قضايا و آراء

لا يجاوز حناجرهم…

مداني حديبي/

ظاهرة مرضية ظهرت عند الخوارج قديما فهم أهل تعبد.. جباههم مقرحة من السجود..
تحتقر صلاتك إلى صلاتهم.. يقرؤون القرآن
لا يجاوز حناجرهم.. أي تلاوة شكلية لا تصل القلب فترققه وتزكيه .. وتطهره وتعطره وترقيه.. ومن هنا نعلم سر قساوة القلوب وجفاف الأرواح مع وجود الأوراد الروحية..
فتجد الإنسان القوام الصوام مع عبوس وصلادة وسوء ظن وحسد وحقد..
وتجد الحافظ المتقن مع غيبة ونميمة وشهادة زور..
وتجد العالم الجهبذ يعاني من هزال الروح وجفاف الدموع..
وليس الذنب ذنب العبادات والأوراد والقيام فهي إذا كانت نابضة بالحياة واليقظة والعمق تفعل فعلها في النفس والقلب والروح والسلوك والذوق.
فليس الذنب ذنب الماء الفرات إذا وجده المريض مرا..
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد..
وينكر الفم طعم الماء من سقم..
فالقرآن إذا كانت تلاوته عميقة خاشعة فإنها تغير الأرض والجبال وتكلم الأموات.. قال تعالى..{ وَلَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى…}
{ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء…}
وكلنا نعاني في البدايات من التلاوة الحنجرية التي لا تصل القلب فتحركه وتهزه.. لكن للدوام أثر…
فلو داومنا على التلاوة مع الغفلة واستمرينا سنتنعم بالتلاوة العذبة العميقة ولو بعد حين…
والأمر الثاني لا يمكن للعبادات أن يكون لها أثر والقلب فيه الغبش والكدورات والمشوشات.. فلابد أن نفرغه بالتوبة والاستغفار باستمرار… ثم نمده بأنوار القيام والصيام والتلاوة…فإذا تخلى تحلى ثم تجلى.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com