أنظر أين تتجه سهام العدو؟ ولا تفقد بوصلتك
أ. لخضر لقدي/
حتى لا يُزايِد علي أحد، فأنا جزائري مسلم عربي، أحب وطني وأتمنى له كل الخير، جبلت على حب الخير لجميع البشرية، وكره الظلم والظالمين، والخيانة والخائنين.
عاهدت الله ألا أنصر ظالما، أو أتستر عن فاسق فاجر فاسد.
ولم أعرف فيما أحسب دينا غير الإسلام اتفق على عداوته والكيد له أغلب أهل الأرض، وتعاون معهم بعض بنيه.
ولم أعرف تيارا من تيارات العمل للإسلام، حاز من العداوة والكيد والحرب مثل تيار الإسلام الوسطي بجميع مسمياته وتجلياته.
وهذا التيار أرى أنه المخلص لأوطان الإسلام وأنه الأمل، فهكذا كان منذ مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري المفترى عليه، ومنذ حركة الإصلاح التي أسسها ابن باديس وحملها بعده العلماء، قد يقال هذا تعصب، وهذه شوفينية، وأنا أقول هكذا أنا، وهكذا أحب أن أكون.
وأنا أرى أمارات نجاح هذا التيار بادية ماثلة للعيان، تراها في تركيا ولا تخطئها العين في ماليزيا وتدركها في إندونيسيا، وترى أماراتها في مدارس تحفيظ القرآن وتعليم تلاوته في القارة السمراء ولعل هذا هو السر في زيادة الهجمات على الإسلام.
ورغم تعثر النهضة في بعض بلاد الأعراب
وهي قصة لو حدثتكم عنها لنكأت جرحا قديما عز علي نَبْشهُ.
ولا يكفي أن تكون متدينا فذلك حظك وحدك -إن كنت مخلصا وتحريت الصواب- ما لم تكن لك همة وغيرة على أوطان الإسلام.
تنام ملأ جفنيك وبلادك تغط في سبات، وتعيش التخلف والانحطاط وهي عالة على الغير.
نقل ابن مفلح في الآداب الشرعية عن ابن عقيل –أحد علماء الحنابلة ق5- قوله: إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة.
وينسب للإمام الشافعي قوله حينما سئل رحمه الله تعالى: كيف تعرف أهل الحق في زمن الفتن؟! فقال: «اتبع سهام العدو فهي ترشدك إليهم».
ويقول بعض أذناب الظالمين ومبررة الظلم إن هذا الأثر مكذوب عنه، فلا تنشروه.
لم ينظروا إلى القول وإنما نظروا لما يخدم أسيادهم، وينوم شعوبهم.
إن وقوف المسلم في صفوف الظالمين خيانة، ولو نطق بآيات القرآن، أو تعلق بأستار الكعبة، ذكر عن ابن تيمية رحمه الله أنه قال: «إذا وجدتموني في صفوف التتار وفوق رأسي مصحف فاقتلوني».
لقد اتضح الحق وظهر أنصاره وأحبابه، وظهر الباطل وأعوانه، وأنت ترى وتسمع كل يوم تهجما على الإسلام والثوابت وقدحا في العلماء العاملين والمجاهدين الصابرين.
فحدد لنفسك مكانها من الحق، وجدد العزم والحزم فإن لم تفعل فلتكن نيتك حسنة وهواك مع الحق وأهله، لا تقل هذا زمن فتنة وتقعد عن نصرة الحق.