مقالات

ما لا تعرفــــون عن (4): الدكتور إبراهيم لونيسي

د. الصالح بن سالم/

 

نستضيف اليوم عبر ركن (ما لا تعرفون عن) الدكتور علاوة عمارة أستاذ التاريخ الوسيط بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة. متحصل على شهادة الدكتوراه في التاريخ من جامعة السوربون الفرنسية في تخصص التاريخ الإسلامي الوسيط (2002م)، ويشتغل كباحث مشارك بعدّة مراكز بحث وطنية ودولية منها المركز الوطني للبحث العلمي (CNRS)بفرنسا ومركز البحث في الأنثروبولوجية الاجتماعية والاقتصادية (CRASC) بالجزائر. له أزيد من مئة مقال في مجلات دولية وعربية باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والاسبانية بالإضافة إلى مجموعة من المؤلفات المتنوعة بين التاريخ الوسيط والتاريخ المحلي وتاريخ الثورة التحريرية إضافة إلى أعمال أخرى تتعلق بالترجمة والتحقيق.

هو من مواليد 01 جويلية 1963م بولاية بومرداس قبل أن يرتحل لذراع الميزان بولاية تيزي وزو وهناك حصل على شهادة البكالوريا سنة 1982م، ويلتحق بقسم التاريخ بجامعة الجزائر والذي حاز منه على شهادة الليسانس سنة 1986م ثم شهادة الماجيستير عام 1995م في التاريخ الحديث والمعاصر قبل أن ينال شهادة الدكتوراه في نفس الجامعة والتخصص سنة 2005م، ويشتغل حاليا أستاذ بجامعة سيدي بلعباس. صدرت له العشرات من الأعمال في تاريخ الحركة الوطنية والثورة التحريرية وجزائر ما بعد الاستقلال بين مؤلفات ومقالات. باختصار باحثنا اليوم ضمن سلسلة «ما لا تعرفون» عن هو الدكتور المحترم إبراهيم لونيسي.
– كانت لإبراهيم لونيسي تجربة ثرية وطويلة مع التعليم الثانوي، فماذا أضافت له هذه المحطة المهنية في مساره؟
* التحقت بالتعليم الثانوي بعد حصولي على شهادة الليسانس مباشرة وذلك في شهر سبتمبر 1986م، كأستاذ في الثانوية التي كنت ذات يوم تلميذا فيها في الفترة مابين 1979-1982م، وهي ثانوية حمداني سعيد بذراع الميزان ولاية تيزي وزو، وقضيت فيها حوالي 13 سنة، إذ غادرتها إلى جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس في 10 جانفي 2000م، وقد كانت مرحلة حافلة بالنشاط البيداغوجي، حيث استفدت من هذه المرحلة استفادة كبيرة، فخلالها تعلمت طرق التدريس عمليا، وتوسعت معارفي العلمية خاصة في مادة الجغرافيا، كما كانت من نتائج هذه المرحلة انجازي لثلاث كتب منهجية موجهة لطلبة الأقسام النهائية وهي: (البسيط في معالجة أسئلة التاريخ والجغرافية لطلاب البكالوريا – جميع الشعب -)، ( تاريخ الجزائر والعالم مفصلا لطلاب البكالوريا)، (جغرافية العالم المعاصر مفصلة في أسئلة لطلاب البكالوريا – جميع الشعب-).
– منذ التحاق ابراهيم لونيسي بجامعة سيدي بلعباس لم يغادرها عكس زملائه المقربين والذي أغلبهم يشتغلون بجامعة الجزائر2، ماذا وجد في بلعباس المدينة والجامعة؟


* فعلا منذ أن التحقت بجامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس في 10 جانفي 2000م لم أفكر نهائيا في تغيير الجامعة، أو في مغادرة سيدي بلعباس، هذه المدينة الجميلة والتي كانت هادئة بشكل كبير في السنوات الأولى التي سكنتها، كما أن سكانها طيبون كرماء ويحترمون ضيوفهم بشكل كبير، وأنا حاليا لم أعد ضيفا عندهم بل أصبحت واحدا منهم ولي علاقات صداقة عميقة مع بعضهم.
– لقد كان ابراهيم لونيسي من أقرب الباحثين للراحل أبو القاسم سعد الله إلا أنه كتوم عن هذه العلاقة لماذا؟ وهل سيكتب عنها يوما؟
* إن الحديث عن الأستاذ الرمز، أستاذ الأجيال أبو القاسم سعد الله هو حديث ذي شجون، فبداية علاقتي به كانت علاقة طالب في مرحلة الليسانس بأستاذ كان يدرس العشرات من الطلبة في مدرج الجامعة وذلك لثلاث سنوات كاملة من سنة 1983م إلى سنة 1986م، ولكن هذه العلاقة تطورت في المرحلة الموالية بعد نجاحي في مسابقة الماجستير سنة 1986م، من مجرد علاقة طالب بأستاذ يدرسه مادة محددة ليمتحن فيها في آخر السداسي ويحدد مصيره بإحدى الكلمتين «ناجح أو راسب»، إلى علاقة طالب باحث بأستاذ يشرف عليه في مذكرة السنة التمهيدية، ومن بعدها على أطروحة الماجستير، ومنذ هذه المرحلة توطدت علاقاتي بالأستاذ سعد الله واستمرت إلى أن توفي ذات يوم من أيام ديسمبر 2013م. ولقد كتبت عن هذه العلاقة في بعض مقالاتي ولكن ليس بشكل مفصل والمرة الوحيدة التي فصلت فيها الحديث عن هذه العلاقة كان ذلك في وادي سوف خلال أربعينية سعد الله التي نظمت يوم 25 جانفي 2014م، حيث قدمت خلالها محاضرة بعنوان (رسائل من شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله – آراء و مواقف -)، وفيها تحدثت عن الرسائل التي كان الأستاذ يرسلها لي من الولايات المتحدة الأمريكية ومن الأردن بعد ذلك وهذا خلال الفترة ما بين 1993-2002م، وهذه المحاضرة منشورة في كتاب (من وحي الذكرى – تقديرا ووفاء لروح الدكتور أبو القاسم سعد الله). وأسجل هنا أنني قمت بكتابة ذكرياتي مع الأستاذ سعد الله وهي في حوالي 100 صفحة إلا أنني لم أنشرها بعد، كما أنجزت عنه الكثير من الدراسات بعضها منشور والباقي ينتظر دوره في النشر.
– ماهي أبرز المشاريع التي يعتكف إبراهيم لونيسي على انجازها حاليا؟
* أنا حاليا بصدد إنجاز دراسة مطولة عن الأمير عبد القادر تحت عنوان – سيبدو للبعض غريب نوعا ما – (ماذا بقي من الأمير عبد القادر بعد قرنين من الزمن) خاصة وأننا على مشارف إحياء الذكرى المئوية الثانية لمبايعته وبداية مقاومته ضد الاستعمار الفرنسي.
– ماذا تعلم إبراهيم لونيسي من سفرياته العلمية العديدة خارج الجزائر؟
* لا يمكن الحديث عن محطات معينة أو محددة بعينها خلال السفريات التي قمت بها إلى بعض الدول كسوريا والمغرب الأقصى سوى عملية اكتشاف عوالم جديدة وتوسيع المعارف من خلال المشاهدة والمناقشات التي كنت أجريها مع بعض الأساتذة والطلبة، ومع عامة الناس في الأحياء الشعبية والأسواق.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com