الدموع الباسمة
مداني حديبي/
تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ…
إنه حياء الكرم ودمع الخجل وحزن الكبار حينما لا يجدون ما ينفقون فتفيض عيونهم دمعا وألما.
إن تلك الدموع أغلى من بحار العالم وأصدق من كل دمع سكب على المحبوبات الهزيلة الصغيرة حين فقدها من دنيا ومتاع..
إن دمعة من تلك الدمعات تغنيك عن ألف مقدمة فلسفية وألف قصيدة شعرية وألف خاطرة بيانية…
إن دمعة من تلك الدمعات لهي أغلى من كنوز العالم …
ألا ليت هؤلاء الذين بكوا حزنا حينما لم يجدوا ما ينفقون يعلمون أنهم أنفقوا أروع ما عندهم من صدق وعمق ونزيف.
فشتان بين من ينفق من عصير روحه دمعا وحزنا وحياء وبين من ينفق من جيبه منا وكبرا وغرورا.
وأنت يا من تقرأ حروفي الآن …هل تذوقت معنى إنفاق الدموع في لحظة من لحظات عمرك..
هل استغاث بك حر كريم ولم تجد ما تمنحه له فتفيض عيناك دمعا حزنا ووجعا..؟
هل طرق باب قلبك مشروع حضاري ورأيت الفرسان يتسابقون في الإنفاق لإعلاء صرحه وأنت محروم حزين.
لم تجد إلا دموعا فياضة تنفقها سخاء وحياء..؟
إن تلك اللحظات أحلى لحظات عمرك…
إن تلك الدمعات هي أغلى ما أنفقت طول حياتك.