حوار

الكاتــب ومؤسس دار الحضارة للنشر والترجمة رابــح خـــدوسي في حوار مع جريدة البصائر / أكثر من ثلاثة آلاف شخصية وطنيــة في موسوعة “العلماء والأدباء الجزائريين”

* تنازلي عن حقوق التأليف للإصدارين حول «الأمير عبد القادر» تسويقٌ للثقافة الجزائرية وردٌّ على الطاعنين في شخصه

* في ظل الغزو التكنولوجي لابد من الدخول إلى عالم الطفولة من بابه الإلكتروني والرقمي

في حوار جمعه مع جريدة البصائر الجزائرية يحدثنا الكاتب ومؤسس دار الحضارة للنشر والترجمة رابح خدوسي عن تجربته وعلاقته بأدب الطفل، وواقعه وتحدياته في الجزائر، ودور هذا الأدب في تأصيل منظومة القيم الدينية والثوابت الوطنية لدى الناشئة. وفي ظل الحملات الطاعنة في الرموز الوطنية حدثنا الكاتب رابح خدوسي عن الغاية من تنازله عن حقوق تأليف الكتابين: “الأمير عبد القادر الفارس الشاعر” و”الأمير عبد القادر في كتابات المؤرخين”، كما تحدث الكاتب عن اهتمامه بالذاكرة الوطنية والثقافية مشيرا إلى الموسوعة التي ألفها حول “العلماء والأدباء الجزائريين”، وعن أدب الرحلات يكشف لنا الكاتب عن إصداره الحديث حول رحلته الأخيرة إلى الهند، مشيرا إلى أهمية أدب الرحلات في التعرف على ثقافات الشعوب الأخرى قائلا: “أدب الرحلات نافذة حول العالم”، كما تطرق الروائي رابح خدوسي إلى موضوع الترجمة ومشكل غياب مراكز خاصة بها في الجزائر، ونقاط أخرى حول مساره وحياته الأدبية.

حاوراته: فاطــمة طـاهي/

 

باعتبار أن أدب الطفل وسيلة من وسائل التربية وتنمية الذوق لدى الناشئة، وأنتم لديكم العديد من الإصدارات حول هذا الموضوع، حدثنا عن هذا الأدب، وعن علاقتكم به؟
-أدب الطفل هو موضوع حساس وخطير في نفس الوقت، كان توجهي نحو عالم الطفولة لأهميته البالغة في حياة الشعوب، لأنه يعتبر اللبنة الأساسية في بناء الإنسان، إن هذا العالم الكبير يحتاج إلى روافد ثقافية وروحية وعقلية من أجل تكوين جيل متوازن، فلا يكفي أن نوفر لهم المأكل والمشرب بعيدا عن الاهتمام بالعقل والوجدان.
فلما رأيت معاناة الطفولة والفراغ الذي تعيشه سواء بصفتي واحدا من المشتغلين في حقل التربية والتعليم ولمدة طويلة، أو كأب له أبناء يعيش في حي شعبي، فإني أرى وألاحظ وأرصد ما تعانيه الطفولة من فراغ وجوع ثقافي حتى لا أقول من بؤس ثقافي بعد حرمانهم من مجلة وجائزة وطنية، وبالتالي حاولت أن أساهم قدر الإمكان وبشكل متواضع في مل رفوف مكتبات الأطفال التي كانت خاوية خاصة في أيام العشرية السوداء، فتركت عالم الرواية والكتابة للكبار وتوجهت إلى الكتابة للأطفال، فكانت موهبة ومشروعا لسد الفراغ، فعالم الطفولة هو عالم استراتيجي حيوي، من المفروض أن الأمن الثقافي للطفل لا يقل أهمية عن الأمن الغذائي والأمن العسكري.
كيف ترون واقع أدب الطفل في الجزائر؟ وهل كل ما يكتب للطفل هو مضمون أدب الطفل المنشود؟
-هي مجرد محاولات فردية يقدمها المؤلفون وأحيانا يطبعونها على حسابهم الشخصي، اليوم الأطفال يصنعون أدبهم بنفسهم، نسمعهم يؤلفون أناشيدهم ويرددونها في الشوارع والساحات، وحتى لا أكون متشائما لا أقول لا يوجد أدب الطفل ولكن ما هو موجود لا يكفي حتى لقرية تطالع جيدا.
يتكون أدب الطفل من نوعين: أدب محلي من إنتاج مؤلفين جزائريين، وهذا في عمومه أراه مقبولا، بينما الخطر موجود في بعض القصص المستوردة والتي تسمى “عالمية”، إذ لا نجد عليها اسم المؤلف ولا الناشر ولا أي مرجع، هي مملوءة بالأخطاء اللغوية إضافة إلى الرسومات الالكترونية التي قد تكون سببا في الانحرافات الفكرية والتربوية والحضارية، فأرى أنه لابد من الرقابة لحماية الطفل، فما الفائدة إذا كانت المدرسة تبني والشارع يهدم فهذه القصص تهدّم القيم والأخلاق، ومع ذلك هذا النقد هو نقد خاص فيا ليت لدينا قصص كافية في السوق ومكتبات خاصة للأطفال، يستطيع المربي من خلالها أن يقتني القصص الجيدة.
وكيف ترى رعاية هذا النوع من الأدب بداية من الأسرة مرورا بالمدرسة والمجتمع وصولا إلى الدولة بكل أجهزتها؟
– الطفل هو الفريضة الغائبة، يوجد تخل إن لم أقل إهمال كبير يشترك فيه كل العناصر التي ذكرتها، وهي المسؤولة اليوم عن الانحرافات السلوكية التي نراها في المجتمع، في التسعينيات كانت لدينا مجلة “مقيدش” ومجلة “الشاطر”، اليوم غياب تام لمجلة وطنية ومسابقة وجائزة وطنية، مع غياب النشاطات الثقافية في المدارس، وغياب المكتبات في المدارس والبيوت، أرى من المفروض أن يضيف المهندسون في مخططاتهم الخاصة بمشاريع السكن مكتبة في كل بيت، ويشترط عدم تسليم المفاتيح إلا إذا امتلأت المكتبة بالكتب، بالإضافة إلى غياب مكتبات الحي ومكتبات البلديات، كل هذا الفراغ أضحى أكبر عدو للطفولة والذي بدوره ينعكس على أفكارهم وسلوكياتهم.


