محمد صالح رمضان في مرآة العلماء والأدباء والكتاب. -02/سعدي بزيان
ومن إنتاجه مسرحية : “الناشئة المهاجرة”، ألحان الفتوة، شعر، صدر في عدة طبعات في كل من القاهرة وبيروت والجزائر.
“جغرافيا الجزائر والعالم العربي”، طبعتان في الجزائر، “النصوص الأدبية للمعاهد الإسلامية”، 4 أجزاء مع توفيق شاهين كان أستاذ في الجزائر. “شهيد الكلمة أحمد رضا حوحو، منشورات الثقافة، “الإمام الشيخ بن باديس بالاشتراك مع د-عبد القادر فضيل –دار الأمة 1998.
وصدر عنه شخصيا كتاب قيم بعنوان :”محمد الصالح رمضان” في نظر زمرة من أصدقائه ومعارفه، والدارسين لأعماله، والباحثين في إنتاجه، محمد الصالح رمضان تلميذ بن باديس ومساعده ، وكيف يرى جمعية العلماء ولماذا التحق بها وسار على دربها؟ الجواب: “كانت جمعية العلماء ملء السمع والبصر في قريتي التي نشأت فيها “القنطرة” بوابة الصحراء” وكانت عائلتي وعلى رأسها جدي لأبي، وهو رئيس: “جمعية الهدى ومدرستها” بالقنطرة من العائلات الإصلاحية المشهورة بالبلدة، وهكذا فتحت سمعي وبصري من الصغر على الحركة الإصلاحية السلفية التي تقودها “جمعية العلماء”1 وللحقيقة والتاريخ أذكر أن الشيخ أمين سلطاني شقيق عبد اللطيف سلطاني وهو خريج جامع الزيتونة، كان بيت العلم والإصلاح في القنطرة، ومن قبله أبوه سيدي على بن السلطاني خريج نفطه بالجريد التونسي ولذلك كان أهل القنطرة” من أوائل المعتنقين لفكرة جمعية العلماء من يوم بروزها في سنة 1931 حتى التحقت أنا بابن باديس كما أسلفت ولازمته ست سنوات كاملة لا أكاد أفارقه إلا في بعض أسفاره أو في العطل والراحات، فاصطبغت بفكره والتزمتها في حياتي، وقال في مكان آخر “إن تأثير ابن باديس هو كل شيء في تكوين الشخص الثقافي والسياسي عموما.
سئل المرحوم محمد الصالح رمضان عن أهم حدث في حياته الخاصة؟ أجاب من أهم ما أثر في حياتي الخاصة والعامة تأثيرا عميقا موقف معلم الفرنسية الذي منعني من نيل الشهادة الابتدائية وحقد علي وناصبني العداء، فهو الذي دفعني لتعلم اللغة العربية والاعتزاز بها، وترك اللغة الفرنسية وثقافتها وكراهة أهلها وقررت مصيري من ذلك الوقت في التعريب بمحض إرادتي كرد فعل لذلك المعلم وجنسه، مع أن والدي وجدي وأعمامي كانوا يرغبون في أن أواصل تعلم اللغة الفرنسية لأضمن مستقبلا أفضل في حياتي وأذكر بهذه المناسبة أنني زرته في منزله في آخر حياته صحبة الطالب نجيب عاشور وهو طالب من جامعة السوربون يُعد رسالة حول جمعية العلماء في الشرق الجزائري وبما أن الطالب لا يُتقن اللغة العربية توليتُ الترجمة بينهما، وبالمناسبة فالطالب نجيب عاشور المولود في فرنسا من أب من فرجيوة وأم من جيجل أصبح دكتورا وحقق نتائج باهرة في اللغة العربية بعد أن عاش سنتين في الغرب، ويرتدد على الجزائر باستمرار.
– ما هي الذكريات البالغة التي ارتسمت في ذاكرة المرحوم محمد الصالح رمضان طيلة حياته؟
يجيب: “من ذكرياتي الغالية المحببة التي لا أنساها أيامي في قسنطينة مهد النهضة الجزائرية وخاصة التي قضيتها في صحبة رائد النهضة الشيخ بن باديس وصحبه، وفي مدرسة التربية والتعليم مع مديرها سعيد بن حافظ ومعلميها، ابن العابد الجيلالي وعبد الحفيظ الجنان، وبوشمال الشهيد، ورفيقه في التدريس والدراسة على بن باديس الشيخ محمد الغسيري، والكشافة والإسلامية، وقادتها وأشبالها، ثم السنين التي قضيتها في تلمسان وعاصمتنا العلمية التاريخية مديرا لمدرسة الحديث بها ومفتشا جهويا لمدارس دائرتها، وما قمت به أو شاركت فيه من أعمال هنالك ثقافية وأدبية بالخصوص، عدا أيام الثورة والاستقلال التي قضيتها كلها في العاصمة فاستفدت منها جميعا، ولله الحمد والشكر.
