شعبــــــــــة ولايــــــــة قالـمـــــــة «نشاطات متميـزة ومشاريـع طموحـة»
أ. صباح غموشي /
سيكتب التاريخ على صفحات ناصعة وبقلم الفخر أن شعبة ولاية قالمة واحدة من أنشط شعب جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأكثرها تميزا .. من خلال رصيد معتبر من العطاء عمره 18 عاما .. حيث أسس أولى لبناتها ثلة مخلصة من مثقفي قالمة برئاسة الأستاذ عبد الحفيظ رغايسية في 04 نوفمبر 2002 تحت إشراف الشيخ عبد الرحمن شيبان رحمه الله .. ارتكز تواجدها في البدايات على الأنشطة الجماهيرية الخارجية من أجل استقطاب المناضلين والمنخرطين والمتعاطفين للالتفاف حول المشروع الرسالي الناشئ، حيث نظمت عددا معتبرا من المحاضرات والندوات والمعارض والأيام الإعلامية وحفلات التكريم، وكذلك الرحلات والمخيمات التي كانت تجمع مناضلي الجمعية وعوائلهم والمتعاطفين معها، فبدأ صيت الشعبة يصل أرجاء الولاية. ولعل أكبر الأنشطة في هذه الفترة هي سلسلة تظاهرات الربيع الباديسي الذي كان ينظم كل عام بمناسبة يوم العلم ويستضيف شيوخا ومحاضرين مميزين .
الفرع النسوي الذي نصب في 20 جويلية 2003 كان له الدور الفعال في تنشيط الساحة النسوية بأنشطة مميزة، إضافة لمشاركته المثمرة في كل أنشطة الشعبة انفرد بإنشاء أولى لبنات المدرسة القرآنية في المدينة .. في 04 ديسمبر 2003 «الهداية» للنساء، ومدرسة «التقوى» للأطفال في 27 فيفري 2004 وفرع آخر لمحو الأمية، كما وضعت الأساس للتعليم التحضيري بفتح قسم «الرياحين» في بداية الموسم 2006-2007، والذي كان أول خطوة في إنشاء روضة عبد الحميد بن باديس التي أنشأتها الشعبة فيما بعد مع بداية الموسم 2007-2008 . وكان لها الباع الطويل والصدى الكبير على مدار ما يقارب العشر سنوات فيما بعد باحتضانها وتنشئتها لقوافل متتالية من الأطفال وتربيتهم على القيم والأخلاق والسلوك القويم، وكم هائل من الأنشطة الرائعة التي أعطت صورة ناصعة عن عمل الجمعية في المدينة وسمعة طيبة بين الأولياء.
المرحلة الثانية استلم فيها زمام القيادة الشيخ فؤاد معيزي بعد الجمعية العامة للجمعية في 2008 وقد تميزت منذ البداية بالتوجه الجاد نحو التعليم القرآني والتركيز على تنظيم البيت الداخلي، فكان أكبر ملمح لها فتح المدارس القرآنية والعمل على تطويرها في كل موسم، وكذا الاهتمام بالجانب التنظيمي بتنصيب الشعب البلدية .. ففي الجانب التنظيمي تم تنصيب سبعة شعب بلدية عبر تراب الولاية والتزام تنظيم دورات المجلس الولائي في وقتها كل عام . أما في جانب التعليم القرآني فقد أسست الشعبة مدرسة الفتح تيمنا بالمدرسة التاريخية التي أشرف على إنشائها الشيخ عبد الحميد بن باديس وقت الثورة في مدينة قالمة وفي المكان الذي جلس فيه محاضرا وذلك في 27 شوال 1430 هـ/ 16 أكتوبر 2009م ثم أنشئت لها تباعا فروع مختلفة غطت معظم الأحياء الكبرى في المدينة وصلت إلى خمسة فروع : عين الدفلة والصنوبر والمدينة الجديدة وبورارة وعبد الله بن عباس، كلها يشرف عليها المكتب الولائي، إضافة إلى المدارس التي تشرف عليها المكاتب البلدية المنصبة: عبد الرحمن شيبان بحمام النبائل، البصائر بفرعيها بهليوبوليس، اقرأ ببوشقوف، الفلاح بوادي الشحم، الفرقان بهواري بومدين، النور بعين مخلوف، والصفوة بحمام دباغ . تجدر الإشارة في هذا المجال إلى أن مدارس الجمعية في الشعبة الولائية تلقى إقبالا واسعا وتحظى بسمعة طيبة بين الطلبة وأوليائهم وفي المجتمع القالمي عموما بمستوى التنظيم والتزام القوانين المتبعة والثمار الطيبة المحصلة. وفي هذا الإطار يذكر للشعبة تميزها في وضع أسس العمل المنظم للمدارس القرآنية من الناحية التربوية ومن الناحية المالية، حيث كان لها الإسهام الكبير في توحيد الأوراق البيداغوجية المعمول بها وكذا وثائق التسيير المالي التي كانت نقلة نوعية حقيقية في تنظيم وضبط الأمور المالية والإدارية في كل المدرس والتي عممت فيما بعد على كامل مدارس الجمعية عبر الوطن. في هذه الفترة أيضا تم التركيز على الجانب التكويني للمربيات ولمعلمي القرآن بسلسلة ندوات علمية وتربوية مميزة نظمت لجميع المعلمين والمربين على فترات متتالية في مختلف المجالات التي تفيدهم وتعينهم على تطوير أدائهم . وكذا دورات تكوينية أخرى في جانب التسيير المالي والإداري للمدارس. كما ركزت الشعبة عبر لجانها المختصة على ترقية التعليم القرآني بإنشاء لجنة تقويم الحفظة التي تقيم الطلبة خلال