حدثنا أستاذ عن دور أدب الطفل في ترقية مساوي التعلق بالوحدة الوطنية وبثوابت الأمة من أجل تحصين طفل اليوم ورجل الغد بالهوية الوطنية؟
-إن أدب الطفل قناة ناقلة للقيم من المبدع إلى ذهن الطفل، وفي ظل الغزو الثقافي وفي عصر العولمة لابد من كل مجتمع أن يحافظ على خصوصيته وذلك من خلال تلقيح الأطفال بمناعة القيم الحضارية والروحية والأخلاقية، فكلها قيم نستطيع أن نبثها عبر النصوص الأدبية التي يقرؤها الطفل، لكن اليوم وأمام هذا الغزو التكنولوجي ينبغي أن لا يقتصر أدب الطفل على الكتاب الورقي أو على الأنشودة فعلى المهتمين والمعنيين أن يدخلوا عالم الطفولة من بابه الإلكتروني والرقمي، فاليوم تغيرت وسيلة المطالعة وعليه لابد أن نبحث في كيفية شد انتباه الطفل عبر وسائل الإعلام ومختلف الوسائط الجديدة.
أرى أنه من المفروض أيضا تأسيس هيئة وطنية كبرى كمجلس الأعلى للطفولة أو مجلس الأطفال للتخطيط لعالم الطفولة من أجل التوجيه والإرشاد فيما يخص تنشئتهم، وذلك لمجابهة السموم الموجهة للطفل والتي تبث عبر القنوات الأجنبية، توجد هذه الهيئات والمجالس في الدول العربية كدول الخليج، فنتمنى تجسيدها أيضا في الجزائر.
ما هي التحديات الحقيقية في الكتابة الموجهة للطفل وما هي العوامل التي تجعل الطفل الجزائري لا ينجذب للكتاب الموجه إليه؟
– علينا أن نعرف بأن الذكاء لدى الطفل قد تجاوز المحيطين به من الأسرة والمدرسة، ففي ظل التكنولوجيا فكثيرا ما يجد المعلم نفسه محرجا أمام أسئلة التلاميذ وأفكارهم، العديد من الأطفال برزوا في مسابقات وطنية، إن المدرسة مملوءة بالمواهب لكن لا تجد من ينفض عنها الغبار، ويكتشفها، لذلك الكاتب والمخرج والسيناريست الذي يكتب للطفل عليه أن يمتلك أدوات حديثة تساير عقل طفل القرن الواحد والعشرين، فعلى المهتمين والمشتغلين في عالم الطفولة أن يدركوا أن الطفل لم يعد ذلك الطفل البسيط الذي يريد أن يتعلم فقط الحروف الهجائية ليستنطق النص، بل أصبح الطفل مخترعا صغيرا، وعليه لابد من تحديث أدوات الخطاب معه.

