قضايا و آراء

الصهيونية توحد صفوفها

أ. محمد الحسن أكيلال/

«جو بايدن» يقود الإمبريالية
تعيش البشرية حاليا جوًّا مشحونا بكثير من القلق والتوجس من القادم المجهول على كل الأصعدة. فمن وباء الكورونا الذي ما انفك يفاجئ الجميع بتحوراته وتغيراته المخيفة إلى تقلبات الطقس الدراماتيكية التي أصبحت هي الأخرى تحصد الكثير من الأرواح وتدمر الكثير من المنازل والبنيات التحتية معرضة آلافا وأحيانا ملايين من البشر للعراء والجوع والمصغبة، ليضاف إلى كل هذا تزايد بؤر التوتر والحروب البينية والطائفية والدينية التي يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة «جو بايدن» تريد زيادتها وزيادة تأجيجها واشتعالها وتوظيفها لخدمة أغراضها وأهدافها الاستراتيجية التي تتمحور حول هدف واحد هو: الإبقاء على انفرادها بحكم العالم والوقوف في وجه عدويها اللدودين الصين الشعبية والاتحاد الروسي، لا لشيء إلاّ لكونهما يختلفان معها إيديولوجيا ومصلحيا.
فبعد أن عرفت منظمة شمال الأطلسي نوعا من بداية التفكك لحلفها الذي تسبب الرئيس السابق «دونالد ترمب» في بث الشكوك في كثير من أعضاءه وبدأ فعلا في تصعيد لهجة التحدي للولايات المتحدة بسبب العقوبات التجارية والجمركية التي وقعها في حق العديد من الأعضاء، جاء «بايدن» الأكثر ذكاء وإدراكا لمصالح بلاده الحيوية ليوقف ذلك الشعور العام ويعيد بناء الثقة بين الأعضاء والانصياع لقيادة بلاده لهذا الحلف العتيد.فمن خلال إعادة توزيع القوات وتغيير التموقع والتموضع في الشرق الأوسط إلى إعادة تكليف أعضاء بمهام وتحديد الجغرافيا التي يكلف بها كل عضو دون نسيان الإمبراطورية الاستعمارية الأم المتمثلة في المملكة المتحدة التي يبدو أنها قد شاركت في وضع الاستراتيجية الجديدة منذ اتخاذها لقرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، بحيث تحركت ببحريتها خلال الشهر الماضي وتوجهت بحاملة طائراتها «الملكة اليزابيت» إلى شرق المتوسط والبحر الأسود لتأكيد دور اليونان مقابل تركيا التي بدأ الكثيرون يشكون في جموحها بقيادة رئيسها «رجب طيب أوردوغان».
وأهم ما يثير الانتباه في هذا التغيير هو دمج الدولة العبرية وجيشها ضمن القوة الوسطى الأمريكية لجعلها منضبطة خاضعة لأوامرها، رغم أنها تعطيها بعض الأدوار في المشاركة في تحركاتها في إفريقيا وغرب المتوسط، كما في ليبيا ومنطقة الساحل وشمال إفريقيا، المنطقة التي تتبع عسكريا لقوة أفريكوم.
في كل هذا لا بد من الإشارة أن الهدف وراء إشراك هذه الدولة ضمن قوتي أمريكا في منطقة الشرق الأوسط و أفريكوم وغرب المتوسط هو تأمين هذه الدولة المهددة فعلا بالزوال من طرف محور المقاومة بزعامة إيران المتحالفة مع كل من الصين الشعبية وروسيا الاتحادية.
المعضلة التي تربك «جو بايدن» و قادة دول الحلف الأطلسي الإمبريالية هو رفض القوى الحاكمة في دولة الكيان الصهيوني وأغلبها من اليمين المتطرف لجهود السلام الأمريكية المزعومة التي تتبنى الحل على أساس الدولتين، في حين أن هذا اليمين المتطرف يريد احتلال كل الأرض بل شرعنة ذلك في كل فلسطين وهضبة الجولان وإطلاق يدها للوصول إلى كل جغرافيا الوطن العربي وتواجدها في المضائق المائية القريبة منها (هرمز وباب المندب وقناة السويس والبحر الأحمر).
هذا المطلب يفضح بل يفشل المخطط الأمريكي الإمبريالي لحل القضية الفلسطينية على أساس الدولتين، بل ويزيد في تقوية تأثير ونفوذ محور المقاومة و يزيد من عدد الدول العربية والإسلامية المتعاطفة معه، وخاصة فيما يتعلق بقضية القدس والأماكن المقدسة التي يتشدد اليمين الصهيوني في فلسطين على كون القدس كاملة عاصمة له و المسجد الأقصى يجب تدميره لبناء هيكل سليمان في مكانه.
بالنسبة للولايات المتحدة واللوبي الصهيوني فيها يوجد الكثير من المتعاطفين معها في مطلبها وخاصة المسيحيون الإنجيليون، لكن قوى جديدة بدأت تتزايد ضاغطة على الرئيس لكبح جماح هذه القوى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com