول المقاومة في لبنان وقطاع غزة التي أصبحت بمثابة وجع الرأس أو الضرس لهم لاستكمال الارتباط العضوي مع دولة الكيان الصهيوني في فلسطين وإعطاءها مقعدا لها في الجامعة العربية.إن تسارع الأحداث في سوريا والعراق أصبح يشكل خطرًا داهما على السعودية والخليج، ولذلك لا بد من التحرك السريع لخلق بؤرة توثر في لبنان بسبب حزب اللـه الذي استطاع أن يلحق هزيمة بجيش إسرائيل، لأن مواجهة إيران مباشرة لم تتح لهم الفرصة، ولذلك لا بد من السعي لاستدراجها لحرب استنزاف تقربها من حرب حقيقية مدمرة تقوم بها دولة إسرائيل وبتمويل عربي خليجي للتخلص منها نهائيا كما حدث للعراق وسوريا.اختطاف رئيس الحكومة اللبنانية وإجباره على إعلان استقالته من رئاسة الحكومة دون مراعاة سيادة لبنان هو بمثابة بداية الطريق إلى إشعال نار الفتنة بين الشيعة والسنة وتوسيع رقعة الحرب في سوريا لإنهاك المحور الممانع وتقسيم الخارطة كما تريد إسرائيل.