حدثنا أيضا عن موضوع الترجمة خاصة وأن إصداراتك قد ترجمت إلى لغات العالم؟

– للأسف لازلنا نعاني من غياب مراكز الترجمة في الجزائر، إن الترجمة هي المشكاة المضيئة والنافذة التي نفتحها على الآخر لنعرفه ويعرفنا من خلال ما يقرأه لنا ونقرأه له، وهي وسيلة هامة لتطور البحث العلمي. وقد قمت بترجمة أعمالي بمساعدة مترجمين وهما الأستاذين: بلقاسم مغزوشان والأديب محمد، واللذين أشكرهما بالمناسبة، فقد ساعداني في ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، والكثير من أعمالي هي منشورة في مكتبات باريس، كما ترجمت أكثر من 25 مؤلفا إلى اللغة الإنجليزية من أجل إيصال الأدب الجزائري إلى القارئ عبر كل ربوع العالم، فكل هذه الأعمال هي متوفرة على منصات البيع الإلكتروني العربية والعالمية.

تنازلتم نهائيا عن حقوق تأليف الكتابين: “الأمير عبد القادر الفارس الشاعر” و “الأمير عبد القادر في كتابات المؤرخين” حدثنا أستاذ عن الغاية من هذا التنازل؟
– في الحقيقة أنا أتنازل على جميع أعمالي لكل من أراد ترجمتها أو نشرها أو طبعها لتكون صدقة جارية وحتى يستفيد منها الجميع، أما بالنسبة للكتابين اللذين ذكرتهما فقد جاء كرد على الحملة التي تهدف إلى إضعاف الهوية الجزائرية وإعادة صياغة التاريخ لتغييب الأمة، فتنازلت على حقوق التأليف لهاذين الكتابين لجميع الناشرين والمترجمين في العالم، أولا تسويقا للثقافة الجزائرية من أجل التعريف أكثر بسيرة هذا الفارس الشاعر والمجاهد والصوفي والعالم والثائر، وثانيا هو رد على الطاعنين في شخصية الأمير عبد القادر، فباعتباره مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، فكل السهام ستوجه إلى شخصه، والحمد لله سرعان ما تجاوب معي الكثير ممن استحسنوا فكرة التنازل، حيث وصلتني طلبات للمساهمة، وقد نشرت جريدة “أوراس نيوز” الحلقة الأولى لدراسة كتاب “الأمير عبد القادر الفارس الشاعر” بقلم الأستاذ الأديب الناقد عبد الله هلالي، كما اتصل بي المترجم العيدوان من ولاية البويرة الذي سيترجمه إلى اللغة الفرنسية، أيضا راسلني أخ من كندا وأخبرني أنه سيترجمه إلى اللغة الانجليزية لنشره هناك.
اشتغلتم أيضا ولكم أعمال حول التراث والتاريخ الثقافي للجزائر، حدثنا عن هذا الموضوع أستاذ؟
– لما انتهيت نسبيا من مشروع الطفل وجدت الذاكرة الجزائرية جريحة منذ العهد العثماني إلى العهد الاستعماري فاشتغلت على تلوينها بالحكايات الشعبية والطرائف والألغاز الجزائرية، وأهم شيء هو موسوعة العلماء والأدباء الجزائريين، حيث لأول مرة في التاريخ الجزائري يجتمع أكثر من ثلاثة آلاف عالم وأديب في موسوعة، تضمنت سيرهم وحياتهم وكتبهم ومؤلفاتهم وتراثهم ومخطوطاتهم، وذلك في مجلدين ضخمين، وبالتالي تعتبر موسوعة العلماء والأدباء الجزائريين بطاقة تعريف ثقافية وطنية يفتخر من خلالها كل جزائري أينما كان، وقد أدرجت فيها العديد من رجال العلم والإصلاح بجمعية العلماء المسلمين، وهذه الموسوعة متوفرة في دار الحضارة، ومتوفرة عبر المنصات الالكترونية وطنيا وعالميا، كما كتبت حول تاريخ المدن كتاريخ متيجة وتاريخ علماء مليانة والآن أنا أشتغل للكتابة حول منطقة البليدة.


