الحســــد مـــرادف للــحـــب
م ع/ حديبي عبد الله/
قد يكون الحب والحسد من اقدم المشاعر الانسانية، وقد يكونا الاقدم على الاطلاق، والعلاقة بينهما علاقة تلازمية فأينما وجد الحب تلمست الحسد في مكان قريب، فينشئ الاول السعادة والابتهاج وينشر الثاني الكثير من القتامة والألم .
والمستقرئ للأحداث منذ بداية الخلق يستشعر تلازم الحب والحسد، فما كان لإخوة يوسف ان يحقدوا عليه ويتمنون له الاذى لولا حب ابيه له :
لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ (7) إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِين (8). سورة يوسف
ان الحب في محيط معين ينشئ بالضرورة قدرا من الحسد والاستثناء في هذه الحالة يكون نادرا، وترى ذلك بقوة في الاسرة الواحدة، حيث ان ميل الوالدين لاحد الابناء يكون مدمرا لكيان الاسرة مع ان بدايته لا تعدو ان تكون حبا قد لا يملك فيه الوالد او الوالدة الارادة لمنعه.
وترى ذلك ايضا في اماكن العمل حيث ان تفضيل المسؤول لأحد موظفيه ولو كان موضوعيا، مرتبطا بنوعية عمل الموظف، والتزامه، ينتج عنه الكثير من الحسد ويؤثر ذلك بقوة على محيط العمل فالحب احساس جميل، ينتج عنه، في محيط ما إلا ما ندر احساس معاكس من الالم والحقد فالمبالغة في الحب تؤدي الى مبالغة في الحسد وقد كان ذلك منذ آدم ويبقى الى ان تقوم الساعة،وهو في اعتقادي الاصعب في كل العلاقات الانسانية، فانت قد تعرف نتائجه لكنك لا تستطيع ان تمنع نفسك منه فأينما وجد الحسد فابحث وستجد للحب أثرا، وقد لا يكون العكس صحيح، ان هذا الموضوع ليس دعوة للتقليل من الحب انما إضاءة لتبعات ذلك على حياتنا وعلاقاتنا الانسانية بكل تعقيداتها، فانت لا تملك ان لا تحب ولا تستطيع في الوقت ذاته ان تمنع ما ينتج عنه.