يرفـــع الله الذيـــن آمنــوا منكـــم والذيـــن أوتـــوا العلــم درجــــــات
ماذا أستطيع أن أقول عنك أيها الفقيد العزيز والخطب الجلل قد حلّ وارتحلت عنا؟ وماذا يقدر أيا كان مثلي أن يقول عن حياة رجل طوال عمره وهو مجند في خدمة الوطن والدين؟ من الفئة القليلة التي صمدت وثبتت في البأساء والضراء وتعاونت على البر والتقوى على تربية الأجيال الناشئة تربية إسلامية يوم أن كان العمل في هذا السبيل يعرض ذويه للأذى والعدوان، ويوم كانت العربية تعد أجنبية.
تختلط مراحل حياة الفقيد في تزاحم بفكري، أبدأها من المغير التي ولد بها ومربع صباه، ثم قسنطينة، ثم تبسة، فالزيتونة، الحركة الوطنية، الثورة المسلحة، ثمّ مسيرة التعليم في ظلّ الجزائر المستقلة.
وأجد نفسي حائرا لأنّ كلّ مرحلة من حياة الفقيد تستحق الاهتمام اللازم ولعلّ أهم مرحلة اعتبرها من أدق المراحل وأعظمها ألا وهي التي كان بالزيتونة.
شيخنا الفاضل الأزهري ثابت
أحقا نودعك الوداع الأخير بعد أن كنت بالأمس القريب ملء السمع والبصر تمنح من وفائك وتهب من طيبة نفسك وفيض تفاؤلك كلّ ما يبهج النّفس ويشرح الصدر ويعطي للأخوة والصداقة معناهما السامي في هذه الحياة.
أبعد حقبة من العمر امتدت لما يقارب عشرة عقود على صدق الإخاء والوفاء، والعمل بما يرضي الله والنّاس تأبى الأقدار إلاّ أن تنتزعك من بيننا وتقطع حبل ودادك، لقد ارتحلت عنا في زمن عزّ فيه العوض ونذر فيه المعوض وما لنا من بعد فقدنا لك إلاّ أن نتعزّى بقول الله تعالى إنا لله وإنا إليه راجعون ـ اللهم أجزنا في مصيبتنا وأخلفنا خيرا منها
طب نفسا أيها الشيخ بما خلفت من صالح عمل نرجو لك به خير جوار، جوار الصدقين والشهداء والصالحين.
فيا ابن ثابت فكما كنت ثابتا على الصلاح نسأل الله لك الثبات عند السؤال.
المغير ـ الجمعة 15 جمادى الثاني 1442ه الموافق لـ 29جانفي 2021م