كل موسم وتعطيهم شهادات حفظ معتمدة في مختلف أجزاء القرآن المحفوظة، كما أنشأت أيضا لجنة انتقاء للمربين والمتعاونين الذين توظفهم الشعبة في مختلف مدارسها وفق شروط محددة. هذه المرحلة شهدت أيضا في بدايتها إنشاء النادي الفكري «مالك بن نبي» أشرف عليه ثلة من المثقفين واعتمد على سلسلة ندوات فكرية مميزة جدا في محاور هامة متنوعة لامست أهم المواضيع التي يعنى بها المثقف والمجتمع على السواء ووسمت بندوة المدينة وقد استقطب جمهورا معتبرا نوعيا على مدار أكثر من عشرين ندوة قبل أن تتوقف لظروف. ما ميز أيضا هذه المرحلة تنظيم الملتقى الوطني الأول للشعبة الولائية في 17-18 شعبان 1439هـ/ 02-03 ماي 2018 بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأسيس الجمعية 05 ماي 1931 ومجازر الثامن ماي 45 والذي تناول «جهود علماء الإصلاح بمنطقة قالمة في نشر الوعي الوطني خلال النصف الأول من القرن العشرين» الشيوخ: الحفناوي بديار، بوراس الكاملي، مولود بالمهري، أبو حفص عبد الله بالمحجوب نموذجا والذي حضره ثلة من شيوخ وعلماء الجمعية ومناضليها من مختلف ولايات الوطن وجمهور كبير من المهتمين من أبناء الولاية. وكان له صدى رائع وثمار طيبة نتاج تحضير علمي وإعلامي مميز وتجند كبير من مختلف لجان الشعبة الولائية. في هذا المرحلة أيضا اتجهت الشعبة نحو التخصص أكثر في عمل اللجان في مكتبها الولائي خاصة المكاتب البلدية، وتميزت بعض لجانها بأنشطتها الدائمة والمنظمة والمتميزة، ففي الجانب التنظيمي تم التركيز على ضبط الانخراطات وتنصيب الشعب واعتمادها وتنظيم لقاءات المجلس الولائي في وقتها، بينما حرصت اللجنة المالية على ضبط دقائق التسيير المالي بوثائق مضبوطة وتقارير دورية ودورات تكوينية في هذا المجال لمسيري الشعب والمدارس. في حين كان للتغطيات الإعلامية لأنشطة الشعبة وفروعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى جريدة البصائر من خلال مراسلتها المعتمدة من المكتب الولائي دور كبير في إبراز النشاطات المختلف للشعبة ومدارسها ولجانها .. كما كان في الفترة الأخيرة للجنة الإعلامية دورها في الإعلان عن بعض الأنشطة وكذا متابعة أنشطة شيوخها في بعض المناسبات ومرافقة بعض حملات الإغاثة والتحضير الإعلامي للملتقى الوطني والمسابقة الولائية السنوية والحفلات الختامية للموسم. وبحكم التوجه العام بالتركيز على التعليم القرآني كان للجنة التربية دور هام في متابعتها بيداغوجيا وتطويرها علميا وتربويا من خلال الحرص على تطبيق القانون المنظم للعملية التربوية وتوحيد السندات والأوراق البيداغوجية المعمول بها وكذا التكوين العلمي والتربوي الموجه للمعملين من جهة وللطلبة من جهة أخرى . أما لجنة المرأة والأسرة والطفل فقد تميزت بنشاطها المتواصل والمتنوع والمميز بعديد الندوات الشهرية التي تنظمها في مختلف المواضيع التي تهم الأسرة والمجتمع ككل، وبجملة الدورات العلمية والورشات التكوينية في شتى المجالات والتي لم تتوقف حتى خلال الحجر الصحي .. وسلسلة الزيارات الإنسانية للمستشفيات ودار المسنين والطفولة المسعفة، وكذا الرحلات التربوية والترفيهية، إضافة إلى خلية الإصغاء التي تعنى بالاستشارات الأسرية وتكوين المربيات وغيرها . العمل الإغاثي في الشعبة أخذ قسطا وافرا من اهتمام المكتب الولائي سواء قبل تنصيب لجنة الإغاثة أو بعدها، حيث أسهمت الشعبة بشكل كبير في قافلتي الإغاثة لغزة في 2010 و 2014، وكان لها عمل مميز جدا خلال الحجر الصحي بتنظيم قوافل إغاثة متوالية في أوائل الحجر وفي رمضان وفي عيدي الفطر والأضحى حيث وزعت آلاف القفف للمعوزين والمتضررين من تداعيات الحجر الصحي في المدينة والبلديات ومناطق الظل في الولاية كلها .. كما وزعت تباعا على مستشفيات المدينة أجهزة طبية وألبسة واقية وأقنعة وكمامات وحتى مواد تعقيم. وكان آخر اسهاماتها المشاركة في قافلة إغاثة للمتضررين من جائحة كورونا بولاية جيجل. في الأخير لا يمكن الحديث عن تميز شعبة قالمة دون الحديث عن إسهامات أعضائها في اللقاءات الجهوية والوطنية سواء اللقاءات التربوية والتنظيمية الجهوية أو في لقاءات المجلس الوطني السنوية والجمعيات العامة كل 5 سنوات أو الجامعات الصيفية السنوية أيضا، حيث يذكر لشعبة قالمة حضورها المميز في كل هذه اللقاءات بطروحاتها القوية ومساهمتها الفعالة في النقاشات والمقترحات والإنجاز. ولا زالت الأنشطة مستمرة والعطاء متواصلا ..