اليهود يريدون حربا دينية
أ. محمد الحسن أكيلال/
«نتانياهو» ينتقم
بعد أقل من أسبوعين من وضع الحرب لأوزارها، وبعد انقشاع الغبار عن أعين نخبة الكيان الصهيوني الذين وجدوا أنفسهم في وضع لا يحسدون عليه من الانقسام والاختلاف حول تشكيل حكومة وحدة وطنية ترى الأغلبية أنها يجب أن تكون دون مشاركة رئيسها السابق «بن يمين نتانياهو» الذي أوصلهم إلى تلك الحالة من المرارة التي جرعتها لهم المقاومة الفلسطينية لأول مرة حيث أكدت معادلتها القاضية بتوازن الردع.
«نتانياهو» الذي اعتمد على قوة مناصريه من المتطرفين من المستوطنين والذي يريد أن يواصل مساره في رئاسة الحكومة للتخلص من المحاكمة والسجن وتأكيد تثبيت صفقة القرن وزيادة عدد المطبعين من العرب المتصهينين على يديه وبدعم ومساندة ومساعدة «جاريد كوشنر» صهر الرئيس «ترمب». نتانياهو بعد أن استطاع إقناع 59 عضوا من الكنيست مقابل 60 لصالح «بينيت» الذي قرر تشكيل حكومة وطنية بالتعاون مع زميل له «رفائيل لبيد»، فأصبح من الضروري تصعيد العناد والتحدي بين الطرفين والمزايدة إلى حدودها القصوى حين أعلن «بينيت» إعلان حرب أخرى ضد قطاع غزة لتغير المعادلة بعد أن سمح لليهود المتطرفين بالقيام بمسيرة بالأعلام في القدس الشرقية والمسجد الأقصى تحديا لمشاعر المسلمين الفلسطينيين وما زاد الطين بلة شتم هؤلاء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وهذا يعني إعلان حرب دينية ضد كل المسلمين في العالم.
الرد هذه المرة سيكون من طرف كل محور المقاومة
قبل إيقاف القتال أعلن رئيس المقاومة الإسلامية أن السماح للمستوطنين بالمسيرة في المسجد الأقصى سيعيدنا إلى مواجهة القصف، وبعده أعلن السيد «حسن نصر اللـه» (رئيس حزب اللـه اللبناني) أن حزب اللــه وكل محور المقاومة سيعلنون حربا ضد العدو.
فالحرب هذه المرة إذن ستكون حربا إقليمية وقد تتوسع لجيوش دول إسلامية أخرى كتركيا والباكستان.
وزير الدفاع اليهودي أعلن بدوره أن الحرب هذه المرة ستستعمل فيها البحرية بصفة خاصة لقصف القطاع وسيكون القصف مدمرا أكثر من الأول وهذا يعني أنه يريد تحدي كل من النظامين المصري والتركي اللذين يمتلكان قوات بحرية يمكن أن تتوازن مع قوات العدو.
فالدولتان، المصرية التي تربطها مع العدو اتفاقية «كامب ديفيد» واتفاقية لإيقاف القتال والقيام بتعمير قطاع غزة؛ وتركيا التي هي أيضا بعلاقات دبلوماسية وتجارية مع العدو منذ عهد ما قبل «أردوغان». عضوية الدولتين في منظمة التعاون الإسلامي يفرض عليهما الثأر للنبي صلى الله عليه وسلم.
الحرب واقعة لا محالة، والأمم المتحدة التي كانت أصل المشكلة عام 1948، والتي قرر أمينها العام منذ يومين رفض إدراج دولة الكيان الصهيوني ضمن قائمة الدول والمنظمات الإرهابية ضمن القائمة السوداء، لذلك تصبح بعيدة عن التدخل كوسيط مثلما يجب أن تفعل، لأنها مثل الولايات المتحدة منحازة للعدو الصهيوني.
الدور لوحدة الصف الفلسطيني
المقاومة استطاعت بصمودها وصلاتها خلال أحد عشر يوما من تبادل القصف أن توحد وراءها كل الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع وكل أراضي فلسطين المحتلة عام 1948 وفي الشتات؛ الحلقة الأضعف هي السلطة الوطنية الفلسطينية التي لم يبق أمامها إلاّ الإذعان خاصة بعد استشهاد ثلاثة من شرطتها ومشاركة أغلب سكان الضفة الغربية في التصدي للعدو في الأقصى والشيخ جراح وسقوط شهداء من النساء والأطفال.
إن انضمام السلطة إلى الشعب الفلسطيني سيسهل مهمة فصائل المقاومة وكل محور المقاومة، ولم لا البلدان العربية والإسلامية الأخرى التي تتحرك فيها النخوة لنصرة الرسول صلى الله عليه وسلم.
إذا تم هذا فستكون الحرب الأخيرة التي ستكون سببا لزوال الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين.