مقترحات عمليـة واقعية… في مجال تعزيز منظومة إعلام الجمعية
يكتبه: حسن خليفة/
فاتني حضـور اللقاء الجهوي الذي انتظم في مركز الشهاب ـ جمعية العلماء (سطيف) الذي انعقد في الأسبوع الماضي؛ حيث إنّ الأمر جلـل ومهمّ بالنسـبة للجمعية؛ خاصة وأنه يتعلق بعصب الحركة والاتصال والتعريف والدعوة فيها وهو الإعلام فإنّني قدّرت ضرورة التعاون والتكامل، مع التركيز على الجوانب العمليـة الميدانية.
ومن وحي الاهتمام والدعم وتجاوز الكثير من العوائق والذهاب إلى المسـتقبل أقدم هذه المقترحات العملية بخصوص مسألة الإعلام وبالأخص منها التوزيع الذي مثل ـوما يزال ـ هاجسا مركزيا من هواجسنا في الجمعية.
أتصوّر أنّ مجال التوزيع والتسـويق لإعلام الجمعية بمختلف أنواعه هو أحد الحقول التي ينبغي أن تتضافر فيه الجهود، وفي هذا السياق أعــرض هذه المقترحات على إخواني من أعضاء الجمعية ومحبيها ومناصريها، وبالأخص منهم رؤساء الشعب والمسؤولين عن الإعلام:
1- السعي من الإخوة في الشعب على إيجاد موزعين (مكتبات ـ أكشاك ـ مقار الشعب ـ مدارس الجمعية ونواديها …) وذلك لتوزيع وتسويق مجموع المطبوعات (الورقية) التي تصدرها الجمعية: البصائر، التبيان، الشاب المسلم، المقدمة، الربيئة، وقريبا إن شاء الله «آصرة».
ونتصوّر أنه في كلّ مدينة كبيرة ومتوسطة يمكن إيجاد موزعين معروفين محترمين (2 أو 3) .تُرسل إليهم المطبوعات لعرضها وتسويقها مع أخذ هامش ربح كما هو معمول به في مجال التوزيع. فلو أخذ كل موزع (مكتبة ـ كشك) 15/20 نسخة من البصائر و3/5 نسخ من المطبوعات الأخرى لحقق إعلام الجمعية قفزة كبيرة في التسويق والتوزيع. ألا يمكن أن نجد 100 مكتبة في مدننا وحواضرنا نتفق معها على هذا الأمر؟
2ـ الاهتمام بشراء بين 10 و15 نسخة من البصائر و5 من المطبوعات الأخرى وإيصالها إلى من نُقدّر أنه يستفيد منها ويفيد: أطباء، محامون، دعاة وأئمة، أساتذة، تجار ورجال أعمال، أصحاب محلات كبرى.. وهذا تمهيد طيب ليكون مَن نقصده من «المشتركين» مستقبلا، بحول الله في شراء مطبوعات الجمعية والمداومة على ذلك. وربما الاستفادة منه في الإشهار والإعلان لاحقا .ولم لا؟.
3ـ إهداء أعداد من البصائر (3 نسخ مثلا ) ونسخة واحدة من المطبوعات الأخرى لمكاتب: المحامين، الموثقين، الأطباء، الإدارات في المؤسسات المختلفة.. وذلك على سبيل التعريف بمطبوعات الجمعية، على أن تبقى في أماكنها (في المكاتب)، مع تزويدهم بالجديد متى أمكن ذلك، ليطلع عليها الزبائن ويتعرّفوا على مطبوعات الجمعية وسيدفعهم ذلك للبحث عنها واقتنائها والحصول عليها، وهذا مجرّب في أكثر من مكان.
4 ـ تخصيص إخوة من الشباب وغيرهم لبيع البصائر وباقي المطبوعات أمام المساجد بعد الصلوات، وهذا أمرّ جُرّب من قبل في قسنطينة،وسكيكدة وغيرهما؛ حيث كانت توزع المئات من النـسخ (البصائر خاصة) أسبوعيا. كل يوم في مسجد يُختار، مع أخذ البائع هامش ربح يساعده.
