صــــروح تجـــب العناية بها لتــــؤدّي أدوارها زاويــة أولاد سي أحمــــد مثالا

يكتبه: حسن خليفة/
لو تفحّصنا واقعنا بشيء من التدقيق والاهتمام والحرص لوجدنا أن ثمة إمكانات كبيرة في شكل (بنية قاعدية) متينة، تتمثل في مبان جاهزة، وصروح قائمة بُنيّت وجُهزت وبُذل فيها ما بذل، لكنها انتهت إلى ما يشبه «العطالة» ولم تعد تقدم شيئا مما يجب تقديمه.
لعلها عشرات… من المباني هنا وهناك، في ولاياتنا ومدننا وجهاتنا المختلفة، بعضها صالح جاهز، وبعضها يحتاج إلى ترميم وإصلاح واستكمال تجهيز، وبعضها لعله ما يزال في البدايات .
نشير هنا إلى مساجد، وزوايا، ومؤسسات مهجورة انتقلت إداراتها إلى أماكن أخرى.. لتبقى فارغة لا تؤدّي أي دور، ولم يُستفد منها في أي مجال من المجالات، حتى ولو كان تحويلها إلى مديريات ومصالح أخرى لتستفيد منها، كي لا تبقى فائضا خارج الخدمة.
ليتنا نقوم بمتابعة أمينة وإحصاء دقيق لكل ذلك، ونعمل على إعادة الأمور إلى السكة، والقيام بالجهد المطلوب لـ«تفعيل» تلك الصروح والعمل على توظيفها فيما هُيئت له، أو فيما يمكن أن تقوم به من جديد في مختلف المجالات (التربوية، الشرعية ـ الدينية، الثقافية، العلمية، الخ ..). نعرض هنا لواحد من تلك الصروح المهمّة وهي المؤسسة المعروفة بزاوية أولاد سي أحمد (دائرة عين ولمان ـ ولاية سطيف).
وقد سعيتُ مع كثير من الإخوة قبل سنتين، مع مديرية الشؤون الدينية، ومع بعض الأفاضل في وزارة الشؤون الدينية نفسها، لإثارة موضوع هذا الصّرح وإيجاد صيغة للاستفادة منه كفضاء تعليمي تربوي متميز، يمكن أن يكون مكانا للندوات الخاصة بالتعليم القرآني، كما يمكن أن يكون «معهدا» للعلوم الشرعية وتحفيظ القرآن، يُعنى بتوفير مدرّسي القرآن الكريم وقرّاء القرآن في المنطقة سطيف وما جاورها خاصة، وكل جهات الوطن عامة، كما يمكن أيضا أن يكون مؤسسة علمية تهتمّ بالحافظين والحافظات وتوفّر لهم سبيل مواصلة الدراسة في مراتب عليا، حتى الدخول إلى الجامعة أو الالتحاق بمعاهد تكوين الأئمة والدعاة .
وفي كل الأحوال هذا تعريف بهذه المؤسسة، والمأمول أن يتحقق المرغوب في الاستفادة من هذه الصروح المعطلة، وتفعيل أدوارها بما يحقق الأهداف العامة للتنمية الثقافية/الدينية –الفكرية.
وقصة هذه الزاوية أن مجموعة من الأساتذة الأفاضل والشيوخ الكرام ارتأوا تأسيس زاوية (سيدي أحمد بن سليمان لنشر تعاليم القرآن) والتي اعتمدت جمعيتها المديرة رسميا وبإشراف من مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية سطيف، بتاريخ: 11 جوان 2006 تحت رقم 16، ثم جدد المكتب المسير بتاريخ 25 نوفمبر 2009، ثم جدد بتاريخ 07 جويلية 2009، وأعيد تجديده مؤخرا، في انتظار الاعتماد بعد انتهاء التحقيق من طرف الجهات المختصة.
تقع الزاوية في بلدية أولاد سي أحمد دائرة عين ولمان، على قطعة أرض تم شراؤها من طرف محسنين على مساحة قدرها هكتارين، تم بناء الثلث منها تقريبا، وقد أنجز منها:
1-/ المسجد بطاقة 600 مصل (فوق فضاء يمكن استغلاله كمتحف أو قاعة للندوات والمحاضرات).
2-/ 06 قاعات للدراسة تتسع في مجموعها لأكثر من 300 طالب.
3-/ مطعم ومطبخ بطاقة استيعاب قدرها 200 وجبة.
4-/ مراقد مجهزة بمرافق مختلفة (دورات مياه، حمامات…) تستوعب قرابة 100 مقيم.
أما الجزء المتبقّي، فهو مخصص لإقامة مرافق أخرى (سكنات إلزامية، ومرافق رياضية…)
للإشارة فقد كان للمؤسسة نشاط ملحوظ، سواء في التعليم القرآني، أو في أنشطة أخرى متنوّعة: ندوات، لقاءات، معارض، الخ…
وقد رسم القائمون على هذا الصرح عددا من الأهداف المستقبلية، مع تحديد آليات تحقيقها بالتواصل مع مختلف الجهات الرسمية والشعبية؛ خاصة رجال الأعمال والتجار وأهل الفضل والعلم ممن يستطيعون دعم الجهود لتمكين هذه المؤسسة من أداء دورها الإشعاعي في المنطقة، ومن الأهداف المرسومة:
1- إتمام بناء هياكل ومرافق الزاوية.
2- إيجاد طرائق وصيّغ لتنشيط تعليم القرآن الكريم وعلومه.
3- ضبط رزنامة لإحياء المناسبات الدينية والوطنية، على مدار العام.
4- التكفل بالأيتام والفقراء والمحتاجين.
النشاطات الدينية والعلمية للزاوية:
1- تحفيظ القرآن الكريم.
2- تحفيظ الحديث النبوي الشريف.
3- تدريس السيرة النبوية المطهرة.
4- تعليم اللغة العربية للصغار والكبار.
5- تعليم الضروري من علوم الدين للصغار والكبار.
6- المساهمة مع بقية المؤسسات في عملية محو الأمية للرجال والنساء.
7- التشجيع على البحث؛ خاصة في مجال التاريخ/ المنطقة، البيئة، المناخ، الآثار، التراث، والصحة…
النشاطات الاجتماعية للزاوية بالتنسيق مع البلدية:
1- الحث على التعاون والتآزر في الأفراح والأتراح وبعث بعض مظاهر التعاون (كالتويزة).
2- السعي لإصلاح ذات البين بين الناس وزرع ثقافة المحبة والأخوة .
3- المساهمة في إعانة الفقراء والمساكين وذوي الحاجة.
4- التنسيق مع الهيئات المعنية للتكفل بالأرامل والأيتام والمعاقين.
5- تنظيم وتشجيع عملية الزواج الجماعي.
6- المشاركة في كل نشاط ذي طابع اجتماعي في المنطقة وخارجها.