غايات الجمعية ومقاصدها ..عرّفوا بالجمعية بارك الله فيكم

يكتبه: حسن خليفة/
أتصوّر أنه من المفيد التركيز في التعريف بالجمعية، وقد تكاثر الإقبال عليها، وتكاثرت الأسئلة عن طبيعة عملها وأهدافها ومقاصدها، وما حققته، وما لم تبلغه بعدُ، كما تكاثر الاهتمام بالانتساب إليها والانضمام إلى صفوف شعبها شرقا وغربا شمالا وجنوبا.
وحينئذ يحسُن التسويق لتلك المقاصد والأهداف على النحو الذي يتيح لكل ذي رغبةـ رجلا كان أو أمرأة شابا أو كهلا، أو حتى طفلا… يتيح له أن يجد «نفسه» ويتعرّف على ما يمكن أن يحققه لذاته ولأسرته ومحيطه القريب، ولمجتمعه؛ ذلك أن الانتماء شيء ثمين يسمح للمرء بتحقيق تأكيد الذات والرضا الوجداني والروحي لنفسه.
من هنا وددتُ أن يكثر الإخوة في الشعب الولائية عموما، وأيضا في المناشط المختلفة (ملتقيات ندوات ـمحاضرات ـ ورشات ـدروس ـ لقاء تنظيمية ـ لقاءات عامة مع الجمهور..الخ) أن يُكثروا من التعريف بطبيعة عمل الجمعية، وغاياتها ومقاصدها وأهدافها، كما ينبغي أن يهتموا أيضا بالتعريف بما تحقق في شُعبهم (وهو كثيروقيّم وذو بال)..فإن ذلك يدفع الناس إلى تعميق قناعاتهم بالانخراط في الجمعية،كما يعزز الشعور بالانتماء إليها والتعاون معها، ويشجعهم ـ رجالا ونساء ـ على الانتساب، أو على الأقل الانخراط العملي الميداني في مناشطها. وقد تم ذلك بالدليل والبرهان في كثير من الأوقات والمناسبات، لكن هذه الآلية(التعريف) تبدو معطّلة على نحو غير مقبول، في السنوات القليلة الأخيرة، وهذا ما يستوجب التذكيرلتجاوزه؛ فإنه يعوق هدف الانتشار والوصول إلى الناس؛ فإن الجمعية جمعية الجميع، وربّ إنسان من خارجها هو أولى منها وأحق بخدمتها ممن هو في صفوفها ولكنه لا يحرك ساكنا، ولا يحمل همّا، ولا يدفع إلى الأمام ولا ينجز ولا يهتم.
وعلى الجملة نقول لإخواننا وأخواتنا دائماا، وبالأخص من استهوته مناشط الجمعية وأهمّته فعالياتها، وشدته بعض التغطيات الإعلامية لبعض ما تقوم به ..نقول لهم ـ صادقين ناصحين ـ الرجاء قراءة «القانون الأساسي ـ والنظام الداخلي» للجمعية وهما متوفّران في الشابكة (الانترنيت) في موقع الجمعية، وتكفي كبسة زر في قوقل للوصول اليهماوتحميلهما لمن أراد وأرادت، وحينئذ يكون التبصّر والوعي والفهم الدقيق لطبيعة الجمعية ما تقوم به وفهم أهدافها، بل ولمن شاء أن يبدع ويبتكر سيجد طرقا كثيرة لتفعيل تلك الأهداف والمقاصد.
ونقول على سبيل الإجمال:
أـ إن الجمعية تهدف في أعلى ما تهدف إليه إلى تحقيق مرضاة الله تبارك وتعالى بتعليم الناس الخير، وإنما الخيرفي الدين ومبادئه، وفي القرآن الكريم والسنة الصحيحة. ولذلك تعدّ التربية والتعليم والتكوين من أهم مناشط الجمعية على الإطلاق، بإنشاء النوادي والمدارس والروضات والفضاءات التربوية المختلفة.
ب ـ تهدف الجمعية ـ ضمن مقاصدها الرئيسة ـ إلى التهذيب فهي جمعية تهذيبية، كما كان يقول مشايخها في كتاباتهم وكلامهم، وإنما نعني بالتهذيب هنا ترقية الأخلاق وتقويمها، والسمو بالإنسان ـ رجلا وامرأة ـ إلى مصاف الصلاح والإصلاح والاستقامة والهدى.