علما أنّ هذه العملية قانونية منصوص عليها، حيث يحصل البائع على ترخيص من البلدية في هذا الشأن، ولا يزعجه أحد في مجال التوزيع والتسويق والتعريف بالجمعية. ولو تم توسيع هذه العملية إلى الجامعات والمؤسسات التربوية لأمكن توفير حقل تسويق رائع ونافع وفعّال لمطبوعات الجمعية التي ستجد الإقبال دون ريب من عموم الجسم الجامعي والتربوي. لكننا فيما يبدو لم نفكـر في ذلك، فوجب التذكير به.
5 ـ التزام الإخوة في الشعب الولائية والبلدية(الأعضاء التنفيذيون) بشراء كل واحد منهم لعدد 3 نسخ من البصائر ونسخة من المطبوعات الأخرى (عند صدورها) على سبيل تعزيز وتقوية الجمعية؛ من حيث الانخراط في اقتناء مطبوعاتها. فلو كان هناك 1500 عضو على المستوى الوطني ـوهو عدد قليل جدا نسبة إلى أعضاء الجمعية ومناصريها الكُثر ـ لأمكن تحقيق رقم توزيع رائع: أكثر من 4000 نسخة يمكن إدراجها في «التوزيع الذاتي» التشــجيعي.ويحقق ذلك الكثير من الأهداف للجمعية، مع وسائط التوزيع الأخرى سيصل العدد إلى 20.000 بسهولة.
6 ـ التزام المدارس والنوادي التربوية والقرآنية في الجمعية بأخذ حصة من المطبوعات ولتكن 20 نسخة من البصائر و3 نسخ من كل مطبوعة أخرى. تأخذها المعلمات والمعلمون والأولياء، سيكون العدد الموزع أيضا يفوق 2000 نسخة بحول الله تعالى. وهكذا تتكامل الأمور ليرتفع توزيع الجريدة ـ والمطبوعات وتصل إلى أكبر عدد ممكن من القراء والقارئات.
لكن ماذا يحتاج هذا؟
أقولها صريحة واضحة بيّنــنة: هذا يحتاج إلى الهمـّة والرسالية والاقتناع والالتزام الذي هو عهد وعقد مع المولى تبارك وتعالى أساسا، ثم التزام جمعي ـ أخوي إيماني.. وبطبيعة الحال لا يعني ذلك عدم توجيه النقد والنصح والتنبــيه لتطوير أدوات الجمعية ووسائلها الإعلامية.
فهناك الكثير ممّا قيل وسيقال بالنسبــة لمحتوى وشكل وإخراج وتصميم وسائط إعلام الجمعية،لكن هذا ينبغي أن يكون تاليا ولاحقا للاجتهاد في التمكين لإعلام الجمعية تسويقا وتوزيعا وإشهارا، ولا بد من بذل الجـهد في ذلك بكل صدق وإخلاص واجتهاد. ولا يمكن قبول القول هنا: ينبغي أن تبيع مطبوعات الجمعية نفسها بنفســها.
الحديث يطول وسنخصص له ـبحول الله تعالى ـ وقتا آخر، على أن نجتهد جميعا في تقديم المقترحات وتنفيذ التوصيات، وسيـتحقق المراد بعون الله تعالى وفضله وكرمه وتسديده .وإني على يقين أننا لو التزمنا ـجميعا ـ بما يجب لارتفع السـقف كثيرا، ولصار إعلام الجمعية بارزا واضحا مؤثرا قويا يصل إلى القلوب والعقول ويحقق المراد بعون من الله وفضله.
إن السعي قائم ممتد للرقي بمستوى العمل، في جميع المجالات، شيئا فشــيئا وصولا إلى المستوى المؤســسي، لتزهر يغد الأعمال وتثمر الانجازات
بإذن الله تعالى وتوفيقه.