كلمة حق

إنهــــا خطـــــوة فــي بنـــاء الديمقراطيـــة لا غبــــار عليهـــا

أ د. عمار طالبي/


يمكن القول بأن هذه الانتخابات التشريعية التي جرت هذه الأيام لم تصب بتزوير، ولا تحريف، وهذا معنى الشفافية والنزاهة، وشهد مراكز الانتخاب ممثلو الأحزاب، والإعلام، لحد الآن لم يبلغنا أنها شابتها شائبة من المال الفاسد، والرشوة، وما إلى ذلك، وأغرب شيء أن المترشحين المستقلين، جاءوا في المرتبة الثانية، وهذا لم يكن متوقعا، لأنهم لم يسبق أن كانت لهم أنصار وأتباع مثل الأحزاب.
ويبدو أن حزب جبهة التحرير رغم ما أصابه من خلل، وتسلط عليه من رجال فاسدين في قيادته، فإنه حزب ذو تاريخ، وذو أنصار نشأوا فيه، ورسخت أقدامهم وأحلامهم في رحابه، فنالوا المرتبة الأولى، ونرجو أن يحترموا هذه الجبهة التاريخية الثورية، وأن لا يتركوا سبيلا للتلاعب في مصيرها، وتشويه سمعتها بقيادات متسلطة مفروضة.
والغريب أن الأحزاب الإسلامية جاء بعضها في المرتبة الثالثة، وبعضها الآخر دون ذلك. وهذا لا يتناسب مع شعارهم الإسلامي، مع أن الشعب الجزائري تغلب عليه النزعة الإسلامية، فهي راسخة فيه، ويدل على ذلك تاريخه وثوراته، ورجال الإصلاح في قيادته.
ولعل بروز عنصر الشباب في الانتخابات ظاهرة جديدة، فإن مرحلة الشباب مرحلة الفعالية، والطموح الذي يتطلب بذل الجهد، والتفاني في العمل، والمثابرة عليه- هذا أملنا فيه- فليكن كما عهدنا الشباب في فتوته وحماسه، وتفانيه.
ونأمل أن تستمر السلطة المستقلة في الحفاظ على الأمانة التي تحملتها، وأن تحرص على أن لا يتطرق إلى الانتخابات لا مال فاسد، ولا تزييف، ولا تدخل الإدارة، لتكون بهذا تستحق معنى الاستقلالية، والنزاهة والشفافية.
ويبدو أن الانتخابات المحلية ستجري على ما جرت به الانتخابات التشريعية، لأن البلديات هي الحكومة الحقيقية إذا أعطيت لها الصلاحية، والمتابعة والمراقبة، واستبعاد العروشية والقبلية فهي أكثر ما تبدو في البلديات التي تنتخب أحيانا أناسا أميين فيما مضى.
لكن أملنا كبير في المجلس التشريعي الذي يقوم بسن القوانين، ويراقب الحكومة والهيئات التنفيذية، فإن المراقبة الحقيقية هي التي تجعل الجهات التنفيذية تحرص على القيام بعملها، وتنفيذ المخططات والمشاريع، مشاريع التنمية المستدامة وغيرها.
وخاصة ما يتعلق بالمنظومة التربوية، والتعليم العالي، ومراكز البحوث، وتمويل البحث العلمي والإشراف عليه، فإن التنمية لا تتم دون البحث الجاد وتمويله، وتشجيعه.
إن السياسة الثقافية، والثقافة العلمية هي الدم الذي يسري في أوصال الحياة الاجتماعية فإذا أصابها مرض اختل جهازالإنتاج الثقافي والعلمي، والاقتصادي، والسياسي أيضا لأن السياسة لا تقوم إلا على العلم، وسداد التصرف الإداري، وتدبير شؤون حياتنا بجميع جوانبها.
إن العناية بالفلاحة ومصادر المياه، وتنمية الصحاري هي مصدر الخير والرفاهية والثروة الدائمة. أما المحروقات فإنها تكاد تحترق وتختفي من الوجود الاقتصادي.
وفق الله هذا البرلمان الجديد إلى السداد والرشاد.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com