وزيــــر الصحــــة ورئيــس جمعيــــة العلمـــاء وممثلـــو الجاليـــة فـــي: نـــــدوة صــحفــيــــة مـشــتــركـــــة بمقــــر وزارة الصحــــــة

تغطية: فاطمة طاهي/
استلمت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات 5200 جهاز “بوسينياك” المساعد على التنفس، من طرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالتنسيق مع جمعية “جزائريون متضامنون” وبالشراكة مع “الإعانة الإسلامية في فرنسا”، حيث سيتم توزيع هذه الهبة التضامنية على 300 مستشفى متواجد عبر مختلف ولايات الوطن، وبهذا الصدد نُظمت ندوة صحفية بمقر وزارة الصحة، يوم الأربعاء 12 رجب 1442هـ الموافق لـ 24 فبراير 2021م، بحضور وفود كل من: “جمعية العلماء المسلمين الجزائريين” و”جمعية جزائريون متضامنون” و”الإعانة الإسلامية في فرنسا”.
هذا وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمن بن بوزيد أن المجتمع المدني أضحى ركيزة أساسية وفعالة في دعم القطاع الصحي خاصة في ظل الأزمات التي تحتاج إلى تضافر كل الجهود بين الهيئات الرسمية والمدنية، وفي خضم جائحة كورونا يضيف الوزير أن المجتمع المدني أثبت وجوده في الساحة الوطنية، وذلك من خلال المبادرات والحملات الإغاثية التضامنية التي رافقت الدولة في ظل الجائحة، وبهذا ثمن عبد الرحمن بن بوزيد دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في المرافقة الصحية للشعب الجزائري، مثمنا كذلك مهام كل الجمعيات الناشطة التي ساهمت بدورها في ظل الوضعية الصحية الراهنة.
في نفس السياق أشار وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، إلى أن تكاثف الجهود بين الهيئات الرسمية والمدنية يعد نسيجا مدنيا راقيا يحمي الحس الوطني، مثمنا في ذات الصدد جهود الأطقم الطبية والتضحيات الجسيمة من أجل تقديم الرعاية الصحية لضحايا كوفيد 19، كما أشاد بمستوى الكفاءة العلمية التي أثبتها الميدان الصحي، مؤكدا على ضرورة الالتزام باليقظة والوعي الصحي.
وفي كلمة ألقاها رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرزاق قسوم اعتبر أن توفير 5200 حقيبة جهاز “يوسينياك” الذي يساعد على التنفس لضحايا كوفيد 19 ما هي إلا تأكيد على قيم المواطنة والشعور بالانتماء لدى الجالية الجزائرية المقيمة في المهجر، مثمنا دور جمعية “جزائريون متضامنون”، وجمعية “الإعانة الإسلامية في فرنسا” في التضامن والتكافل مع البلد الأم وذلك بعدما أكسبت ثقة المحسنين من أبناء المغتربين في المهجر، هؤلاء الذين -حسب المتحدث- أثبتوا بدورهم وعطائهم معاني الأخوة والإخاء والتضامن والتعاون، وذلك من خلال توفير هذه الهبة التضامنية التي قدرت بـ5200 حقيبة “يوسينياك” والتي وحدت أبناء الجزائر داخل وخارج الوطن، كما ثمن الدكتور عبد الرزاق قسوم مجهودات جمعية “جزائريون متضامنون” وجمعية “الإعانة الإسلامية في فرنسا” في توفير هذه الكمية اللازمة والمعتبرة، كما ذكر رئيس الجمعية أن هذه الحقائب الطبية ستوزع على مختلف مستشفيات الوطن داعيا في ذات السياق القائمين على التوزيع إلى الالتزام بالشفافية لتصل إلى مستحقيها، وذلك بعد التنسيق مع لجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ووزارة الصحة السكان وإصلاح المستشفيات ووزارة المالية إضافة إلى وزارة النقل، كما أشاد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بدور القطاع الصحي في ظل جائحة كورونا واعتبر تضحياتهم البطولية بـ”الجهاد الأبيض” في سبيل خدمة الصحة الجزائرية.
