شيء من التاريخ القريب / مسودة تقرير عن الاجتماع السابع للهيئة العلمية

يكتبه: حسن خليفة/
أحببتُ أن تكون سطور هذا الأسبوع تذكيرا بشيء من التاريخ القريب للجمعية، يتمثل في مسوّدة تقرير عن اجتماع لـهيئة حملت مسمّى «الهيئة العلمية» (أو هيئة التخطيط والاستشراف)، وهي هيئة اعتمدها المجلس الوطني في أحد لقاءاته منذ ثماني سنوات تقريبا، وصدر قرار اعتمادها من رئيس الجمعية، وعُدّت ضمن هيئات ولجان الجمعية العاملة، وكان الهدف من تشكيلها تقديم خلاصات اقتراحات وتوصيات وملاحظات مكتوبة منتظمة للمكتب الوطني في شؤون الجمعية المختلفة، بعد دراستها وتوثيقها وتمحيصها.
ضمت الهيئة نحو 20 من الأعضاء الأفاضل في الجمعية: سليم قلالة، عمار جيدل، تهامي مجوري، مختاربوناب، قدورقرناش، مراد قمومية، منيرالصغير، ياسرشلالي، عبد الفتاح داودي، مخلوف بوقزولة، منيرمهيدي، محمد العاطف، حسن خليفة…وغيرهم كثير(أعتذر ممن نسيتُ أسماءهم)، وكانت الهيئة العلمية تعقد لقاءاتها كل شهرين على الأكثر، تتوّج دائما بتقرير يُرسل إلى المكتب الوطني ورئيس الجمعية ـ مع توصيات وثمرات ومقترحات ـ ليطّلعُ عليه أعضاء المكتب، كما يُنشر تقريرإعلامي عن نشاطها في جريدة البصائر.
عقدت الهيئة نحو 14 لقاء، في ولايات مختلفة، ونظمت بعض اللقاءات الجهوية، وسجلت مقترحات رأتها ضرورية لحسن سير الجمعية، ومن تلك المقترحات (ومعظمها طُبّق): عقد لقاءات جهوية منتظمة بإشراف قياد ة الجمعية، عقد جامعة صيفية سنوية، عقد ندوة إطارات الجمعية (كل سنتين)، اقتراح زيارة قيادة الجمعية إلى الولايات وعقد لقاءات المكتب الوطني خارج العاصمة (مع لقاءات مع الأعيان والأساتذة والدعاة في تلك الولاية)، تنظيم ندوات تكوينية متعددة لأعضاء الجمعية، إدراج التدريب كمنهج في عمل الجمعية (الأسري ـ التأهيلي ـ التنظيمي ـ القيادي/الإداري ـ المالي ..الخ)، الحرص على تقوية الجانب الإعلامي، اعتماد برنامج وطني للمواعظ والرقائق؛ خاصة في رمضان، إطلاق المسابقات في كل الأطوار تعريفا بالجمعية وتاريخ الجزائر، الإسراع في إنشاء قناة فضائية وصحيفة يومية، إنشاء مؤسسة تعنى بمطبوعات الجمعية نشرا وتوزيعا، وإعادة طبع تراث أعلام الجمعية، التوأمة بين الشعب الولائية وتبادل الزيارات تعارفا وسياحة، تفعيل بعض اللجان والتنسيق بينها بشكل محكم (الإرشاد والدعوة ـ الثقافة وإحياء التراث ـ التنظيم والإدارة ـ التربية ـ الإعلام الخ…)…
وما تزال التقارير شاهدة على الكثير ممّا بُذل في هذه الهيئة/اللجنة مما قصد به دعم وتحسين وتطوير الأداء…وهذا نموذج من التقارير يمكن للقارئ معرفة مدى الأهمية التي كانت عليها هذه الهيئة، والتي لا تخلو منها مؤسسة أو منشأة أو جمعية أو وزارة ، أو إدارة أو شركة عمل في أي ميدان كان. فما بالك بجمعية دعوية حضارية فكرية عمرها 90 عاما أو يزيد.
هذا تقرير(نموذج) يسمح باستحضار المعاني والدلالات والأفكار الأساسية في شأن عمل هذه الهيئة..نعرضه تذكيرا وإحياء لذكرى غائب عزيز (الهيئة العلمية) عسى أن يكون في ذلك ما يعيدها ويعزز الإحساس بالحاجة إليها في كل وقت وخاصة في مثل هذه الأوقات.
*****
بتاريخ (الجمعة ) 19 ربيع الثاني1437 الموافق لـ 29 جانفي2016 انعقد الاجتماع السابع للهيئة العلمية بمقر لجنة الإغاثة ـ القبة ـ العاصمة، ابتداء من الساعة التاسعة والنصف صباحا، بحضور معظم أعضاء الهيئة (15عضوا). وقد تناول جدول الأعمال النقاط التالية:
1- مناقشة جدول الأعمال: الإثراء والمصادقة عليه.
