الدكتور عبد الرزاق قسوم يشارك في ملتقى دولي عبر تقنية التحاضر عن بعد «للدّيـــن مكانـــة لائقـــة في الفكــر الإنساني

أكد الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بأن للدين مكانة لائقة في الفكر الانساني وذلك بشهادة كبار العلماء داخل المجتمع الاسلامي وحتى من قبل العلماء غير المسلمين، واعتبره بديلا للإيديولوجيات العلمانية التي أثبتت فشلها، كما أضاف الدكتور أن المعادلة التي وضعها مالك بن نبي لبناء الحضارة الانسانية تعتبر أحسن المعادلات الانسانية للنهوض بالمجتمع الإسلامي، وذلك من خلال مشاركته في ملتقى دولي افتراضي حول «أبعاد الفكر الحضاري عند مالك بن نبي»، حيث قدم مداخلة بعنوان: «تأملات في المعادلة الحضارية لمالك بن نبي» عبر تقنية التحاضر عن بعد، الملتقى من تنظيم دار الثقافة لولاية الطارف بالتنسيق مع جمعية صناعة الغد ومخبر التراث والدراسات اللسانية بجامعة الشاذلي بن جديد بالولاية، وقد شارك في فعاليات هذا الملتقى الذي نظم يوم الخميس 28 جانفي 2020م ثلة من الدكاترة والباحثين الجزائريين وكذا الأجانب من مختلف الدول العربية والإسلامية، كأندونيسيا والمغرب والأردن، سوريا، مصر، تركيا والسودان.
وقد تحدث الدكتور عبد الرزاق قسوم في مداخلته عن تنبه وفطنة المفكر مالك بن نبي الذي اعتبر أن الفكر الديني هو أساس بناء الحضارة الانسانية الناجحة وهو المنسق للعوامل الثلاثة: الانسان والزمان والأرض، وأضاف الدكتور أن المفكر قد استفاد من جمعية العلماء التي جعلت الفكرة الدينية هي أساس كل بناء إصلاحي، وذلك من خلال ديناميكيتها الثلاثية «الاسلام ديننا والعربية لغتنا والجزائر وطننا»، والتي من خلالها استطاع مالك بن نبي في كتابه «الظاهرة القرآنية» توجيه عقل الشاب المسلم إلى تأمل دينه تأملا عميقا حول مختلف جوانب الابداع الموجودة في القرآن الكريم، كما قام بتوجيه واصلاح العقل من خلال مواجهة التفاسير القديمة للقرآن، وذلك بسبب ما كانت تعانيه الكتب القديمة من فوضى في الأقوال والروايات ليجعل من القرآن الكريم حسب الدكتور «مصفاة يصفي بها الأقوال المختلفة»، ويضيف الدكتور أن المفكر مالك بن نبي قام من خلال كتابه أيضا بتخليص العقل المسلم مما كان يملأ الساحة الاسلامية في تلك الحقبة من أفكار مادية كأفكار فلسفة الحداثة والأفكار الماركسية، حيث قام مالك بن نبي بتصحيح هذه المفاهيم في عقول الناس وأثبت لهم أن الدين هو الديناميكية والمحرك الحقيقي لكل عمل انساني، وحسب الدكتور أن مالك بن نبي نجح في ايجاد التكامل بين الدين والتقدم، وبين الدين وواقع العصر الحديث.