متى يَرْعَوي الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في الإعلام والمدينة؟
أ.د. عبد الرزاق قسوم
رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين/
ابتليت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين منذ نشأتها الأولى، بشرذمة من الأراذل، السائرين على غير هدى، والراقصين في كل ناد ومنتدى، والآكلين من كل الموائد أفرادا وعددا.
لقد هال هؤلاء الزعانفة –قديما وحديثا- ما تحققه جمعية العلماء، من نجاح، بفضل ثباتها على المبادئ، ودفاعها عن الثوابت، وتجذر مواقفها في الدفاع عن العقيدة والوطنية وحسن الثوابت.
ليس بين هؤلاء الأنذال من رابط يربطهم إلا رابط العداء لجمعية العلماء، فهم لا يتورعون في سبيل معاداتها، والتشنيع عليها، عن كل نقيصة، أو خسيسة، كالافتراء، والازدراء، والاعتداء، والاستعانة بالغرباء، حتى ولو كانوا بين اللحود، أو من خارج الحدود.
إنهم مجموعة من المتناقضات؛ فما منهم إلا أدعياء التدين المنقوص، أو المنتحلين لصفة الإعلام من الانتهازيين واللصوص، أو المذبذبين من الإيديولوجيين الكافرين بالنصوص.
فقد سطا هؤلاء جميعا، على صفحة الجمعية، فانتحلوا عنوانها، ليضللوا الناس ويشوهوا إيمانها، فتراهم بالهمز، والغمز واللمز، يطعنون في رسالتها، وينتقصون من شخصياتها، إلى حد المطالبة بحلها.
ولقد انكشف لنا أمر هذا الانتحال باستخدام العنوان، فكان الناس يعجبون: كيف تنشر صفحة جمعية العلماء، ما يناقض توجه جمعية العلماء؟
نحن الآن بصدد القيام بالإجراءات القانونية لمحاكمة هؤلاء الجبناء، وسنلجأ إلى نشر الأسماء، والانتماء، لننزع عنهم الغطاء.
فيا أيها الجبناء التعساء؟
فو الذي أخرج أضغانكم، وفضح عنوانكم وهدم أركانكم، وقوّض بنيانكم لنهدمن البيت الزجاجي على ساكنيه، ليكون عبرة لمن تسوّل له نفسه التطاول على أسياده ومعلميه.
وماذا ينقمون من جمعية العلماء؟ ينقمون منها استقلاليتها في المواقف، والاستبسال في السموِ عن السخائف والطوائف.
إن الجمعية تزداد، منذ نشأتها، إلى اليوم، تألقا وإشعاعا، وتزداد رقعتها عمقا واتساعا، وإقبال المحسنين والطيبين عليها، تأييدا وإتباعا.
فلم ننافق، ولم نجامل، كما لم نساوم على الذمة وثوابت الأمة، بل إننا تجرعنا في سبيل هذه المبادئ، أقسى التضحيات وحرمنا من الحصول على أبسط الحقوق التي هي من المسلمات، فما وهنا، وما ضعفنا، وما استكنا..
وكنا نظن –وبعض الظن ليس بإثم- أن يقف في وجوهنا، بعض الجهلة، والحمقى، والمتعصبين، وقديما قيل: «والجاهلون لأهل العلم أعداء» لكن ما راعنا إلا وأن الذين يناصبوننا العداء هم من بني جلدتنا، وملتنا، ومهنتنا، ولا يقتصر أمرهم على ما هو موجود، بل يستنجدون ضدنا، حتى من خارج الحدود، فيا للصدود! ويا للجحود!
إننا قوم ثابتون على الثوابت، مهما كلفنا ذلك من تضحيات، وإننا قوم نؤمن بأن بناء الجمعية قد قام على أسس من الحديد والإسمنت، هو حديد الله، واسمنت الوطن، وأيا كانت الزلازل أو الزعازع الاصطناعية، فلن تتمكن –بإذن الله- من زعزعتنا، ﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ﴾ [سورة الرعد، الآية: 17].
وإنها لدروس بليغة نقدمها لأبناء وبنات الجمعية، أن يعوا أن خطوات نجاحهم، وإن ثمار صلاحهم، ستؤلب عليهم، أعداء فلاحهم.
لكن الصبح قد لاح لكل ذي عينين، وأن النصر قد أصبح قاب قوسين، بشرط رصِّ الصفوف، وتوحيد الألوف، من أجل تحقيق الهدف المألوف والمعروف.
فيا أبناء وبنات جمعيتنا! لا يغرنكم ناعق في واد، ولا نابح خارج قافلة الغلاظ الشداد، فستظل الكلاب نابحة، وستكون القافلة رابحة، وناجحة.
أما نحن فإن إيماننا الراسخ، هو أن العلماء الحقيقيين، وهم ورثة الأنبياء، وأن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الأصيلة لا المزيفة «الطايوانية» التي سنهدم أركانها، ونسقط عنوانها، إن جمعيتنا الأصيلة، ستبقى هي قائدة مسيرة الأمة، بكل اعتزاز وهمة، ومن كان في شك من ذلك، فلينظر إلى الإقبال اليومي على الجمعية، من الشبان المثقفين، والمواطنين المحسنين ففي كل يوم تقدم للجمعية تنازلات عن أراض، وسكنات، من أجل بناء المدارس للبنين والبنات أو لتعليم القرآن، ومختلف الدراسات، وما ذلك إلا ثقة من الأمة في علماء وعالمات الجمعية.
وأكثر من ذلك، يشهد الجميع، تعلق المغتربين من أبنائنا وبناتنا المثقفين، بتقديم مختلف أنواع الدعم لأبنائهم وبناتهم من الضحايا والمصابين.
حدث كل هذا بفضل ترجمة الشعارات التي تميز جمعية العلماء، إلى واقع معيش.
فنحن نجسد الإسلام النقي الصافي، الذي يستلهم من السماء القيم، ومن الأمة الاعتزاز والهمم.
كما أن شعار العربية، لغتنا، قد حظي ولا يزال بالذود عن نشر هذه اللغة، وتعميمها وتعليمها، كي تصبح لغة الدين والوطن.
وجماع هذا كله، الوحدة الوطنية التي نذرت جمعية العلماء نفسها لصيانتها، وتحصينها حتى يغدو الراكب من تلمسان إلى تمنراست ومرورا بتيزي وزو، وتبسة، آمنا لا يخاف إلا الله والقانون.. ذلك أن البقاء سيكون للأقوم، والأصلح، والأفضل. فليرعو المنافقون، والذين في قلوبهم مرض، والمرجفون في الإعلام والمدينة، وليعوعدوا عن غيهم فذلك أزكى لهم وأطهر.