كيف نخدم العربية في العالم الرقمي؟ مقترحات منصة www.ouraction.net

يكتبه: حسن خليفة/
شيئا فشيئا تتبلور أفكار ورؤى و«حلول» حقيقية لخدمة العربية لدى قطاع من شبابنا النابه المتميز، والذي يرى أن خدمة العربية لا تكون بالوقوف على الأطلال، واستحضار عظمة العربية وأمجادها والتحسّر على ذلك، وأيضا ليس بالحلول الترقيعية، بل إن أفضل خدمة للعربية هي اقتحام العالم الرقمي ،وابتكار «صيغ» تجعلها (العربية) مصونة الجانب، مرعية القواعد، مستخدمة على نطاق واسع ،وبشكل جيد ومتميز. هنا ما يشبه الخطوط العريضة في هذا المجال من خلال تشخيص دقيق، ثم تطلّع إلى المستقبل الزاهر الزاهي بعون الله وهي من تقديم منصة (أور أكشن) المنصة الرقمية المختصة بالمجال الثقافي والجمعوي …ونورد ذلك في نقاط (*)
1. حول توجهات الوضع الراهن في الاستخدام العام للغة العربية في الفضاء الرقمي:
لا يخفى على أحد اليوم، أن المجتمعات العربية وبالأخص المجتمع الجزائري تغرق يوما بعد يوم في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومن بينها منصة الفيسبوك، هذا الموقع الغربي والذي يعمل وفق أجندة مجهولة لا تخدم إلا المصالح الغربية وبالأخص الأمريكية، من بين أكبر السلبيات فيه حاليا:
ـ عمله على دعم اللغة العامية (الدارجة) على حساب اللغة العربية الفصحي، لدى المستخدمين، باستعمال وسائل تقنية وخوارزميات جد مبتكرة وهذا ما نلاحظه من خلال تعجب أصدقائنا التقنيين المعروفين على الساحة الوطنية.
بل أبعد من ذلك هنالك من يتعجب أن خوارزميات الفيسبوك أصبحت تدعم المصطلحات العامية الأكثر استعمالا مقارنة بنظيرتها الفصحى، بل وصل بها الأمر أنها تحجب هذه الأخيرة في العديد من المرات ودون أسباب واضحة.
هناك العديد من الآراء بدأت الظهور منذ عدة سنوات مفادها: أن تفاعل مستخدمي مواقع التواصل مع المنشورات باللغة العامية يتجاوز كثيرا التفاعل المنشور باللغة العربية الفصحى، والحقيقة أنه من الصعب أن يُعلم ـ بالضبط ـ ما هو السبب؟
هل هو بسبب خوارزميات الفيسبوك التي تعمل على إظهار أوسع و تفضيل لمنشورات اللغة العامية؟ أم هو محبة المستخدمين لهذه اللهجات التي يجدون أن التعامل بها أصبح أسهل، أو أن الأمريصدق على الحالتين معا.
ومهما كان السبب، فالواقع اليوم لا يبشر بالخير، خاصة إذا لم تبادر الأجيال الجديدة الدفاع عن اللغة العربية الفصحى؛ خاصة في جبهة الرقمنة بخطط علمية/ عملية كبيرة لفرض البدائل.
2. التعريف بمنصة الأنشطة المفتوحة وأبعادها المستقبلية:
1. نبذة تاريخية عن المشروع:
• 2016 بدأ العمل على هذا المشروع لتوفير فضاء رقمي مخصص للمجتمع المدني (نواد وجمعيات ومؤسسات وهيئات غير ربحية) لتعلن عن أنشطتها المتنوعة، وترفع تقارير وصور أنشطتها السابقة لتكون أول منصة رقمية للجمعيات بالجزائر.
• 2017 ظهرت النسخة التجريبية بإضافة فضاءات أخرى للهيئات العمومية والمؤسسات الخاصة، لتشترك في استخدام المنصة ويصبح أول مشروع جزائري نوعي وعملي لرقمنة الأنشطة، والذي أصبح بعد سنوات هدفا من أهداف عدة وزارات جزائرية.
• 2019 تحصلت المنصة على جائزة أحسن موقع للنوادي والجمعيات بالجزائر في مسابقة الجزائر للواب Algeria web awards وكان هناك منافسون نوعيون كالمدرسة العليا للإعلام الآلي.
• 2020 أضيفت للمنصة واجهة رقمية احترافية تتيح للفاعلين في المجال الثقافي والفني لوحة تحكم تمكنهم من تسيير إبداعاتهم وأنشطتهم, وكانت أول منصة ثقافية جزائرية توفر مثل هذه الخدمات قبل حتى أن تعلن وزارة الثقافة عن مثل هذه المساعي.
2. أهداف و مبادئ المنصة:
يشرف على تطوير المنصة مكتب دراسات واستشارات في الإعلام الآلي بمدينة عنابة، بينما يشرف على متابعتها ممثلون في مختلف ولايات الوطن تحت إسم «سفراء المنصة».
يعمل الجميع لأجل إنشاء جو رقمي تفاعلي عبر الترويج للأنشطة والإبداعات الموجهة للعامة عبر منصة الأنشطة المفتوحة والتي تعتمد على أربعة مبادئ:
• المصداقية: كل المسجلين بالمنصة يتم تفعيل حساباتهم، بعد التأكد من معلوماتهم الحقيقية سواء عبر صور بطاقات الهوية أو عبر التواصل مع السفراء على مستوى الولاية.
