أنــموذج للمؤسســة التربوية المتكاملــة الناجحة / مجمع التربية والتعليم الخاص الأندلس ـ قسنطينة

يكتبه: حسن خليفة /

يقع هذا الصرح التربوي التعليمي في مدخل مدينة قسنطينة على الجهة الغربية (جهة سطيف وشلغوم العيد ..) وهو يتربّع على مساحة محترمة، ضمن فضاء مدينة الأعمال التابعة للحاج بوربيع صالح، ومن يزر هذا المجمّع التربوي يستطيع أن يقف على كثير مما يسمعه من أخبار النجاح والانضباط والتميّز التي يحققها المجمع منذ افتتاحه قبل سنوات قليلة وما يزال.
وقد تحدثتُ مع كثير من الأحبة في الجمعية وخارجها على طريق اعتماد هذه المشاريع النموذجية الإيجابية، وغرسها في أرض الواقع لتكون «قدوة مؤسسية» ميدانية تدفع أهل الخير والمال واليُسر، وأهل الطموح والفعل الحضاري …تدفعهم إلى تأسيس وإنشاء مثلها في ولايات وجهات أخرى، وبذلك تتحقق في مجتمعنا صناعة النموذج وتجسيده وتفعيله، فيقع الخير الكثير في بلدنا، ونستفيد جميعا وطنا وإنسانا.
من أجل إعطاء فكرة عن هذا المجمع أقترح هذه السطور* لبيان حقيقته ومساره وما حققه، ولعلّ الظروف تسمح بإنجاز تحقيق مطوّل مفصّل في المستقبل عن هذه المؤسسة .
يرفع المجمع عاليا شعار « مهمتنا نجاح أبنائنا»، وهو على بساطته ولكنّه يحقق في الميدان أركان النجاح كما سنرى في السطور التالية .
فما هو مجمع التربية والتعليم الخاص «الأندلس»؟
إن مجمع التربية والتعليم الخاص الأندلس مؤسسة تربوية خاصة تابعة لمجموعة بوربيع صالح وأبنائه.
• فتح المجمع أبوابه لاستقبال التلاميذ في شهر سبتمبر 2015.
• ويُعدّ أحد أكبر مجمعات التربية والتعليم الخاص في ولاية قسنطينة.
يحتوي على:
• 50 حجرة للدراسة بمتوسط استيعاب 18 تلميذا في الحجرة الواحدة.
• 3 مخابر.
• قاعتان للإعلام الآلي (مجهزتان تجهيزا كاملا)
– مطعم مدرسي بسعة 300 تلميذا تقدم فيه الوجبات الساخنة بالتناوب، وبتنظيم محكم للأطوار التعليمية (تحضيري وابتدائي- متوسط- ثانوي) .
كما يحتوي المجمع على:
– قاعة رياضة.
– مخبر رئيسي.
– 12 مكاتب إدارية.
– 3 قاعات للأساتذة.
– قاعة للاجتماعات والتكوين.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن كل القاعات سواء أقسام الدراسة أو المكاتب مزودة بالتدفئة المركزية وكذلك التكييف المركزي.
فضلا عن تجهيز الأقسام بأثاث ذي نوعية رفيعة؛ لتوفير الراحة التامة للتلاميذ.
كما ننوه بأن الأقسام مجهزة بتلفاز ذي شاشه مسطحة (LED) وقارئ أقراص لعرض الأشرطة الثقافية والعلمية.
• اعتمد المجمع في التوظيف على أساتذة وإداريين ذوي خبرة وكفاءة عالية، يتم انتقاؤهم بعد إجراء اختبار بسيكو- تقني.
• يعتمد المجمع على المقرر والمنهاج الوزاري %100. والحرص على استعمال اللغة العربية.
• يدعم المجمع تكوين التلاميذ في اللغات الأجنبيه لتلاميذ الطورين التحضيري والابتدائي وفق برامج مخصصة ومناسبة.
