جمعية العلماء والثورة
أ د. عمار طالبي/
يزعم بعض الناس الذين يتكلمون أو يكتبون في وسائل الإعلام أن جمعية العلماء ليس لها صلة بالثورة، ثورة أول نوفمبر، وهذا بهتان وتعد على حقائق التاريخ، وشهادات المنصفين والأجانب والأعداء أنفسهم.
وأود أن أذكر شهادتين من الأجانب والأعداء أما الشهادة الأولى فهي شهادة روجي جارودي roger Garandy الذي كان من عتاة الشيوعيين وقادتهم وهو فرنسي هداه الله للإسلام قال بالحرف الواحد: «Cheikh Ibrahimmi fut; avec cheikh ben Badis, l’ame d’une veritable révolution culturelle en Algérie, qui rendit possible la libération du peuple Algérien, en 1962, de cent trente ans d’aliénation, et la reconquête de son identité arabe- islamique pour laquelle son peuple n’a jamais cessé de lutter, de la résistance d’Abdel Kader, aux insurrections de cheikh Bouamama et d’El Mokrani, jusqu’au soulèvement de 1954 et à la victoire libératrice de 1962.
وخلاصة هذه الشهادة أن الشيخ الإبراهيمي كان مع الشيخ ابن باديس روح «ثورة ثقافية حقيقية» في الجزائر التي جعلت في الإمكان تحرير الشعب الجزائري في سنة 1962، بعد مائة واثنتين وثلاثين سنة من محاولة طمس الهوية العربية الإسلامية ومحاربتها التي لم يتوقف شعبها منذ كفاح الأمير عبد القادر ومقاومته إلى ثورة الشيخ بوعمامة والمقراني إلى ثورة 1954 إلى الانتصار التحريري سنة 1962.
وهذا كان بعد لقائه الشيخ الإبراهيمي في بيته سنة 1944 بعد أن خرج من السجن الذي قضى فيه ثلاث سنوات مع عمار أوزقان، وبعد أن أطلق سراح الإبراهيمي من منفاه في آفلو وذكر أنه رأي في بيت الإبراهيمي صورة الأمير عبد القادر الجزائري الذي ذكر أنه رمز ومثال للحياة الدينية والكفاحية للشيخ الإبراهيمي.
Abdel Kader était à la fois le symbole et l’exemple de la vie religieuse et militante, de cheikh Ibrahimi2
وقال: وتبين لنا ذلك في هذا اليوم تواصل الكفاح الذي قام منذ 1830 أي كفاح الشعب الجزائري الذي هدد في شخصيته ومحو هويته…»
أما الشهادة الثانية فهي شهادة العدو فقد جاء في تقرير المخابرات الفرنسية في سنة 1958 أن ما سماه التقرير تمرد 8 ماي 1945، كان سببه ابن باديس، والدليل على ذلك ما جاء في بيان أول نوفمبر من أن هدف الثورة تحقيق دولة ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية: قال التقرير إن هذه الجملة هي مبدأ ابن باديس الذي نادى به.
وما يزال يكشف التاريخ عن وثائق أخرى وشهادات ينبغي أن أذكر هنا بعض قادة الثورة الذين كانوا درسوا في مدارس جمعية العلماء أمثال العربي بن مهيدي الذي درس على المجاهد العابد الجلالي الذي خرج إلى الجبال للجهاد، وسجن ولما خرج بعد الاستقلال من السجن رجع إلى مدرسته «العرفان» بعين مليلة إلى أن توفاه الله، لم يطلب منصبا، ولا مالا ولا جاها، استشهد الشيخ العربي التبسي، والشيخ بوشمال، ورضا حوحو، وغيرهم لا أطيل بذكرهم وأغلب قضاة الثورة كانوا من طلبة معهد ابن باديس، ومن المتخرجين من الزيتونة من ضباط جيش التحرير الشيخ إبراهيم مزهودي رحمه الله تعالى.
1-Roger Garandy, Biographie du xxéme siècle le testament philosophique de Roger Garandy. ** 1985,p.288
.Ibid.287 2