عين البصائرمتابعات وتغطيات

في تصريح له مع جريدة البصائر الجزائرية، الباحث في علم الفيروسات، الدكتور محمد ملهاق: * اللقاحات المتوفرة في الجزائر آمنة وفعالة * السلالات المتحورة لا تستثني أي فئة عمرية بما فيها الرضع والأطفال

تغطية : فاطمة طاهي/

 

في ظل الوضعية الصحية الراهنة والخطيرة التي تمر بها الجزائر، وبعد الارتفاع المحسوس والقياسي السريع والمفاجئ في عدد الوفيات والاصابات بفيروس كورونا، مختصون يدقون ناقوس الخطر ويحذرون من عواقب قد تخرج عن السيطرة أمام هذه الموجة الثالثة السريعة والخطيرة، وما نتج عنها من اكتظاظ كبير في مستشفيات الجزائر مما أدى إلى عدم قدرتها على استيعاب المزيد من المصابين بعد حالة التشبع التي عرفتها في الآونة الأخيرة، خاصة مع نقص مادة الأكسجين في مصالح الإنعاش الأمر الذي جعل المواطن يقتنيها خارج المستشفيات. الدكتور محمد ملهاق الباحث في علم الفيروسات وبيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية يتحدث مع جريدة البصائر عن آخر مستجدات فيروس كورونا.
اللقاحات آمنة وفعالة ومرخص بها من طرف منظمة الصحة العالمية
أكد الدكتور محمد ملهاق باحث في علم الفيروسات، وبيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية، أن اللقاحات المتوفرة في الجزائر آمنة وفعالة، باعتبار أنها مرخص بها من طرف منظمة الصحة العالمية، قائلا في هذا الصدد: “اللقاحات خضعت للتجارب المخبرية والتجارب الحيوانية وأيضا للتجارب السريرية ونتائجها لم تشهد أي أعراض جانبية خطيرة”، وفيما يخص نقص مادة الأكسجين في بعض مستشفيات الجزائر أوضح الدكتور محمد ملهاق أنه كان من الضروري أن تكون للمسؤولين نظرة استشرافية للتوقعات المستقبلية.


الاستهتار قد يُخرج الوضع عن السيطرة كما حدث في الدول الأخرى
كما حذر الباحث في علم الفيروسات، الدكتور محمد ملهاق، من الاستهتار الذي يجهض جهود مواجهة كورونا، مؤكدا أن الاستمرار في تراخي تطبيق الاجراءات الوقائية وعدم احترام تدابير السلامة الصحية أمام هذه الوتيرة السريعة والعنيفة سيؤدي لا محالة إلى وضعيات صحية سيئة في الأسابيع القادمة مع احتمالية خروج الوضع عن السيطرة مثلما حدث في الدول الأخرى، مضيفا في هذا السياق أن خروج الوضع عن السيطرة يكون عند عجز الامكانيات الطبية والاستشفائية والرعاية الصحية للدولة أمام الوضع الصحي، داعيا من جهة أخرى إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية للحماية من خطر الإصابة بفيروس كورونا، هذه الإجراءات حسب الدكتور التي تعود عليها المجتمع والمتمثلة في ارتداء الأقنعة وتجسيد التباعد الجسدي والتعقيم.
السلالات المتحورة لا تستثني أي فئة عمرية بما فيها الرضع والأطفال
كما أكد الدكتور محمد ملهاق، أن السلالات المتحورة لكوفيد 19 لا تستثني أي فئة عمرية بما فيها الرضع والأطفال، وأن الوضع مقلق جراء الارتفاع السريع في عدد الإصابات، مضيفا أنه بعد تسجيل حالة من التراخي والتخلي على التدابير الوقائية المتعود عليها نتج حالة من التشبع بالعديد من المؤسسات الاستشفائية، مما أدخلنا إلى مرحلة الخطر التي تتطلب التسريع في التلقيح لبلوغ المناعة الجماعية، مؤكدا ضرورة الرجوع إلى التقيد الصارم والجدي بكل التدابير الوقائية اللازمة من أجل السلامة الصحية.
الحالات المصابة أكثر بكثير من تلك المعلن عنها
هذا وأشار المختص في علم الفيروسات، إلى أن الاستهتار وحالة التراخي بعد انخفاض وتيرة الاصابات قادت الجزائر إلى الدخول إلى هذه الوضعية الصحية والخطيرة، مضيفا أن الاحصائيات التي يتم الكشف عنها من طرف وزارة الصحة تخص الفئة التي تخضع فقط لتحليل “البسيار”، حيث أن حسب الدكتور بأن الحالات المصابة أكثر بكثير من تلك المعلن عنها، خاصة وأن عددا ممن يصابون بالفيروس لا يحملون أعراضا ويتجولون في الشوارع والساحات العامة، فضلا عن البعض الآخر الذي لا يلتحق بالمستشفيات من أجل الكشف وتلقي العلاج، مضيفا أن عددا من ولايات الوطن سجلت مستشفياتها حالة من التشبع كالعاصمة والبليدة، كما أن بعض مصالح الإنعاش أصبحت عاجزة عن استقبال المصابين للاستشفاء، الأمر الذي دفع بوزارة الصحة إلى توجيه تعليمات مفادها تحويل بعض المصالح وإدراجها لصالح مرضى كوفيد 19، وذلك من أجل التخفيف من الوضعية الوبائية.


