رمضانيات

القنوات الجزائرية والسخرية من اللغة العربية؟!

د.وليد بوعديلة/


بدأت بعض القنوات الجزائرية تبث في شهر رمضان، برامج وسلاسل هزلية لا رسالة لها، وهي تسخّر موارد بشرية ومادية وتعتمد تقنيات درامية ووسائل بصرية من أجل الاستهزاء والسخرية من اللغة العربية وممارسة “استبغال واستحمار” المشاهد.
ولسنا ندري لماذا تسير قنواتنا في طريق التهريج والضحك على وعي وعقل الجزائريين، وكأن رمضان ليس شهر السمو الروحي والمعراج القرآني، وكأن الدراما ليست قيما ورسائل أخلاقية وثقافية، وإنما هي الصراخ والتهريج والسخرية من الفضائل والثوابت والمرجعيات الوطنية واللغوية والدينية؟!
يمكن الاكتفاء بمشاهدة بعض البرامج والحلقات التي هي شبه فنية لنعرف أننا أمام العفن وليس الفن، ولندرك التفاهة والسقوط الفني الذي يهجم على المشاهد الجزائري، باعتماد ديكور القصور والمميزات الاجتماعية والفكرية والسياسية من أزمنة تراثية وحضارية سابقة، وتعمد المزج بين الفصحى ولغة العصر الحاضر، في محاولة بائسة يائسة لسرقة ابتسامة المشاهد، وكأن من يسير في هذا الاتجاه الإعلامي والكوميدي، (حاشا الإعلام والكوميديا من هذه الممارسات) من مدراء القنوات ومسؤولي البرمجة والتخطيط والتوجيه، لا يعرفون السياق، الجزائري، فنزلوا بالوعي والعقل من صور راقية للمسيرات السلمية والحراك الشعبي الحضاري، وتوقفوا عند زمن نظام سابق احتقر العقل الجزائري؟!
أتساءل: أين مؤسسات الدولة التي تدافع عن الثقافة والهوية والقيم؟!
أين مستشارو رئيس الجمهورية؟
أين وزارات الاتصال، والثقافة، والشؤون الدينية، والتربية..؟!
أين المجلس الأعلى للغة العربية؟
أين سلطة ضبط السمعي البصري؟
باختصار… يجب توقيف هذه المهزلة..
* أستاذ الدراسات الثقافية /
جامعة سكيكدة

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com