• الشفافية: من قوانين المنصة أن كل المستخدمين ستظهر بياناتهم الحقيقية كالاسم، اللقب، السن، وغير ذلك ففي التعليقات مثلا لا توجد أسماء مستعارة أو شخصيات وهمية أو مجهولة.
• الإحترافية: المنصة تعالج المعلومات المفتوحة للجميع، وبالتالي فهي تعمل على عرضها بطريقة عملية وتسهل الوصول إليها عبر محركات بحث مفصلة، لتعالجها لاحقا وتعرضها على أصحابها كبيانات إحصائية، وبالتالي فهي تحوّل البيانات إلى معلومات ثم إلى معرفة عكس مواقع التواصل الاجتماعي التي تعمل على المتاجرة بها.
• الإيجابية: سياسة المنصة لا تسمح بظهور معلومات خارج إطار الإيجابية، فلا مكان للإشاعات أو المواضيع الفارغة.
3. آليات المنصة: المنصة الرقمية تمثل 20% من المشروع، الباقي آليات عمل ميدانية ترافق المنصة لتوجهها وتحسنها عبر ملاحظات السفراء من خلال هذه الآليات؛ فالمنصة في آخر المطاف تعتبر وسيلة، ومهما كانت الوسيلة جيدة فلا يمكن أن تحقق نتائج طيبة لوحدها إذا لم ترافق بالمعرفة، وهذا دور الآليات, ومن بين هذه الآليات:
• الدورات التكوينية
• لقاء صباح الجمعيات الشهري
• لقاء مساء الثقافة الشهري
• مسابقة أحسن الأنشطة الشهرية
• نادي التصميم
• برنامج شهادات المشاركة الموحدة
• النشرة الإخبارية
4. وضع المنصة وخططها المستقبلية:
لدى فريق المنصة خطة عمل لإصدار النسخة الثانية وتطبيق هاتف مع نهاية سنة 2023 والنسخة الثالثة مع نهاية سنة 2025 حيث أن كل نسخة تعتبر نقلة نوعية في المشروع.
– النسخة الأولى وفرت واجهة تحكم لكل الفاعلين في الساحة من نوادي، جمعيات، مؤسسات خاصة، هيئات حكومية، شخصيات فنية وفكرية، مجموعات….الخ.
– النسخة الثانية تقوم على الربط بين هذه الهيئات رقميا والتشبيك بينها وبين أنشطتها وتقاريرها
– بينما تقوم النسخة الثالثة على تطوير تفاعل المستخدمين وزوار الموقع مع خارج هذه الفضاءات.
لإصدار النسخة الثانية يعمل القائمون على المنصة على البحث عن تمويل لإنجازها دون المساس بخط سير المشروع المحايد والمبني على الركائز الأربع المذكورة سابقا.
في هذا الخصوص تقدم المنصة جملة عروض تستهدف التعاون بين المؤسسات والهيئات المختلفة العاملة في المجال الديني ـ الثقافي ـاللغوي ـ الأدبي ـ الفني ـ الاقتصادي /التجاري الخ ومن خلال عدد من المباديء والمحددات يمكن إيجاد سبل وصيغ لخدمة اللغة العربية على نحوجيد، وإيصال رسالتها إلى الآلاف بل الملايين من المستخدمين والمستخدمات (لوسائل التواصل الاجتماعي) ويمكن إجمال تلك العروض في:
• الاشتراك في المنصة من قبل الهيئات والمؤسسات رسمية وغير رسمية،وهذا يوفر لها واجهة رقمية لعرض أنشطتها الموجهة للجمهور، عبر لوحة تحكم توفر لها استقلالية تامة عن أي جهات أجنبية.وهذا الاشتراك السنوي هو في حقيقته رمزي لا يزيد عن 50.000 دج.
• العمل على إيجاد صيغ مشتركة تتمثل في مسابقات ومنافسات مفتوحة متعددة المستويات موجهة لفئات الشباب بمختلف شرائحهم (طلبة الجامعات ـ طلبة الثانوي ـ طلاب في مؤسسات دراسية مختلفة(مدارس عليا ـ معاهد ـ متخرجون ومتخرجات).تستهدف تلك المسابقات جذب الشباب وتشجيعهم على ا ستخدام اللغة العربية الفصحى بالقدر الذي يضمن شيوعها وانتشارها على نحو أفضل بتدرج .
• التعاقد مع المنصة لتنظيم فعاليات نوعية، تكون فيه المنصة شريكا في التنظيم والمرافقة، والمتابعة الرقمية.
• دعم مباشر للمنصة في إطار تنظيم مسابقة مفتوحة لدعم مثل هذه المشاريع الموجهة للمجتمع المدني.والتي تخدم اللغة العربية وترسخ حضورها الأنيق في المجتمع الجزائري، في عديد الفضاءات : الثقافية، الدينية، التجارية، الخ
وبالطبع هناك إمكانية لتوسيع دائرة المقترحات والبحث عن حلول أفضل وأقوى في مجال التشجيع على استخدام اللغة العربية، وانخراط الهيئات الوطنية الرسمية وغيرها في عمل وطني كبير ، لا يحتاج إلى أكثر من التنسيق والتعاون، بوجود إرادة حقيقية في هذا المجال
(*) من الورقة التعريفية ـ لمسودة مشروع التعاون .للتواصل يمكن مراسلة المشرف على المنصة السيد بلال قرفي، على البريد التالي :
البريد الإلكتروني : ouraction.net@gmail.com