أسئلة حائرة ولا خضر لها..؟!
مداني حديبي/
قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا. ..
وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا…؟!
….
قصة صاحب العلم اللدني مع موسى عليه السلام التي نتلوها كل جمعة تتكرر معنا في حياتنا ونحن لا نشعر..
فكم من أسئلة حائرة في يومياتنا نبحث لها عن خضر ليؤولها لنا تأويلا ويفسرها لنا تفسيرا…
ذاك الشيخ الهرم الذي أرهقته الحياة واشتعل رأسه شيبا يركب سيارة نقل مع شاب وسيم مفعم بالحياة والطموح والأمل، فتنقلب بهم السيارة فيموت الشاب ويمزق جسده الغض الناعم الطري وتتدفق دماؤه الحارة ويهلك وفي صدره أمنيات من زوجة وابن وبيت ورحلات وخطط..
في حين الشيخ الذي مل من الحياة وسئمت منه من سنوات يخرج من السيارة على قدميه وهو في كامل صحته وقد تزوج مرارا وأنجب وسافر وتمتع وعصى وتاب و تعثر وأناب..؟!
تلك المرأة الصالحة الربانية التي قلبها معلق بالمساجد والعمل الخيري والدعوي مع حلاوة وطيبة وجمال وضوء..
لا يلتفت إليها أحد حتى تقدم بها العمر ويئست من الزواج في حين أن تلك الشابة المنطلقة المتحررة من كل قيد يتزاحم عليها الخطاب ويطرقون كل الأبواب..بل تزوجت وأنجبت وتنزهت وتمتعت..؟!
ذاك الصبي يولد يتيما فقيرا مقهورا محروما وجاره صبي يرفل في النعيم ويولد وفي فمه ملعقة ذهب..؟!
ذاك الذكي الألمعي الطيب الزكي سواء أكان طبيبا أو داعية أو مفكرا أو مبدعا .. يدفن على عجل بعد أن يباغته الموت .. في حين الغبي الغشوم الظلوم المؤذي يمتد عمره سنوات وسنوات ..؟!
تلك المرأة الطيبة..النقية السريرة .. تحرم من الانجاب وتتغامز عليها النسوة في كل مجلس.. همزا ولمزا .. ويفسرن عقمها بأنها دفعت ضريبة ذنوب سلفت منها…وزوجها المرة بعد المرة يؤذيها بقوله: إنه أخطأ وتعجل في الزواج بها ويا ليته عرضها على الطبيب ليعرف قدرتها على الإنجاب..
ثم يتزوج عليها ليكتشف أنه هو المحروم مرتين .. بالعقم الجسدي والعقم الأخلاقي التعاملي .. في حين جارتها النكدة المؤذية لها تسعة أولاد أغلبهم تخرجوا من الجامعة وبعضهم حفظوا القرآن.
وعشرات الأسئلة الحائرة ولا خضر لها..
وقد قادت هذه الأسئلة القلقة ببعض الشباب إلى الإلحاد الجديد…وزادت بعض الروايات الحديثة الطين بلة فسكبت الكثير من السموم لتغتال البقية الباقية من ركائز الإيمان.
وفي الحلقة القادمة نجيب على هذه الحيرة القاتلة دون أن ندعي أننا التقينا بالخضر عند مجمع البحرين مناما أو يقظة…