محمد الصالح كيف تغلغل الفكر الباديسي في الجزائر؟
الجواب: بقيت فكرة ابن باديس راسخة في أذهان الشعب بسبب إخلاص ابن باديس وتفانيه في خدمة دينه، وشعبه، وبلاده متطوعا بلا مقابل طيلة حياته دون أن ينتظر جزاءا ولا شكورا، فأكرمه الله بالذكر الحسن بالدنيا ولجزاء الآخرة أوفى وأجل إن شاء الله.
محمد صالح رمضان في مرآة مشايخ جمعية العلماء وبعض الأدباء والكتاب.
الشيخ محمد خير الدين وأمين مال جمعية العلماء ومعهم محمد الطاهر فضلاء ورد عليهم توفيق المدني في كتاب كامل بعنوان: “رد أديب على جملة أكاذيب” المجلد الرابع من مذكراته: “حياة كفاح” طبعة خاصة لوزارة المجاهدين، وقال محمد خير الدين في توفيق المدني ما قاله مالك في الخمر” كما يقول الفقهاء ولا داعي لإعادة ما قاله خير الدين وهو يشكر محمد الصالح رمضان على نقده لتوفيق المدني وبعض ما ورد في مذكراته: “حياة كفاح” ولعل أبرز ما كتب وقيل هو ما قاله عنه صديقه ورفيقه في الدراسة على ابن باديس وفي مدرسة التربية والتعليم” الشيخ محمد الغسيري الأوراسي عند ما رزق الشيخ محمد الصالح رمضان بولد له في أواخر الأربعينيات بتلمسان سنة 1949: “الأستاذ محمد الصالح رمضان شاب كالشبان، ولكنه شاب محافظ كالشيخ، نحيل الجسم، مضيء القسمات وسط في القامات، ولكنه عظيم في القيم والمقامات، فهو الذي لم يكونه إلا مجهوده الشخصي، يحترف شؤون التربية ولكنه حصل على كثير من المعلومات التي لا يحصل عليها إلا كاد جاد مجتهد مثله، وهو ما حصل بالفعل.
شاب متواضع يأنف كل الأنفة من مظاهر الأبهة والغرور ولا يلاحظ عليه إلا إسرافه في هذا المعنى حتى ليخال أنه شيخ معمر بلغ من الكبر عُتيا، ولحد الآن ولما يتجاوز عمره الواحد والثلاثين لا يعيش إلا عيش بعض الزهاد الهنود، لا يشرب القهوة ولا نشوق الشمة ولا الدخان ولا يهوى اللحم ولا أناقة المظهر، ولا يتظاهر بغير ما عرف به ولا أعتقد أن هناك واحدا من مشايخ جمعية العلماء والذين عايشوا محمد الصالح رمضان وعاصروه، بقادر على أن يقدم لنا وصفا دقيقا للمرحوم محمد الصالح رمضان، وهو وصف طويل قلما يستطيع واحد من الذين عرفوا محمد الصالح رمضان الإتيان بمثله كما ذكرت آنفا. هذا وما انفك أصدقاء وعارفو قدر الشيخ محمد الصالح رمضان رحمه الله يدلون بآرائهم، ونحن هنا لم نورد كل آراء هؤلاء فهم كثيرون، ونختم ذلك برأي الشيخ أحمد حماني رحمه الله والذي كان أستاذا في معهد بن باديس بقسنطينة وفي آخر أيامه كان رئيسا للمجلس الإسلامي الأعلى ويقول عن صديقه محمد الصالح رمضان “من جلة أبناء الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس يتمنى لم يرثوا عنه دينارا ولا درهما، ولكن ورثوا مبادئ واخلاقا، وديانة وصدقا، وصلابة ووفاء وعزما، عرف بن باديس لما بلغ العشرين من عمره ولازمه ست سنوات إلى أن شيعه إلى قبره، وكانت مدة كافية لأن يتأثر به ويأخذ لنفسه طبعة خاصة منه، ولد يوم 24 أكتوبر 1914 بعد الحرب العالمية الأولى بأيام فهو ابن حرب في قرية القنطرة التي تقع في منتصف الطريق الوطني بين بسكرة وباتنة ولقرية القنطرة طابع عربي خاص يميزها وأهلها في تلك الناحية الأوراسية وهي النافذة الشمالية على صحرائنا ووجد من يُنمي فيه الروح الدينية الخالصة وهو بيت الشيخ علي سلطاني ونجله العالم المجاهد الورع الشيخ الأمين بن علي السلطاني رحمه الله وهو شقيق الشيخ عبد اللطيف سلطاني مدير مدرسة الهدى الشديد الشكيمة الصلب العود والعزيمة، ورث عنهما محمد الصالح منالتزمت والصلابة ما شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1فسلفية بن باديس لا صلة لها بـ السلفية التي ظهرت في السنوات الأخيرة والتي لا يمكن اعتبار قادتها من رجال السلف الصالح.