فقه العربية/ المصدر الصناعي
مصادر الأفعال معروفة، ومثال ذلك: سارَ يسيرُ سيْراً، سمِعَ يسمعُ سَمْعاً، ارتحلَ يرتحِلُ ارتحالاً، استغفر يستغفِرُ استِغفاراً. ومصادر الأفعال الثلاثية المجردة سماعية أما المزيدة فهي قياسية كما رأينا في الأمثلة السابقة.
والمصدر لفظ يعبّر عن الحدَث من حيث هو حدث. فالسّيرُ يُعبّرُ عن الحدث الذي هو السّير، ويمكننا أن نصفه فنقول إنه سريع أو حثيث أو بطيء. وهناك مصدر يصاغ من اللفظ بزيادة ياءٍ مشددةٍ بعدها تاءُ التأنيث، وهو المصدر المسمى بالصناعي.
وقد ورد المصدر الصناعي في اللغة من قديم. ففي القرءان الكريم في الآية 27 من سورة الحديد: «ورهبانيّة ابتدعوها» كما أن لفظ «الجاهلية» ورد في آيات كثيرة، وفي الحديث الشريف: «إنك امرؤ فيك جاهلية»، وفي الشعر العربي القديم: وإني على ما كان من عيدهيتي = ولوثة أعرابيتي لأريبُ. وفي لسان العرب: العَـيـْدَهـيّة: الجفاء والغلظ. وقد رُوي البيت السابق أيضا بلفظة العُنجَهية، ومن معانيها الجهل، بدلا من العيدهية. وهناك ألفاظ كثيرة وردت في اللسان العربي القديم، مثل: الربوبية، والعروبية، والشعوبية، والطفولية، وهلم جرا .
قبل بضعة عقود كان أهل اللغة يقتصرون في المصادر الصناعية على ما سُمع من العرب، غير أن مجمع اللغة العربية في القاهرة، منذ ما يقرب من سبعين عاما، رأى الحاجة ماسة، وخاصة عند التعريب، إلى أن يكون المصدر الصناعي قياسيا، لأن ما قيس على كلام العرب هو من كلام العرب.