2- ملخص عن مجريات المجلس الوطني.
3- تلاوة توصيات المجلس الوطني: أ. عبد الفتاح دواودي.
4- مناقشة إلحاق الهيئة باللجنة الاستشارية أو باللجنة العلمية.
5- التذكير بتوصيات لقاء وهران.
6- الفصل في النظام الداخلي.
7- عرض دليل الملتقيات والبتُ فيه نهائيا: تقديم أ. أحمد طوايبية.
8- عرض الخطة الإستراتيجية: تقديم عضو من قسم التخطيط.
9- البتُ في ندوة الإطارات.
10- تأسيس فرقة البحث في الهوية والمرجعية، استنادا لورقة د.عمار جيدل.
11- تأسيس فرقة بحث حول موضوع «العلماء»: أ.تهامي مجوري.
12- رزنامة نشطات الهيئة بما في ذلك تدريب وتكوين الإطارات.
13- تأسيس ورشة المالية، أفكار ومقترحات.
وبعد المداولات والنقاش والمقترحات كانت «الثمرات»/التوصيات.. كما يلي:
1- عرض ملخص مجريات المجلس الوطني وتسجيل بعض الملاحظات التي ترفع إلى المكتب الوطني، ومنها (ما يتعلق بالمجلس الوطني ) وهي ملاحظات تتكرر للأسف في كل اجتماع، وتُفرغ اللقاء من مضمونه ومحتواه؛ حيث يصبح أقرب إلى اللقاء الروتيني، فضلا عن أن إدارته تكون عادة بوتيرة متسارعة تغيّب القضايا الجادة من الطرح والمساءلة والمناقشة.
2- الملاحظة الأساسية أن عدد الحضور لم يتجاوز النصف إلا بقليل، وكان حضورا روتينيا وباردا يفتقد للأجواء الأخوية، كما سجلنا بقاء بعض الأعضاء خارج القاعة أثناء الجلسات.. وهو ما يشكل خطـرا على المجلس الوطني للجمعية، وحيث إن المجلس الوطني هيئة أساسية في الجمعية، وتلافيا لأي محاذير، نوصي بما يلي:
أ- إيجاد صيغة قانونية تعالج الاضطراب الموجود في علاقة المجلس الوطني بالأعضاء الممثلين فيه من المكاتب الولائية.
ب- مساءلة الغائبين والاستفسار منهم (كثُرت الغيابات دون مبرّر لأكثر من مرة).
ج- مراجعة التمثيل الشبابي والنسوي (حضور باهت وضعيف للشباب والجسم النسوي).
د- اقتراح نقل انعقاد المجلس الوطني إلى ولايات أخرى، من أجل إعطاء تجديد تنظيمي، وإتاحة الفرصة لاحتكاك الشُّعب الولائية بالقيادات.
2- الإبقاء على صيغة الهيئة العلمية وبناء صيغة نظام عمل داخلي لأعضائها، وتكون تابعة لرئيس الجمعية مباشرة.
3- البتُّ في ندوة الإطارات: اقتُرحت قسنطينة لاستضافة الندوة، مع الاحتفاظ ببقاء الندوة من فكرة وتأطير الهيئة (التركيز على موضوع ومخرجات الندوة، وأن يكون محور أهدافها تأهيل أعضاء الجمعية لبلورة الخطة الإستراتيجية للجمعية).
4- موضوع «العلماء»: لابد من تحديد مفهوم العالِم في نظر الجمعية لما لذلك من انعكاسات مؤثرة على التنظيم بشكل عام. مع اقتراح ملتقى وطني يتناول موضوع «العلماء»(الجسم العلمائي في الجمعية كيف ينبغي أن يكون؟).
5- اقتراح التشارك مع لجنة الإغاثة في جزء من مقرهم مع الاستعداد للمشاركة في التكاليف، واقترح قدور قرناش لتبليغهم.أو التعاون مع هيئة المشاريع الرسالية لإيجاد مقر مشترك.
6- تأسيس ورشة المالية: مهمتها وضع ميزانية تقديرية للهيئة، وبحث سبل تعزيزها المالي، ومقتضى ذلك تقوية الجمعية في هذا المجال الحيوي الكبير والمؤثر، ويتعين تبعا لذلك أن يكون أمين المال داخل الهيئة.
7- ترسل مسودة الخطة الإستراتيجية للهيئة التي أنجزها وقدمها قسم التخطيط إلى باقي الأعضاء لإثرائها ومناقشتها وتسجيل الملاحظات عليها، ثم تقديمها لرئيس الجمعية والمكتب الوطني.
8- تعيين أ. منير صغير رئيسا لقسم الدراسات والاستشراف خلفا لمحمد العاطف، وتعيين مراد قمومية منسّقا تنفيذيا ينسق العمل بين أقسام الهيئة.