لهذا اغتصبوا منا أرض فلسطين..! /بقلم/ كمال أبوسنة
في مبنى برلمان الكيان الإسرائيلي الصهيوني المسمى “الكنيست” في مدخله صورة خريطة “إسرائيل” الكبرى التي لا تزال معلقة فيه حتى هذه اللحظة…
ولعل بعض الزعماء والوزراء والسفراء من بني يعرب الذين دخلوا “الكنيست” قد شاهدوا ذلك بأمّ أعينهم، وغضوا الطرف – ربما –حياء أو حرجا..!
والحق أنه لا يوجد اختلاف بين التفكير الرسمي والتفكير الشعبي في ما تُسمى بدولة إسرائيل اليوم، فالجميع هناك يتبنى التطرف ولكن بطُرُق ووسائل متعددة…
ولا تُستغرب محاولات الأصوليين المتطرفين اليهود الذين يهددون بنسف المسجد الأقصى لبناء هيكلهم المزعوم على أرضه المقدسة التي باركها الله عز وجل، ما دامت قلوب الساسة ورجال السياسة اليهود- و من اهتدى بضلالهم- معهم…
إن إخلاص هؤلاء القوم لقضاياهم، وحبهم لأبناء جلدتهم، رغم بُعد المسافات، واختلاف المواقع، يثير الدهشة، ويظهر بوضوح لماذا -وهم شرذمة قليلة- استطاعوا أن يُرغموا أنوف أكثر من مليار مسلم في طينة الذل والهوان..!
لقد استطاع طبيب يهودي بمفرده في أمريكا، بفضل أمواله التي جناها من تجارته الواسعة، أن يبني عشرات المستوطنات في فلسطين المحتلة، كي يسكنها اليهود القادمون من أنحاء العالم..؟!
لقد كتب الصحفي المصري محمد حسنين هيكل في جريدة “أخبار اليوم” عدد 24/01/1987م، مقالا تحدث فيه عن لقائه بالعالم الشهير ” آلبر آينشتاين”، صاحب نظرية النسبية في الفترة الأولى لثورة 23 يوليو.
لقد كان هيكل ينتظر أن يدور الحوار بينه وبين هذا العالم الكبير حول قضايا علمية صرفة، بحكم التخصص العلمي المعروف به…بيد أن صاحبنا تفاجأ واندهش حين وجد صاحب نظرية النسبية يُبادره بالسؤال عن قادة ثورة يوليو، لهذا علّق “هيكل” قائلا:
“إنه لم يخطر لي أن لديه ما يسألني فيه…الطبيعي أن أسأله أنا”..!
وكان سؤال “آينشتاين” كالتالي:
” هل تعرف ما الذي ينوون عمله بأهلي؟”
يقول هيكل:
” ومرة أخرى كانت دهشتي حقيقية”، ثم أضاف آينشتاين قائلا:
” أهلي من اليهود…هؤلاء الذين يعيشون في إسرائيل”.
قال” هيكل” بعدها:” وتذكرتُ لحظتها فقط – حقيقة – أنه يهودي…كان في وعي وفهمي وتقديري باستمرار، أنه “العالم” ولم أصنفه في خاطري على أساس ديني، أو عرقي، وهاهو ذا الآن يسألني عن أهله في إسرائيل، أول سؤال”!!!
وآينشتاين هو نفسه الذي قال ذات يوم ردا على سؤال أحد الصحفيين:
“اليهودي وإن بدّل دينه يبقى يهوديا”.