«بايــــدن»… يـستـــرجــع هــيــبـــة أمــريــكــــا!!!
أ. محمد الحسن أكيلال/
كل التحالف الإمبريالي الرأسمالي صهيوني
يخطئ من يتوسم خيرًا من الرئيس الأمريكي الديمقراطي «جو بايدن»، فهو أخطر من سلفه العنصري المسيحي الإنجيلي الصهيوني حتى النخاع، بل وأخطر من كل الرؤساء الجمهوريين اليمينيين ومن المحافظين الجدد، إنه لا يتورع عن أن يدمر كل البلدان العربية المجاورة لفلسطين المحتلة إذا أحس بأنها تشكل خطرًا على دولة الكيان الصهيوني، يكفي أنه ماطل مجلس الأمن الدولي لمدة أربعة أيام دون انعقاده لاتخاذ قرار يقضي بإيقاف القتال الذي طالب به أربعة أعضاء دائمين فيه، فقط ليمنح العدو الصهيوني الوقت الكافي لتحقيق كل أهدافه في القصف المدمر لكل قطاع غزة، الأهداف المتمثلة في القضاء على أكبر عدد من القياديين للمقاومة وأكبر مسافة من الأنفاق وأهم البنى التحتية في القطاع وقتل أكبر عدد من المدنيين من نساء وأطفال وتجويع البقية الباقية منهم خلال فترة القصف، ومنعهم حتى من الدواء والعلاج في المستشفيات التي دمر بعضها.
«بايدن» يعرف جيدًّا أن تهور «نتانياهو» سيكون سببا لدمار دولة الكيان الصهيوني، ولكنه مع ذلك سايره فقط ليجعله مقتنعا برأيه وخطورة الوضع على الكيان، ولما وصلت الصواريخ الفلسطينية إلى أكناف القدس أمره بإيقاف القتال لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لحكومة أخرى ائتلافية تجمع كل أطياف المجتمع الصهيوني برئاسة «بينيت».
استماتة «نتانياهو» في البقاء على رأس الحكومة باستمالة اليمين المتطرف والمستوطنين الذين يريدون احتلال كل الأراضي الفلسطينية وتهجير أهلها من الفلسطينيين العرب إلى خارجها، وهو لتفادي خروجه من الحكومة ومحاكمته، كان متواطئًا معهم إلى حد بعيد إلى درجة أنه كان لا يراعي إطلاقا المصالح الحيوية للولايات المتحدة الأمريكية التي من بينها حماية دولته من الزوال، هذا ما جعل الرئيس «بايدن» يستدعي وزير الدفاع الصهيوني بعد إيقاف القتال ورئيس أركانه ورئيس الموساد إلى البيت الأبيض لإعطاء تعليمات لهم تتلخص في إبعاد «نتانياهو» وتشكيل حكومة من حزبي «يمينا» الذي يرأسه «نفتالي بينيت» وحزب «هناك مستقبل» الذي يرأسه «ليور لبيد» على أن يترأسا الحكومة بالتناوب كل سنتين.
هذه الخطوة سبقتها خطوة أخرى تتمثل في إدماج قيادة الجيش الصهيوني ضمن القيادة الوسطى للجيش الأمريكي التي يوجد مقرها في اليونان، هذا في إطار استراتيجية جديدة لإعادة توزيع القوات الأمريكية في العالم للوقوف في وجه العدوين اللدودين لهم: الاتحاد الروسي والصين الشعبية، العملية التي سبقتها عملية إعادة ترميم حلف شمال الأطلسي «الناتو» الذي تضرر فعلا في عهد الرئيس «ترمب».
إنها الاستراتيجية الجديدة لإنقاذ الولايات المتحدة الأمريكية و انفرادها في حكم العالم كقطب وحيد وواحد كتحد للقوتين روسيا والصين الشعبية، وإيقاف تقدم الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي تضع إزالة الكيان الصهيوني أهم أهدافها.
إن إنقاذ أمريكا في نظر «بايدن» يمر حتما وفق هذه الاستراتيجية بالخطوات التالية:
– إعادة الفعالية والحرارة للعلاقات بين كل دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» والولايات المتحدة وتقوية التحالف العسكري والأمني والاقتصادي معها.
– منع الجمهورية الإسلامية الإيرانية من امتلاك القنبلة النووية.
– الوقوف في وجه كل من الصين الشعبية وروسيا الاتحادية و منع التحالف إن أمكن بين هذه الدول الثلاث.
– حماية وتدعيم الدولة الصهيونية في وجه محور المقاومة وتمكينها من تحقيق كل أهدافها لكن بأسلوب المفاوضات مثلما كان عليه الحال منذ ثلاثين سنة وكان من نتائج ذلك التحاق دول عربية بدولة الكيان الصهيوني في إطار التطبيع وفي ذلك نصر كبير للحركة الصهيونية ومساندة قوية للسياسة الأمريكية في الشرق الأوسط.