من أســــــرار الـمخابـــرات الصهيونيـــــة
عبد الله شعيب/
– الفصل الأول :
– تأسيس المخطط الصهيوني
الحقيقة في هذه الصناعة السياسية والثورات التي أخذت شكلها الإسلامي في زمننا تدور في دوالبها حروب صليبية وتجاورها بجانبها المخططات اليهودية الخبيثة المعروفة بمكرها المندس عبر التاريخ، تحت عباية الوقاروالصلاح ومظاهر الدين الإسلامية.
وقد رسمت هذا المخطط وأتقنت هندسته عقول صهيونية كانت ضمن القيادة العسكرية في دول الاحتلال الفرنسي والبريطاني وهذا كان بشكل متزامن قبل وبعد سقوط الخلافة الإسلامية (العثمانية) سنة 1929، وعبرت التاريخ تلك الأجيال الصهيونية بهذا المخطط، إلى يوم دخولهم إلى القدس المحتلة سنة 1948.
واستمرت دول الاحتلال في منهجية الحروب المبرمحة، عبر فترات زمنية على الأراضي الإسلامية ومضيقات أهاليها بقوانين قهرية لتفقيرهم وثم استعبادهم.
شردت الشباب ووظفت بعض الأدمغة الشاردة لصالحها وقتلت الأبرياء من الأطفال الرضع والشيوخ النساء والرجال العزل، باسم الإرهاب أو مكافحة الإرهاب.
وبهذه التسميات، والعناوين سيناريو الإرهاب يتواصل منذ الاحتلال البريطاني والفرنسي حيث لازال ساري المفعول على أراضينا وملفق على ظهورنا بأقلام الصحف العبرية والعربية والغربية إلى يومنا هذا.
إنها سياسة الأرض المحروقة، بازدواجيتها التاريخية، والآن يستمر برنامجها، بأقنعة دينية، وبذهنيات طائفية تحارب العقيدة القرآنية في جوهرها التوحيدي وتخفي بدورها ملامح المحتل الأوربي وشركائه الأمريكان وحلافئه من العملاء العرب، الذين تلطخت أيدهم بدماء شعوبهم، عبر التاريخ وعبر مسلسل السباقات والرهانات على مناصب الحكم والملك والسلطة.
بالأمس كان الشعب الجزائري ضحية الإرهاب واليوم في العراق واليمن وسوريا وليبيا والقائمة طويلة، تتصارع الأمة الإسلامية وتتصادم مع دوامة الحروب الطائفية والسياسية فيما بينها تحت مسميات دينية وحزبية لا علاقة لها بمصالح الأمة العربية والإسلامية المغتصبة أرضها في القدس.
تنفصل كل هذه التوجهات الطائفية والسياسية تماما عن مقصد التوحيد ووحدة الشعوب الإسلامية وأيضا تنفصل عنه حسب المنهجية السياسية للأمم المتحدة.
وهذا كله يعارض مقصد الإسلام ومشروعه الرباني، الذين هم بصدد إبعاده بكل الوسائل عن وعي عقول الناس. وإبعاد النظر فيه لكافة شعوب العالم بمختلف الطرق والفتن وخاصة بالإعلام الغربي الذي أخذ شكله المعرب منذ التسعينيات.
-الفصل الثاني:
– شفرة الثورات العربية:
قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَىٰ مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا * فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا * أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا * وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُوا أَنفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا * فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [سورة النساء:60/65].
تظهر في عصرنا الحاضر، ازدواجية صورة المنافقون التاريخية في العملاء والجواسيس، التي تحاول فساد نظام الدولة، وتشل كيانه، لمصالح دولة العدو وهذا ليتم توسيع نظام العولمة، (الصهيوأمريكي)، وثم ترسيخه في هياكل قانونية، بدون قيد ولا شرط، وبهذا تزدهر شعوب أمريكا وأوربا و(إسرائيل)، على حساب ثروات المسلمين.
ومن ذلك تعتبر شفرة الإرهاب التاريخية لغز اللعبة الأمنية المعاصرة، التي تخصصت فيها دول الغرب، مع الموصاد الصهيوني، منذ زمن الخلافة الإسلامية، عبر تاريخهم الحربي، المستهدفين فيه، العالم العربي والإسلامي، من خلال العملاء والجواسيس، بمختلف صفاتهم الشخصية وميولاتهم الفكرية.
أسسوا عبر تاريخهم الدموي صناعة الحروب المختلفة على ميادين عديدة بأسماء جهادية، رسمت مخططاتها، مخابرهم السرية.
فهندست تلك المخابر ما يسمى بالحراك الشعبي الطائفي عبر تاريخ الثورات، حتى ظهر في السنين الأخيرة ما يسمى بـ(الربيع العربي)، المدجج بالمنظمات المسلحة، مثل القاعدة، وداعش وبعض التنظيمات المسلحة التي ظهرت في بعض الأقطار العربية…
وتم تأسيس هذه المنظمات الإرهابية في الدول العربية ودعمها عبر عملائهم، تحت رعاية أصحاب الأموال المبيضة الفاسدة المجهولة المصدر.
ويتواصل تسليط نشاط هذه المنظمات الإرهابية على الدول التي تنتج البترول مثل العراق والدول التي تنتج المخدرات مثل أفغانستان.
وهنا يتضح شكل الهيكل الإرهابي في هذه الدول وأيضا تتضح شبكاته على الصورة الحزبية والطائفية.
وهذا لتسهيل عملية تجفيف ثروات هذه البلدان عبر لوبيات قوة المال التابعة للهيكل الإرهابي، وحماية تنقله في العالم العربي والإسلامي، وتغطية نشاطات شبكاته الإرهابية المتمثلة في:
-1 صفقات بيع الأسلحة.
-2 تهريب الأموال وتبييضها.
-3 التجارة بالبشر.
-4 التجارة بالمخدرات.
-5 الفساد الإداري.
ومن خلال هذه الأنشطة الخمسة، يتم توليد كيان إجرامي، يسيطر على العالم العربي، ويتناقض بدوره مع الدساتير الوضعية (الصهيو أمريكية) وينفلت بطبعه من قوانينها.
ليتعلق المجتمع العربي والإسلامي في دوامة هذه الدائرة الإجرامية، بعواملها القانونية السلبية، ويتخبط في زوابعها المتضاربة، ويتناسق مع آفاتها الإجرامية.
ليصنعوا في الأخير من خلال الهيكل الإرهابي المتغول في العالم، وشبكات أنشطته المذكورة أعلاه .
مجتمع مغلق بالجريمة تحت صيرورة المحاكم القانونية، وأيضا تصدر بدورها الملايين من أصحاب السوابق (القضائية) إلى ميادين الصراعات المختلفة.
وبتالي تدور الدائرة حول نفسها لتحتضنهم تلك الشبكات الإرهابية، وتوظفهم في بيئتهم المليئة بالفوضى والجريمة المنظمة.
ويفترض من هذا النص أن يرسخ الوعي الأمني والسياسي للأمة وأن يتفطن الإعلام العربي للخدعة العالمية التي خططت لها المخابر (الصهيوأمريكية) وأسستها عبر سياستها العسكرية.
ومن هنا، يتبرأ كافة المسلمين من التأطير الإعلامي الغريي، الذي يصور الإرهاب بخلفية الدين الإسلامي.
قال تعالى:{ وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [سورة البقرة:109/110].