فلسطيــــــن محـــــور الصـــــراع

أ. محمد الحسن أكيلال/
الولايات المتحدة مصرة على الهيمنة
رغم كل ما لحق بالولايات المتحدة الأمريكية من هزائم وخسائر وانهيار متواصل لنفوذها الاقتصادي مقابل التنامي المتواصل لنظيره الصيني، يبدو أنّها برئاسة الرئيس الجديد «جو بايدن» تريد أن تتحدى وترغم حلفاءها على مواصلة التعاون معها لبقائها تنفرد بحكم العالم.
ولأنّها تعلم جيدًّا أنّ نقطة ضعفها الوحيدة والخطيرة هي حكومة «تل أبيب» المتمردة على كلّ إدارة أمريكية تريد فرض تنفيذ استراتيجيتها القديمة الجديدة، هذه الحكومة لأنّها تعلم أنهّا تؤثر كثيراً في القرار الأمريكي وفي كلّ مفاصل دولتها بواسطة اللوبي الخاص بها والذي لا يعير اهتماما للوبي الصهيوني الأمريكي حين يتعلق الأمر بما تقرره في غيابه ودون علم منه، كما حدث في اختراقها الأخير لبعض الدول العربية التي أغرتها بوسائل مختلفة للتطبيع معها في عهد الرئيس السابق «دونالد ترامب». وفي الأخير وجدت نفسها تتحرك في مكانها.
أكبر وأقرب حلفاء الولايات المتحدة تاريخيا، هم: دول شمال الأطلسي (حلف الناتو) إلى جانب تركيا خارج تلك الجغرافيا، لكن هذه الدول بسبب تهور سلف الرئيس «بايدن»، حيث أنه قرّر معاقبتها اقتصاديا بسبب وبلا سبب، فأصبحت الكثير من هذه الدول تنظر إلى الحليفة الكبرى نظرة ريبة وتوجس وفقدان الثقة إلى درجة أنّ دولة مثل فرنسا التي تريد أن تحظى برتبة النائبة عن القوة الأعظم في هذا الحلف تجد نفسها أمام منافسة قوية هي جمهورية تركيا التي فاجأت الجميع بتطورها الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري إلى جانب تمتعها بموقع جيوسياسي مهم جدًّا بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية من حيث موقعها على حدود روسيا الاتحادية وعلى تخوم الصين بالجمهوريات ذات الأصول التركية التي كانت تابعة للاتحاد السوفييتي -سابقا – إلى جانب الحدود مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية العدو اللدود لأمريكا منذ أكثر من أربعين سنة.
تركيا -أيضا – وجدت نفسها محاطة بمجموعة من الدول الحليفة لأمريكا من جهة، والعدو اللدود لها من جهة أخرى، وعلى رأس هذه الدول الكيان الصهيوني الذي عمل ما في وسعه في السنوات الأخيرة في عهد «ترامب» على تحشيد دول أخرى أوروبية وعربية ضدها مثل اليونان وفرنسا ودول الخليج العربي ومصر.
الكيــان الصهيونـــي يريــد خلافـــة أمريكا
ما يجري هو طموح إلى حد الجنون من طرف هذا الكيان الهجين للانفراد بالهيمنة المطلقة على كلّ المنطقة من شمال إفريقيا إلى حدود الصين، مستفيدًا من معطى حقيقي عن كون راعيته وحليفته الولايات المتحدة بأنها في مرحلة حزم الحقائب لمغادرة المنطقة وتسليمها إلى أهم حليف لها، وبالنسبة للصهاينة فلا حليف لأمريكا في المنطقة غيرهم.
ما لم يدقق هذا الكيان في حسابه له هو الشعب الفلسطيني ومقاومته المسلحة التي أصبحت تتوسط محور المقاومة الممتد من إيران إلى الجزائر، وسيتوسع المحور عن قريب ليشمل تركيا وباكستان إلى جانب كوريا الشمالية والصين الشعبية وروسيا الاتحادية، وهنا يكمن الخطأ القاتل في حسابات الكيان الصهيوني، لأن هذا المحور هو الذي سيزيله من على خارطة المنطقة إن شاء الله.