أيـــــن العــــدالـــة فــي توزيــع اللقاح في العالم؟

أ د. عمار طالبي/
استمعت إلى نداء الأمين العام للأمم المتحدة فيما يتعلق بتوزيع اللقاح، وأنه ينبغي أن يكون لدى كل واحد، وفي كل مكان وأن 130 دولة لم يصلها شيء منه، واحتكرت عشر دول ما نسبته 75% هذا اللقاح.
ثم إن دولة الصهاينة منعت وصول اللقاح إلى غزة أول الأمر، وقد تعوّدت على حصار غزة، ومنع ما تحتاجه من وسائل الحياة.
ولهذا فإننا ندعو الرئيس الجديد للولايات المتحدة الذي وعد بأنه يعيد ميزان القيم الأمريكية من الديمقراطية والقيم الإنسانية الأخرى، فهل عدوان الصهاينة على أهل فلسطين يوميا وقتل شبابها وقلع أشجارها، وهدم منازلها ليس انتهاكا للقيم؟ فكيف تؤيد الولايات المتحدة كل هذا، وما هو موقف الرئيس الجديد، وقد وعد ما وعد؟ فهل هذه الوعود لا تنطبق على الصهاينة الذين دانت المحكمة الجنائية الدولية انتهاكها لحقوق الإنسان، وارتكاب جرائم فظيعة طوال وجودها في فلسطين، واحتلالها لها؟
إلى متى تبقى هذه المظالم، وتستمر هذه الجرائم كأن الصهيونية خارج القانون الدولي معفاة من العقاب؟
إن الدول الإفريقية الفقيرة في حاجة أكيدة إلى اللقاح، وإلى خروج جيوش الاستعمار الفرنسي وغيرها، من الساحل الذي تحتله وتستغل موارده بدون حق، ووجودها هو سبب ما يسمونه إرهابا، فمتى يرحل هذا الاستعمار الأسود من هذه القارة التي تحالف فيها الطغاة مع الاستعمار لتدوم لهم الكراسي الواهنة التي لها قابلية للاستعمار، والاستبداد.
إننا نتفاءل بما يجري في ليبيا من استعداد للخروج من هذه المحنة التي تكالبت الدول بأطماعها عليها وشجعت ذلك العسكري المنهزم في كل مرة بغبائه، وجهالته، يتعاون مع كل من يمده بالسلاح والتأييد السياسي ليبيع بلاده، ويخون شعبه.
ها هي مصر والحمد لله تعيد علاقاتها الدبلوماسية مع ليبيا، وهذا هو الواجب فإنها جارة لها، وشعباهما شعب تاريخي واحد، وما كان لهما أن يتصارعا ولا أن يتنازعا.
والجزائر لا تكون إلا سندا قويا، وعضدا يشد أزر ليبيا، ويدعم وحدتها، فقد كان الشعب الليبي سندا لثورة الجزائر وأنا شاهد على ذلك أثناء هذه الثورة، كما كانت الجزائر سندا لها أثناء حرب إيطاليا وعدوانها على ليبيا فقد هبّ المتطوعون من الجزائر للجهاد، ولدحر الاستعمار الإيطالي.
إن هذه الدول خاب سعيها، وفشل عميلها الخائن الذي قتل شعبه، وقام بمجازر، تشهد عليها تلك المقابر التي دفن فيها هؤلاء الأبرياء من الشعب الليبي في ترهونة، وما كان له أن يكون من بناة جيش ليبيا، وهذا نصيب الخونة العملاء، وما جزاؤه إلا المحاكمة لما ارتكب من الجرائم في حق الشعب الليبي الشقيق، وقد اضطرت الإمارات أن ترحب بهذه الحكومة الجديدة التي نرجو لها كل توفيق وتسديد.