كما ذكر حسن هاروني ممثل جمعية “جزائريون متضامنون”، أن الجمعية ذات طابع خيري أنشأها مجموعة من الأطباء والكوادر الجزائرية المقيمة بفرنسا في الأيام الأولى لانتشار فيروس كورونا، وذلك قناعة ورغبة منهم في تقديم المساعدة والتضامن مع أهلهم في البلد الأم لمجابهة الوباء، ويتضح هذا حسب ذات المتحدث من خلال تجاوب الجالية الجزائرية لتوفير هذه الكمية اللازمة، ويضيف ممثل جمعية “جزائريون متضامنون” أن هذه المبادرة تعد الثانية من نوعها، حيث سبق وأن قدمت ذات الجمعية 1500 جهاز مساعد على التنفس حيث تم توزيعها على مختلف مستشفيات الوطن.
في سياق ذي صلة، ثمن الدكتور عمار طالبي، رئيس لجنة الإغاثة، ونائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، تضامن الجالية الجزائرية المسلمة والمقيمة في المهجر مع الوطن في ظل الأزمات، مشيرا إلى أن المواطن الجزائري يخدم وطنه حيثما حل وارتحل وهذا ما تثبته مختلف المبادرات التضامنية التي وصلت من وراء البحار إلى الجزائر، مثمنا من جهة أخرى الجهود الوطنية بعد تسهيل الإجراءات اللازمة لإنجاح عملية وصول واستلام الهبة التضامنية، بما فيها خدمات الميناء والنقل والجمارك، كما أشاد الدكتور عمار طالبي بدور لجنة الإغاثة التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ومجهوداتها المبذولة خدمة للوطن خاصة في ظل هذه الأزمة الصحية.
كلمة وزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد في الندوة الصحفية
أصالة عن نفسي وباسم إطارات الوزارة، أرحب بضيوفنا الكرام الذين شرفونا بحضورهم.
لقد انخرط المجتمع المدني إلى جانب السلطات الرسمية سعيا في مكافحة فيروس كوفيد -19 بتكافل أفراده عبر أنحاء الوطن وخارجه، بمختلف تخصصاته ونشاطاته التي اتّحدت جميعا لهدف واحد.
إنّ المجتمع المدني يعدّ شريكا أساسيا فعّالا لدعم قطاع الصحة، وإنّ هذه الشراكة ليست جديدة إلا أنّ أهميتها باتت تزداد بشكل كبير، خاصّة في ظل انتشار جائحة كوفيد-19 والحاجة الماسّة إلى تكثيف الجهود من أجل التغلب على هذه الأزمة والمحنة الصحية التي أضحت تهدّد كل الأوطان.
لقد أثبث المجتمع المدني وجوده في خضمّ هذه الجائحة من خلال عدد كبير من المبادرات بمختلف أشكالها وأنواعها في قطاع الصحة من خلال دعمه لعملية تحسين التكفل بمرضانا، التي هي قناعة راسخة لدى المجتمع الجزائري.
إنّ النتائج المحقّقة لحد الآن، بفضل التآزر والتكاتف الذي برز منذ بداية الوباء من خلال الحسّ المدني والشعبي من جهة، الذي يعتبر نسيجا مدنيا راقيا يحمل حسّا وطنيا إيجابيا ومن جهة أخرى بفضل جهود وتضحيات الطواقم العلمية والطبية .
وبهذه المناسبة أتقدم بالشكر الجزيل إلى كل الجمعيات وعلى رأسهم جمعية العلماء المسلمين على هذه الهبة التضامنية والمتمثلة في معدّات ومستلزمات طبية.
