الشيخ محمد علي الصابوني في ذمة الله
انتقل إلى رحمة الله تعالى عن ثلاثة وتسعين عاما هجريًّا توفي صباح يوم الجمعة 7 من شعبان 1442هـ الموافق لـ 19 مارس- 2021 في تمام الساعة العاشرة في مدبنة يلوا في تركيا فضيلة الشيخ العالم الداعية، صاحب المصنفات الكثيرة والشهيرة، الأستاذ الشيخ محمد علي الصابوني.
ولد الشيخ بمدينة حلب الشهباء سنة 1350 هجرية الموافق 1930 ميلادية، وحفظ القرآن الكريم منذ الصغر، ودرس على والده كثيراً من العلوم العربية والدينية.
-بعد تخرجه في المدرسة الابتدائية، التحق بإعدادية مدرسة التجارة لكنه تركها بعد سنة لعدم موافقتها لمزاجه وعدم اهتمامها بالعلوم الشرعية والتحق بالثانوية الشرعية التي تجمع بين العلوم العصرية والعلوم الدينية.
– بعد تخرجه في الثانوية الشرعية بدرجة امتياز أوفدته وزارة الأوقاف السورية للدراسة على نفقتها في الجامعة الأزهرية بمصر، فالتحق بكلية الشريعة فيها وتخرج فيها سنة 1952 ميلادية بدرجة امتياز، ثم التحق بالدراسات العليا بالجامع الأزهر فحصل على الشهادة العالمية، وتخصص في القضاء الشرعي عام 1954 ميلادية، ثم رجع إلى سوريا والتحق بسلك التدريس لعدة سنوات، وفي 1960 ميلادية التحق بالجامعة الأزهرية للدراسات العليا “قسم الدكتوراة” ولكنه لم يتمكن من الحصول عليها للظروف السياسية التي كانت سائدة في تلك الحقبة من الزمن، وسوء العلاقات بين مصر وسوريا.
– وفي عام 1382 هجرية طلبت المملكة العربية السعودية من وزارة المعارف السورية إعارة بعض الأساتذة للتدريس بالمملكة فكان أحد المرشحين للتدريس بكليتي الشريعة والتربية بمكة المكرمة وهما نواة جامعة أم القرى. وأمضى في التدريس خمسة وعشرين عاماً.
– ثم رأت إدارة الجامعة الاستفادة من خبراته في مركز إحياء التراث الإسلامي والبحث فأسندت إليه تحقيق بعض كتب التراث فقام بتحقيق كتاب “معاني القرآن الكريم” للإمام أبي جعفر النحاس. وفي نهاية عام 1409 هجرية طلبت رابطة العالم الإسلامي نقل خدماته إليها بعد أن أمضى في خدمة الجامعة 28 سنة فوافقت على ذلك وتم النقل.
للشيخ مؤلفات كثيرة منها:
– روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القران.
– صفوة التفاسير.
– النبوة والأنبياء.
– المواريث في الشريعة الإسلامية.
– إيجاز البيان في مقاصد سور القرآن.
رحمه الله تعالى الشيخ وأكرم نزله. وعوض المسلمين عن فقد علمائهم وكبارهم أحسن العوض وخير الخلف، وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم الشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم رئيس جمهية العلماء المسلمين الجزائريين ونائبه الدكتور عمار طالبي واعضاء المكتب الوطني، بأحر التعازي لعائلة الشيخ في تركيا وحلب، ولرابطة علماء الشام، ولعموم الأمة الإسلامية سائلين المولى سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع الرحمة والغفران، وأن يتقبله في عباده الصالحين، وأن يرفع درجته في المهديين، ويغفر له ولنا يا رب العالمين.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.