الوضعية الصحية الراهنة تتطلب التكثيف من عملية التلقيح
في سياق ذي صلة، أوضح الباحث في علم الفيروسات، محمد ملهاق، بأنه يمكن أن نقول بأن الجزائر قد دخلت مرحلة الخطر عندما تضعف المؤسسات الاستشفائية والمصالح الصحية وتصبح غير قادرة على التكفل واستيعاب الحالات الواردة إليها مثل ما وقع في تونس، مشيرا إلى أن الوضعية الصحية التي وصلت إليها الجزائر لا تتطلب بالضرورة العودة إلى اجراءات الغلق لأن القوانين التي تفرض الاجراءات اللازمة موجودة، داعيا إلى الالتزام الجدي والصارم بالتدابير الوقائية التي أصبح المواطن الجزائري متعودا عليها، مؤكدا أيضا أن الحل الوحيد لمواجهة هذه السلالات الجديدة والسريعة الانتشار هو التكثيف من عملية التلقيح خاصة بعدما وعي المواطن وارتياحه تجاه فكرة التلقيح التي لم تعد تثير مخاوفه، وهذا ما يفسره الاقبال المسجل على عمليات التلقيح خاصة بعدما تم إخراجها إلى الساحات والفضاءات العمومية.
التحورات يمكن أن تذهب نحو السرعة والخطورة ويمكن أن تذهب نحو التخفيف والزوال
وفي سياق آخر، وبلغة العلم يضيف البيولوجي السابق بمخابر التحليلات الطبية، الدكتور محمد ملهاق حول توقعاته لنهاية هذه الأزمة الصحية التي يعيشها العالم في عامها الثاني أنه ليست هنالك بوادر في الأفق توحي بزوالها قائلا: “يمكن القول بأن نهاية كوفيد 19 متوقفة على تلقيح من 50 إلى 70 بالمائة من أفراد المجتمع، بينما الاحتمال الثاني والذي يتم أيضا من الناحية العلمية المراهنة عليه أن التحورات الفيروسية بعد عدد من التغيرات يمكن أن تزول من تلقاء نفسها مع مرور الوقت” مضيفا “لأنه في علم الفيروسات التحورات يمكن أن تذهب نحو السرعة والخطورة ويمكن أن تذهب نحو التخفيف والزوال”، مؤكدا أنه حاليا وفي الظروف الراهنة لابد من إجراء اللقاح والالتزام بالبروتوكول الصحي وهذا من أجل بلوغ المناعة الجماعية لمنع انتشار فيروس كورونا.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com