وكما أشكر كل فرد من أفراد المجتمع المدني، الذي ساهم من قريب أو من بعيد في التعاون والوقوف بجانب المنظومة الصحية الوطنية خلال هذه الأزمة الصحية العالمية.
أجدّد أسمى معاني الشكر والتقدير والعرفان لكافة الأطقم الطبية ومهنيي الصحة، بمختلف أصنافهم على المجهودات المتواصلة والتضحيات الجسيمة، التي يقومون بها لحرصهم الدائم على تقديم الرعاية الطبية والصحية للمصابين بفيروس كوفيد -19 بشكل بطولي.
وأشيد بمستوى الكفاءة العالية التي أثبتوها في الميدان بكل جدارة واستحقاق منذ سنة خلت وأتمنى أن نواصل على هذه الوتيرة من الوعي والتجنّد واليقظة.
كما أترّحم على كل من فقدناهم خلال هذه الجائحة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كلمة رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في الندوة الصحفية
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه وكل الأوفياء لعهده.
صاحب المعالي وزير الصحة، والسكان، وإصلاح المستشفيات.
صاحب المعالي كاتب الدولة لإصلاح المستشفيات أصحاب الفضيلة العلماء.
السيدات والسادة الفضلاء.
الحمد لله الذي أنعم على بلادنا الجزائر بمجموعة من النعم: نعمة المواطنة والانتماء.
ونعمة الأخوة والإخاء، ونعمة التضامن والصفاء وأن تعدوا نعمة الله لا تحصوها.
فهذه النعم تتجلى كلها، في هذا اللقاء الذي يجمع اليوم بين أبناء الجزائر الأصلاء والأوفياء، داخل الوطن وخارجه ومن هؤلاء المواطنين الأصلاء من خارج الوطن أعضاء جمعية «جزائريون متضامنون»، وهيئة «الإغاثة الإسلامية بفرنسا» هؤلاء الأبناء الذين استطاعوا، بفضل وطنيتهم، وأمانتهم وخلقهم، أن يكسبوا ثقة المحسنين من أبنائنا وبناتنا المغتربين، فقدموا لوطنهم هذه الهدية الثمينة، المتمثلة في 5200 حقيبة بتجهيزات مساعدة على التنفس لتخفيف معاناة ضحايا كوفيد 19، وكذلك مساعدة كل من يعاني من ضيق التنفس، وكل هذا في إطار التضمن مع مواطنيهم لتخفيف معاناتهم.
إن هذه الأجهزة الطبية التي استلمناها والتي تسعد اليوم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجمعية «جزائريون متضامنون» ووزارة الصحة تسعد بالبدء في توزيعها، على كامل مستشفيات الوطن، وهو ما يمثل الوطنية الصحيحة وطنية الأعمال، لا وطنية الأقوال.
وتأتي هذه المساعدات الهامة في وقت تخوض فيه بلادنا معركة القضاء على الوباء، واستعادة الصحة والشفاء.
وأملنا أن تبقى هذه الهبّة الوطنية، قوية وفعالة، لتجسيد الوحدة بين كل أبناء الوطن، وإشاعة الأخوة، والمحبة، والوئام.
كما نأمل أن تجد هذه الالتفاتة من أبنائنا المغتربين، المعنى المرغوب من كل أبناء شعبنا فتصل إلى مستحقيها، وتخفف الألم والمعاناة عن مستعمليها.
والأمل يحودنا أيضا، في أن تتلو، هذه العملية، عمليات تضامنية مماثلة من كل أبنائنا في جميع أنحاء العالم.
ولا يفوتنا في الختام أن نتوجه بالشكر إلى وزير الصحة ومساعدته على ما قدموا لنا من تسهيلات والشكر موصول أيضا إلى باقي الوزارات كالمالية والنقل، ولا ننسى جنود الإعلام على ما قدموا لنا من تشجيع، داعين الله أن يمن على شعبنا بالأمن والأمان والإيمان، والسلام عليكم ورحمة الله.