وكثير من أعمالها تندرج ضمن إطار عام لتحقيق هذا السمو الأخلاقي ،بالتوعية،والتبصير، والتثقيف، وتعزيز القيّم، ومجموع أنشطتها كلها تهذف إلى تحقيق هذا المحور الإنساني العظيم (تهذيب الإنسان).
ج ـ الثقافة ـ والتثقيف بالمعنى الواسع الإيجابي لهذا المصطلح؛ فمن ينظر ويدقق في أعمال الجمعية يجدها في الحد الأوسط (50بالمائة) على الأقل يندرج ضمن مجال الثقافة والتثقيف: كالمحاضرات، الندوات، الورشات التكوينية، الملتقيات الدولية والوطنية والجهوية…وسائر الأنشطة التي تأخذ طابع التحاور والنقاش والحديث والإلقاء إنما تهدف إلى هذا «التثقيف» في التاريخ، الدين، الحضارة، العولمة، الأسرة، وسائر الشؤون الأخرى.
وقد ضربت الجمعية المثال في هذه المناشط العامة؛ حيث أقامت نحو 100 ملتقى وندوة في السنوات القليلة الماضية، وهو ما لم تفعله أي هيئة أو مؤسسة أخرى.إنما هو فضل الله تعالى وتوفيقه.
د ـ نشر الفضائل وتعميم الخيرات: من مقاصد الجمعية أيضا نشر الفضائل والقيّم بكل طريق، وبكل وسيلة.ومن يراجع شؤون المجتمع الجزائري يدرك حاجته الماسة إلى منظومة القيم والفضائل التي تآكلت وتراجع منسوبها لأسباب كثيرة، لعل أخطرها طفرات التحوّل الذي شهده المجتمع في ضوء السياسات التغريبية ـ الحداثية العمياء التي انتهجها الحاكمون على مدار ثلاثة عقود على الأقل، والتي كان التركيز فيها على تدمير بنيان المجتمع الجزائري (الإنسان والثروات) …كان ذلك هدفا استعماريا اجراميا قائما بالأدلة والبراهين. لذلك وجب على الجمعية وغيرها الحرص على نشر الفضائل (إعلاميا خاصة ـ ولكن بطرق أخرى مختلفة أيضا، في الأسرة والمدرسة والجامعة والمسجد الخ )..والحمد لله فإن أهل الفضل والإيمان قاوموا واجتهدوا ..ولن يخيبوا ما داموا متمسكين بحبل الله المتين.
هـ فضلا عن هذه الجوانب كلها، وهي ذات أهمية في صناعة الإنسان المستقيم وإعداد الأفراد والمجموعات إعداداإيمانيا سليما، وقد بذلت الجمعية مع غيرها من شقيقاتها العاملة في الحقل الدعوي ـ الثقافي ـ والخيري…فضلا عن كل ذلك فقد يسّر الله للجمعية النفع المباشر، عن طريق الإغاثة والعمل الخيري الميداني ومساعدة الفقراء والمحتاجين وأهل الحاجة فقدّمت بتيسير الله تعالى الكثير، مع أن هذا ليس من «أهدافها» المباشرة، فهي جمعية دعوية، إصلاحية، تربوية، ثقافية …لكن مد ّيد العون حين الحاجة إليه عمل عظيم أيضا.
مازلت أرجو وأتمنّى أن نعدّ من واجباتنا التعريف بالجمعيةومقاصدها في مختلف الساحات والأماكن والفضاءات بما في ذلك الأسواق، وأن تكون لدينا دائما مطويات، وكتيبات، ودلائل ،وصفحات تنشر الخيروتعمّمه وتعرّف به، فذلك أحرى أن يجذب أهل الخير والعلم للتعاون والانتساب وبذلك تقوى صفوف الجمعيةوتكسب جنودا وأحبة يصيرون أعضاء يرفعون شأنها ويعلون أقدارها ويعملون على تحقيق مقاصدها العظيمة.
ولن يخيب مجتهد صادق وعامل مخلص…
والله المستعان