ازرعوا الأمل وانثروا الورود… فإن بعد العسر يسرا

أ. عادل بن جغلولي*/
الأمل هو ذلك الشعور بتوقع شيئ جميل بعد محنة ما يمر بها الانسان كفرد او تمر بها أمة ما كجماعة، وفي حقيقة الأمر فإنّ الأمل كالرفيق الملازم الذي يمكن أن نتخطى برفقتة صعاب الحاضر والتغلب على نوائب الدهر التى تلازمنا لا محال، والمتأمل لسيرة العظماء وعلى رأسهم سيد الخلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يرى كيف كان يزرع الأمل في أصحابه في وقت الشدائد والمحن فهو بمثابة الطبيب الذي يمنح جرعات الأمل في نفوس أصحابه ليتغلبوا على المصائب والمحن، فالنبي صلى الله عليه وسلم مطارد وحيدا هو وصاحبه الصديق فقط في صحراء قاحلة تلاحقهم قريش من كل مكان مع هذا يزرع الأمل في قلب صاحبه في قصة سراقة المشهورة لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه أبو بكر وتبعتهم قريش بفرسانها، أدركهم سراقة بن مالك المدلجي وكاد يمسك بهم، فلما رآه سيدنا أبو بكر قال أُتينا يا رسول الله فقال: له النبي -صلى الله عليه وسلم – لا تحزن إن الله معنا فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم – على سراقة فساخت يدا فرسه في الرمل فقال سراقة: إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم – وقال لسراقة كيف بك إذا لبست سواري كسرى وتاجه…
في هذه المحنة وفي تلك الضروف يبعث الرسول شعاع الأمل في قلب صاحبه أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- بأسلوب غير مباشر لما يخاطب سراقة “كيف بك اذا لبست سواري كسرى”…
وفي قصة الخندق وفي ظل حصار كاد يعصف بالجماعة المسلمة ويكفي ما وصف القرآن الكريم لحال المحنة التى كان يمر بها المسلمون فيقول الله تعالى في وصف ذلك الموقف: إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً …
في ذلك الموقف الصعب يبعث الرسول ببارقة الأمل عند ضربه للصخرة التى اعترضت الخندق حيث نادى: بسم الله، فضرب ضربة، فكسر ثلث الحجر، وقال: الله أكبر، أعطيتُ مفاتيح الشام، والله إني لأبصر قصورها الحمر من مكاني هذا، ثم قال: بسم الله، وضرب أخرى، فكسر ثلث الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، والله إني لأبصر المدائن، وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا، ثمّ قال: بسم الله، وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر، فقال: الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، والله إني لأبصر أبواب صنعاء من مكاني هذا) رواه أحمد.
هذا وفي سيرتة ما لا يعد من الامثلة في بعث الأمل في نفوس اصحابه وهي رسالة الينا جميعا ان بعد العسر يسرا كما ذكر الله تعالى في سورة العصر ..
إننا ونحن نمر بمحنة الداء الذي اصابنا وإذ بلغت القلوب الحناجر وامتلأت المستشفيات وقلت الحيل فإننا بعد التضرع الى الله لابد لنا من زرع الأمل بأن هذه المحنة ستزول لا محال فقد مرت بنا موجتان من قبل وزالتا وأكيد ستزول هذه بحول لله ثم هناك أمل بأن هذه الموجة قد انحصرت في أوربا وأكيد ستنحصر عندنا ثمّ إننا بعد التلقيح سنكتسب حماية جماعية مستقبلا من هذا الوباء بإذن الله… سيزول الداء، وتنقشع غيوم الحزن والوباء، وستعود الحياة إلى طبيعتها فازرعوا الأمل واستعينوا بالله ولا تعجزوا وما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل…
*عضو ب ج ع م ج
شعبة ولاية المسيلة مكلف بالإعلام