حدثنا عن اهتمام رجال الإصلاح في جمعية العلماء المسلمين بأدب الطفل؟
– في الحقيقة جمعية العلماء هي الشجرة المباركة والطيبة، الجمعية هي حلقة من حلقات الفكر الإصلاحي الديني المتوارث عن رجال الإصلاح والنهضة، وقد اهتمت بالجانب الأدبي والثقافي وكان لي الشرف أني طبعت بعض الأعمال للأستاذ محمد الصالح رمضان وبتنازل منه، وهو أحد أعمدة جمعية العلماء المسلمين، حيث كان مديرا لمدرسة “دار الحديث” التابعة لجمعية العلماء المسلمين بتلمسان، والتي دشنها الشيخ محمد البشير الابراهيمي والشيخ عبد الحميد ابن باديس رحمهما الله، حيث كنا في ملتقى حول الكشافة الإسلامية بولاية سطيف فاقترب مني وقال لي: “أريد أن أتنازل لك عن أعمالي لتطبعها حتى لا تضيع”، فطبعت له كتاب: “شخصيات ثقافية جزائرية”، والذي شرفني بوضع مقدمة الكتاب تحتوي على العديد من الأعلام الذين كتبوا في الأدب من أمثال: علي مغربي وحمزة بكوشة ولمين لعمودي، ومن أعماله الإبداعية التي طبعتها أيضا هي تلك الموجهة للأطفال كرواية “مسرحية الخنساء” الرائعة، ومسرحية “المولد النبوي الشريف” و “سوانح وارتسامات عابر السبيل”، فمحمد الصالح رمضان واحد من أدباء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الذين اهتموا بأدب وثقافة الطفل، إذ كانوا من الرواد في هذا المجال.
كان لكم اهتمام أيضا بأدب الرحلات حدثنا عن هذا المجال؟
– أدب الرحلة هو أيضا عالم آخر، هو ذاكرتنا ومدينة مفتوحة. فقبل خلودي إلى النوم أتكئ على ذاكرتي ليمر شريط رحلاتي في العالم، لقد منّ الله عليّ بهذه الرحلات، رحلت إلى بلدان كثيرة عربية وأروبية وقد دونت أغلب رحلاتي، لي كتاب بعنوان: “انطباعات عائد من مدن الجمال”، فأدب الرحلات هي نافذة نحو الآخر لمعرفة سلوكاتهم ومجتمعاتهم، وأيضا ليتعرف القارئ على هذا العالم، ضف إلى ذلك فإن كتابات الرحلات تعتبر رحلة ثانية للتذكر.
آخر رحلة لي كانت إلى الهند وقد انتهيت من كتابتها، حيث زرت الهند في مؤتمر أدبي عالمي، واكتشفت من خلال هذه الزيارة المآثر والتحف العمرانية الإسلامية والتي أغلبها بناها المسلمون في الفترة التي كانوا يحكمون فيها، كـ”تاج محل” واحد من عجائب الدنيا السبع الذي بناه ملك مسلم شاهجاهان هدية لزوجته تاج محل بعد وفاتها.


توجتم كأفضل كاتب عربي في العالم لعام 2020م “عن فئة قصص الأطفال”، حدثنا عن هذه التجربة؟
– نعم هي مسابقة تنظمها منظمة كأس العالم للمبدعين العرب وهي منظمة دولية مقرها لندن. مسابقة سنوية في مختلف الفنون من أجل إبراز الطاقات الكامنة والكفاءات في البلدان العربية، وقد كان من حظي أن توجت في السنة الماضية بلقب أفضل كاتب عربي في قصص الأطفال وبكأس العالم للمبدعين العرب، وكان هذا أولا اعترافا بالأدب الجزائري وثانيا بالمسار الطويل والمتواضع للمتحدث، لكتاباته ولأعماله ولجهوده في قطاع التربية، كما تعد هذه الجائزة تحفيزا وتشجيعا من أجل الاستمرار في العطاء.
شكرا لك أستاذ، كلمة ختامية كما شئتم ولمن شئتم؟
– أشكر جريدة البصائر على هذه الزيارة الممنونة إلى دار الحضارة ولو أنها تأخرت بالزيارة، وأخيرا جاءت البصائر التي أرى من خلالها بصائر الشيخ عبد الحميد ابن باديس والشيخ محمد البشير الإبراهيمي، بداية أقدم شكري للقارئ الجزائري وأسرة تحرير البصائر وجمعية العلماء المسلمين الجزائريين عموما وما تبذله من جهود نيرة منها تأسيس شعب الجمعية في مختلف الولايات والبلديات، فندعو لكم بمواصلة رفع مشعل رجال الإصلاح الأوائل.
الحمد لله اجتهدنا وكتبنا أكثر من ستين عملا للصغار والكبار، وهو اليوم في متناول أيديهم، فجاء دورهم حتى لا نترك فراغا ليحتله الآخر كما يقال الطبيعة تخشى الفراغ، الآن هو دور القارئ ليستثمر هذا المنتوج الثقافي والفكري، فنحن قدمنا قدر المستطاع ودونا ما استطعنا تدوينه.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com