خـــــواطـــــر صيفيــــــة خفيفـــــة
عبد العزيز كحيل/
1. انشروا أخبار الخير.
كان الإعلام تمحّض لنشر الشر من خلال البث المستمر لأخبار الجريمة والرذيلة والفساد حتى أصبح كل هذا أمرا عاديا لا يثير الاشمئزاز والرفض، فيجب أن نميت ذلك بنشر أخبار الخير، مثل حفلات ختم القرآن وارتداء الحجاب وتفوّق حفظة كتاب الله في الامتحانات ومبادرات فعل الخير مثل تبرع المحسنين لإقامة المدارس القرآنية وإقامة مخيمات القرآن ومبادرات الإصلاح بين الناس وأي أعمال لصالح القضية الفلسطينية، وأي مبادرات حسنة على مستوى مُدننا وقُرانا.
يجب أن نستغل فيسبوك ويوتيوب، أي الصورة والصوت، لإنشاء البديل النظيف الهادف، هذا ممكن جدا، هذا جهاد مدني لدرء عدوان الإعلام المنحرف، ننشر الخير وأخباره لتحجيم الشر وأهله…هذا أفضل من لعن الظلام ومن الانسياق مع القطيع، ولْنقطعْ أوداج السلبية بسيوف العزيمة، وقد تتبعت جريدة البصائر فألفيتها تسلك مسلك الإيجابية فتنشر ما يثلج صدور المؤمنين، مثل:
– مشروع العفة: في غليزان نظمت جمعية العلماء مهرجانا بمناسبة ارتداء عدد كبير من الفتيات للحجاب الشرعي (في عز الصيف)، فكان انتصارا على التبرج والعري، وقد سُمي المشروع الذي عمل فيه الخيّرون «مشروع العفة»…فنعم القدوة هؤلاء الفتيات، ونعم المشروع لو انتشر في ربوع البلاد، فهل من مجيب؟
– في نواحي بير العاتر تبرع محسن لجمعية العلماء بقطعة أرض مساحتها 1200 م2 وجعلها وقفا لتشييد مدرسة قرآنية باسم الشيخ العربي التبسي.
– شهدت عدة ولايات وبلديات حفلات بهيجة لتخرج عدد من حفظة القرآن من الجنسيْن، أغلبهم الساحقة من المتفوقين في دراستهم.
هذه المبادرات الطيبة هي أحسن رد عملي على التضييق على القرآن ومحاولات تجفيف منابع التديّن.
2. أكبر المصائب التي نزلت بأمتنا خمس:
– الحروب الصليبية: جاءت من الغرب وتمّ خلالها قتل الألوف من المسلمين واحتلال أجزاء من الشام على رأسها القدس التي بقيت محتلة 92 سنة.
– هجوم المغول: جاؤوا من الشرق وخرّبوا البلاد الإسلامية خاصة بغداد عاصمة الخلافة، وقتلوا الخليفة وخلْقا لا يُحصى من المسلمين، ونشروا الخراب في كل مكان.
– ضياع الأندلس: تصوّروا ضياع خلافة إسلامية في غرب أوروبا تألقت 8 قرون وكانت عاصمة لمختلف العلوم والمعارف للمسلمين وغيرهم، ورمزا للحضارة الراقية، ضاعت بسبب تصارع الحُكام على إمارات صغيرة متناحرة.
– سقوط الخلافة: مهما كان ضعف الخلافة العثمانية إلا أنها كانت تمثل الرابطة التي تجمع المسلمين ولو معنويا، ألغاها أتاترك بناء على اتفاقيات سيكس- بيكو المشؤومة التي باركها حُكام السعودية وشيوخُهم آنذاك، وحوّلت الدولة الإسلامية الكبرى إلى دويلات ضعيفة متصارعة.
– نكبة فلسطين: زُرع فيها الكيان الصهيوني لإلغاء عروبة المنطقة وإسلامها، وها هم الحُكام العرب – على رأسهم سلطة رام الله – يقبلون بهذا ويباركونه.
لكن الإسلام سيعود ومعه كرامة الأمة وعزّها وتمكينه.
3. دروس من موجة الحرارة
كان للنبي صلى الله عليه وسلم أدعية وأذكار لكل الظواهر الطبيعية، من سقوط المطر وهبوب الريح إلى الكسوف والخسوف، مرورا بموجات الحرّ والبرد، هذا لينقلنا من الذهول أمام الطبيعة إلى الارتقاء الروحي والإرتباط برب العالمين، إذًا بدل التذمر والشكوى ينبغي أن نفهم موجة الحرّ ونوثق صلتنا بالله لنستفيد منها وليعجل الله رفعها عنا، ونتذكر أحوال الآخرة، هذا هو الدرس الأول.
من جهة أخرى ننبه إلى الإهمال الذي طال الطبيعة منذ عشرات السنين، فلو استثمرت الدولة في إنجاز السد الأخضر، ولو كثفت غرس الأشجار المناسبة بكثافة – وعلى رأسها الزيتون- لتراجع التصحّر…ونختم بمعضلة الماء الذي يحتاج إلى سياسة عملية للمحافظة عليه وتوفيره وحسن توزيعه، بدل الشعارات الجوفاء التي مللنا منها.
الحلّ إذًا؟ الإقبال على الله ليرفع عنا البلاء بكل أنواعه، و سياسةٌ عقلانية وحكمٌ راشد…وهذا الحكم لا ننتظره وإنما نصنعه ونوجده بإذن الله.
4. العربية في ذكرى الاستقلال
لاحظنا ظاهرة إيجابية جميلة هي كتابة بعض الأطباء للوصفات باللغة العربية واعتراض البعض على ذلك، فأقول لأولئك الذين يرددون «اصنعوا دواءكم أولا»: أولاً ليس هناك تلازم بين صناعة الدواء وبين الكتابة بالعربية، نبدأ بالشيء السهل الذي لا يكلف شيئا، ثانيا لن نصنع دواء ولا أي شيء آخر ما لم نتحرر نهائيا من فرنسا، وما زلنا نتذكر تجربة صيدال الناجحة وكيف أجهضتها الأيادي الفرنسية، أخيرا انظروا إلى نموذج رواندا، ما إن قطعت صلتها الثقافية بفرنسا حتى قفز اقتصادها بشكل مذهل…العربية رابع لغة عالمية، قبل الفرنسية بكثير.
ومعلوم أن الفرنسية في الجزائر ليست لغة بل هي هيمنة إيديولوجية ومسخ للشخصية الوطنية،هي سلاح الفرنكوبربريست لضرب الهوية ومنع أي تنمية أو رقي.