• تهدف المؤسسة إلى ترسيخ الشخصية الوطنية، وتعزيز القيّم والمبادئ الجزائرية، وترسيخ الوحدة الوطنية؛ بترقية وحفظ القيم المتصلة بالإسلام والعروبة والتفتح على العالم والاندماج في الحركة التطورية العالمية؛ وذلك بترقية التعليم ذي التوجيه العلمي والتكنولوجي، وتعلم اللغات الأجنبية قصد التحكم في لغتين أجنبيتين على الأقل، في نهاية التعليم.
وشعار مجمع الأندلس التربوي في ذلك: «مهمتنا نجاح أبنائنا» وقد بدأت إدارة المجمع في تحقيق هذا الشعار، من خلال النتائج المحققة في الامتحانات الرسمية؛ حيث بذلت المؤسسة، من خلال طواقمها التدريسية وطواقمها الإدارية كل ما في وسعها لاحتلال المراتب الأولى، وقد صنعت النجاح والحمد لله تعالى خلال السنوات الماضية.
وهذه نبذة عن نتائجها في الامتحانات الرسمية:
– نسبة النجاح في امتحان نهاية مرحلة التعليم الابتدائي %100 لخمس سنوات متتالية.
– وفي امتحان شهادة التعليم المتوسط تراوحت نسبة النجاح بين 85%و100% خلال السنوات الخمس.
– أما بالنسبة لامتحان البكالوريا فقد تحصل المجمع دائما على المراتب الأولى.
– في السنة الدراسية 2015/2016 قدرت ب87.77% بالنسبة.
– في حين تحصل المجمع على المرتبة الأولى على مستوى الولاية والمدارس الخاصة بنسبة قاربت%86 خلال السنة الدراسية 2016-2017.
– في سنة 2017-2018 كانت نسبة النجاح 81.66%.
– أما في سنة 2018-2019 فقد تحصل المجمع على85.71%.
– في حين قفز إلى المرتبة الأولى على مستوى الولاية سواء بالنسبة للتعليم الخاص والعام بنسبة 90% خلال السنة الدراسية 2020/2019.
وحتى نذكر لأهل الفضل فضلهم فإن هذه النتائج ما كانت لتتحقق لولا التسيير الحسن والإدارة الحكيمة للسيد المدير العام محمد العربي بوربيع، وهو مستثمرمعروف، آثر أن يستثمر في هذا القطاع الوطني الاستراتيجي (التربية والتعليم)، وهو متحصل على شهادة الليسانس في العلوم القانونية (حقوق) زائد شهادة الكفاءة المهنية في المحاماة ممّا جعله يتمتع بحنكة وتجربة مكنته من تحقيق ما نصبو إليه.
وكان لقائي به بعض مرات قليلة فوجدتُ منه كل التفهّم والتقدير لجمعية العلماء ولرجالها وجهودها ونشاطها المتعدد المتنوع المفيد، كما أبدى استعداده للتعاون، في كل المجالات، مع الجمعية ومع أي هيئات علمية وتربوية وتعليمية، فذلك، كما يقول «يصبّ في نهر واحد» وهو نهر خدمة وطننا في أحسن قطاع وأجمله.
وقد أخبرني الأستاذ العربي أن فكرة هذا المجمع التربوي جاءت من اهتمامه بتعليم أبنائه تعليما جيدا ومتينا، وبحثه عن «فضاء» يحقّق ذلك، فكان أن يسّر الله تعالى أمر تأسيس هذا المجمع.
وهو يرى أن التركيز على العاملين: الطاقم التدريسي والطاقم الإداري هو الذي يصنع النجاح، فيجب اختيار العنصر البشري الجادّ والمتمرّس والنزيه .
ولا يخفي الأستاذ العربي اهتمامه ببذل مزيد الجهود ليس لتحقيق النجاح فحسب، فذلك واجبه، وإنما للبقاء في الصدارة ليبقى المجمع منارة حقيقية، وهو لن يبخل كل من يريد الاستفادة من تجربة «مجمع الأندلس» من رجال الأعمال المهتمين بالتربية والتعليم والتكوين ..فأبوابه مفتوحة في كل وقت كما أخبرني.
جزاه الله كل خير.