السلالـــــة الجديــــدة لفيـــروس كــــورونا تنتــشــر بوتيـــرة أســــرع

بعد رصد تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد التي تم اكتشافها مؤخرا في بريطانيا، مما أدى بالعديد من الدول الأوروبية إلى فرض قيود على السفر من وإلى بريطانيا، وفيما دعت منظمة الصحة العالمية «لتعزيز القيود» لمواجهة هذه السلالة التي تنتشر بسرعة، وفي هذا السياق يحدثنا الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحاليل الطبية، وباحث في علم الفيروسات، عن آخر مستجدات وطبيعة هذه السلالة الجديدة، وهل هي طفرة أقوى وأسرع وأخطر؟ وهل تؤثر هذه السلالة في العلاج وفي فعالية اللقاح؟
إعــداد : فاطمــة طاهـــي
الدكتور محمد ملهاق: السلالة الجديدة من الفيروس التاجي المستجد تابعة لكوفيد 19
أشار الدكتور محمد ملهاق، البيولوجي السابق في مخابر التحليل الطبية، والباحث في علم الفيروسات، أن الفيروسات تتميز بـ: «التحور والتطور والتغير» وهذا ما يسمى بـ «الطفرات»، مشيرا إلى الطفرة التي ظهرت مؤخرا في بريطانيا، مؤكدا أنها سلالة من نفس عائلة كوفيد 19، حيث أن هذه السلالة الجديدة هي أكثر قابلية للانتقال إذ تنتشر بوتيرة أسرع، غير أنه لا يؤثر على العلاجات واللقاحات، وحسب الدكتور أن هذا الفيروس لا يزال يستجيب للقاح ويتميز بنفس الخصائص المناعية، وفيما يخص ما يتداول حول تسمية «كوفيد 20» قال الباحث في علم الفيروسات، أن السلالة الجديدة ليست بـ «كوفيد 20» بل هي تابعة لنفس عائلة «كوفيد 19».
وأوضح أيضا الدكتور محمد ملهاق دور خبراء اللجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا في عملية انتقاء اللقاح الأنسب حسب المعطيات الميدانية والموافق للإمكانيات اللوجيستيكية المتوفرة في الجزائر والمتعلقة بعملية التخزين والتوزيع والنقل باعتبار أن اللقاحات المتوفرة هي بتكنولوجيات مختلفة، وأضاف البيولوجي محمد ملهاق أن للجنة العلمية المكلفة بمتابعة ورصد تفشي وباء كورونا إمكانيات تمكنها من التقييم العلمي الدقيق لهذه اللقاحات.
وذكر أيضا الدكتور أنه بتعدد المخابر والتسابق في إنتاج اللقاح إلا أن المخبر الوحيد الذي نشر بحثه في المجلة العلمية وتبنته كذلك منظمة الصحة العالمية التي لها خبراء وطرق للتوثيق والترخيص هو لقاح «أسترازينيكا» الذي طورته شركة الأدوية البريطانية «أسترازينيكا» بالشراكة مع جامعة أوكسفورد.
وفيما يخص المعايير وآليات اختيار اللقاح والمتعارف عليها في كل دول العالم، وحسب المتحدث هي «الأمان والفعالية في الحماية» مضيفا أنه عند اختيار اللقاح يجب أن يكون أقل خطورة على الصحة من خلال الأعراض الجانبية والمضاعفات الثانوية، في نفس السياق قال أنه لا يوجد لقاح لا يؤثر على الصحة فجلهم لهم أعراض خفيفة «كالحمى والصداع الخفيف».
كما تحدث البيولوجي محمد ملهاق عن آخر مستجدات اللقاح في الجزائر مشيرا إلى أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وعد بأن الجزائر ستكون من الدول الأولى التي ستتحصل على اللقاح، ويتجسد هذا بعدما أمر الوزير الأول عبد العزيز جراد بجلب اللقاح مع بداية السنة الجديدة في شهر جانفي، وهذا حسب الخبير هو تجسيد لإرادة سياسية بعدما أكد هؤلاء المسؤولون على اقتناء اللقاح مهما كان سعره.
منظمة الصحة العالمية: «السلالة الجديدة تنتشر بوتيرة أسرع لكنها ليست خارج السيطرة»
أكدت منظمة الصحة العالمية أن السلالة الجديدة من فيروس كورونا تنتشر بوتيرة أسرع، ولكنها «ليست خارج السيطرة»، داعية إلى تطبيق الإجراءات الصحية من خلال الاستمرار في الالتزام بإجراءات الوقاية من كوفيد-19، وذلك لمواجهة هذه السلالة الجديدة من فيروس كورونا، وأكدت المنظمة التابعة للأمم المتحدة أن هذه السلالة «ليست خارج السيطرة»، وحسب منظمة الصحة العالمية أن كل 10 أشخاص مصابين بالسلالة الجديدة من الفيروس يمكن أن ينقلوا العدوى إلى 15 آخرين في المتوسط، في حين أن معدل انتقال العدوى بالسلالات المعروفة سابقا في بريطانيا يصل إلى 11 شخصا.
وفي نفس السياق قال مايك رايان، كبير خبراء الطوارئ في المنظمة في مؤتمر صحافي عبر الإنترنت: «يتعين علينا أن نقيم توازنا ومن المهم للغاية إبلاغ الجمهور بحقيقة الأمر، لكن من المهم أيضا أن نقول إن هذا جزء عادي من تطور الفيروس»، ويضيف قائلا: «توافر القدرة على تعقب فيروس بهذا القرب بمثل هذا الاهتمام، بمثل هذه الطريقة العلمية وفي وقت مناسب، هو تطور إيجابي حقيقي للصحة العامة العالمية، والدول التي تفعل هذا النوع من المراقبة تستحق الثناء»، وقال مسؤولو منظمة الصحة العالمية إن تحورات فيروس كورونا حتى الآن أبطأ بكثير من الإنفلونزا».
وقالت ماريا فان كيرخوف، كبيرة الفنيين في منظمة الصحة العالمية، إن العلماء يبحثون مسألة تصدي الأجسام المضادة في الجسم للفيروس، وإنها تتوقع النتائج في الأيام والأسابيع المقبلة.
وفي نفس السياق أضاف الخبراء أنه من المتوقع أن تتعامل اللقاحات المطورة لمكافحة كوفيد-19 مع السلالات الجديدة أيضا، على الرغم من أن الفحوص تُجرى حاليا للتأكد من هذا الأمر، وحسب الخبراء أنه تم رصد نسخة مماثلة من السلالة البريطانية في جنوب إفريقيا، إذ تم العثور عليها لدى 90 في المائة من العينات التي خضعت لتحليل المتواليات الجينية، منذ منتصف نوفمبر الماضي، ويشعر العلماء بقلق إزاء الطفرة، لكنهم يقولون إنها لم تكن أمرا مفاجئا، بل متوقعا، لاسيما أن الباحثين رصدوا الآلاف من التغييرات المجهرية في الفيروس وهو يجوب العالم بأكمله، وحسب منظمة الصحة العالمية أنها تتوقع الحصول قريبا على مزيد من التفاصيل والمعلومات الدقيقة عن السلالة الجديدة من فيروس كورونا.