رفــقــــا بالــقــواريـــــر
مداني حديبي/
شبه النبي صلى الله عليه وسلم النساء بالقوارير.. لليونتها وشفافيتها وسهولة كسرها وتهشيمها..
فقد كان أنجشة رضي الله عنه صاحب صوت عذب يحدو للإبل التي كانت تحمل أمهات المؤمنين، فأسرعت الإبل في السير، فخاف النبي صلى الله عليه وسلم عليهن..فقال له:
يا أنجشة رفقا بالقوارير.. رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير.
طلب من أنجشة الرفق بهن بأدائه العذب…
فكيف بالمعاملة الخشنة والهجر السيئ والضرب المبرح والطلاق المهشم..؟!
لهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم في بيته بساما ضحاكا متصابيا متغافلا.. وكان يقول: خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.. وكان في خدمة أهله معينا ومترفقا.
والقارورة الشفافة اللينة السهلة تحتاج إلى معاملة خاصة وذوقيات في فنون التعامل الكريم..
فكيف بمن يؤذيها ويحطمها بالكلمة العنيفة والمعاملة القاسية ويهشمها انتقاصا وهجرا وضربا وظلما..؟!
خرج الحافظ الثبت إبراهيم بن ميمون إلى الحج، فوجد امرأة تنشد بمكة:
أعمرو علام تجنبتنيأخذت الفؤاد فعذّبتني
فلو كنتَ يا عمرو خيرتنيأخذت حذاري فما نلتني
فسأل عنها فوجدها أحبت رجلا وأحبها.. فتزوجها.. ثم تركها.. تتلوع لفراقه.. بسبب الفقر والحاجة..
فأصلح بينهما إبراهيم بن ميمون ..ومنح زوجها مبلغا كبيرا وجمع بينهما من جديد وجبر الخواطر المكسورة…
هذا رجل ترك زوجته بسبب الفقر المدقع والحاجة الملحة، فكيف بمن يشتت أسرة لسبب تافه أو انفعال عابر أو وشاية كاذب..؟!.
وكيف بمن يعلق قلب فتاة باسم الزواج المقدس والميثاق الغليظ.. سنوات..؟!
ثم ينسحب دون مبرر واضح ودون سبب بيِّن..
ويكسر القوارير الشفافة ويحطم القلوب اللينة المحبة..، فتتهشم ألما وبكاء وسهرا وندما.
فيترك في قلبها ندوبا ونزيفا وأثرا عميقا..؟!
فرفقا بالقوارير…أما وأختا وابنة وزوجة وإنسانة..