داحس والغبراء مستمرة..
مداني حديبي/
في أدب العلاقات لماذا يختار البعض الطريق الأصعب…طريق الكراهية والبغض والحسد والصراع والكيد والمكر..؟!..بدل المحبة والطيبة والابتسامة والحوار..
لماذا يختارون الطريق الأعنف الأصعب…ويتركون الطريق الأطيب الأسهل…؟!
فالحب يختصر المسافات والكراهية تستنزف الطاقات.
فالعمر لا يتسع للعداوات..فلماذا نضيف أثقالا إلى أثقالنا..
ويموت البعض بضغط الدم والجلطة و السكتة القلبية
والسكري بسبب هذه الصراعات الصغيرة التي لا تنتهي..
فيظن البعض أن رد الصاع بصاعين واللكمة بلكمتين والكلمة بكلمات تشفي الغليل وتداوي الخصم وتكبته كبتا..
وهذا خطأ كبير في التقدير ..فالنار لا تطفئها النار بل تزيدها لهيبا..
فتبدأ المشكلة بسبب تافه طفل يتعارك مع طفل على حبة حلوى أو لعبة فيتدخل الكبار بطريقة فجة ويحدث الخصام وتكبر الفجوة وتتسع دائرة الأحقاد إلى عشرات السنوات..
وقد تبدأ بسبب امرأة تتجادل مع امرأة في قضية هزيلة صغيرة فيذهب ضحية ذلك الأسر والأبناء والأحفاد ويتواصون على ضرورة قطع الرحم والمبالغة في الخصومة.
فتجد أسرا لا تتزاور من عشرين سنة..
وتجد مصلين يجمعهم الصف الواحد القدم للقدم وتفرقهم التوافه الهزيلة.
فمعركة داحس والغبراء في الجاهلية مستمرة بأشكال جديدة..على مستوى الأفراد والأسر والجمعيات والمجتمعات.
فظاهرة الاستعداء وفتح الجبهات وكسب الخصوم تأتي على الأخضر واليابس…فلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى.
والحل هو الرفق والمحبة والحوار والتغابي والتغافل
مع النصيحة الحكيمة والتوجيه الرزين الرصين.
وعدم توريث أحقادنا للابناء والأحفاد بل نتركهم يتحابون
ويتواصلون ويتزاورون لنكفر عن كراهيتنا ونوقف النزيف ونرمم ما نحتته ألسنتنا من غيبة ونميمة وقطيعة وبهتان.