حديث في الابتلاء
الدكتورة: حجيبة أحمد شيدخ/
من أهم المواضيع التي ترتبط بعقيدة القضاء والقدر «الابتلاء» والله -عز وجل – أخبرنا أن من مقاصد خلق الموت والحياة الابتلاء. بكل أنواعه الابتلاء بالتكاليف والابتلاء بأنواع الأمراض والابتلاء بالأولاد أو الذرية.
لا يمكنك أن تجزم بأنك راض بقضاء الله وقدره إلا إذا تعرضت للابتلاء، ولم تجزع ولم تعترض على مشيئة الله، لذلك نبقى نتعلم ونتوب إلى الله كلما تعرضنا في حياتنا للعثرات، حين تكون بعيدا عن الآلام يمكنك أن تعطي للناس دروسا في الصبر والثبات، لكن لا أحد يمكن أن يكشف لك حقيقة إيمانك بذلك إلا الابتلاءات، حين تصيبنا الأمراض أو نفقد من نحب وتصيبنا البأساء والضراء ونبقى ثابتين مرتبطين بالله هنا يمكن أن نقول أننا مؤمنين بقضاء الله وقدره.
والناس في الابتلاء أصناف: محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر.
وموفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله.
وراض يقابل البلاء بالرضا والشكر.
وقد أرشدنا الرسول -صلى الله عليه وسلم – إلى المؤمن الحقيقي فقال: «عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له».
ومن صور علاج الابتلاء أن تقاوم لتعيش طبيعيا قدر ما تستطيع وأنت في معترك الابتلاء، فلا تنسحب من الحياة، وتعبد الله كما كنت بل تكثر من الإقبال، والدعاء وتكثر من الصدقة وتقبل على الحياة داخل بيت القرآن… {وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون} وهذه الآية تفهمنا أننا لله يفعل بنا ما يشاء متى شاء.