التحالف العربي الصهيوني يهدد العالم اغتيال «محسن فخري زاده».. الهدف واضح
أ. محمد الحسن أكيلال/
لم يتقبل التحالف العربي الصهيوني هزيمة حليفهم وراعيهم وسيد نعمتهم «دونالد ترمب» في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لذلك قرروا بأقصى سرعة تدبير مؤامرة جهنمية تتمثل في توجيه ضربة قاسية لإيران قبل مغادرة «ترمب» للبيت الأبيض، فكانت الضربة اغتيال أكبر عالم إيراني في التكنولوجيا النووية.
الفكرة ليست جديدة، بل تعود إلى عام 2018 لدى «نتانياهو» حيث عرض الهدف على مجلسه الوزاري المصغر «الكبينت» وأشار بوضوح إلى الدماغ «محسن فخري زاده» لكنه انتظر الفرصة التي يجب أن تمنحها له الإدارة الأمريكية، ولأن «ترمب» هو الرجل الوحيد الذي لا يرفض طلبا لــ «نتانياهو»، والرئيس المنتخب الجديد وهو نائب الرئيس «أوباما» شارك في الاتفاق النووي، وقد وعد في حملته الانتخابية بالعودة إليه.
«نتانياهو» يعاني من معارضة قوية في مجتمعه، والمظاهرات تكاد لا تتوقف في شوارع «تل أبيب» للمطالبة بتنحيته ومحاكمته على جرائم الفساد وشريكه في رئاسة الحكومة رئيس حزب «أزرق أبيض» أيضا ما انفك يناوئه بعد أن عرف نواياه ومناوراته للبقاء على رأس الحكومة وتنظيم انتخابات جديدة يستعمل كل الوسائل للفوز فيها وخاصة ورقة اغتيال «محسن فخري زاده» بعد اغتيال «قاسم السليماني» ونجاحه في جذب دول الخليج للتطبيع وآخرها السعودية التي زارها في الأيام الأخيرة واللقاء مع ولي عهدها «محمد بن سلمان» للاتفاق على تدبير المؤامرة.
هذا الهدف بحد ذاته، وهو الهدف المباشر يؤسس لأهداف أخرى استراتيجية يسعى كل المتحالفين من الصهاينة الأمريكيين والعرب لتحقيقها قبل استلام الرئيس الجديد «جو بايدن» الرئاسة؛ إنها أهداف تتظافر لخلق واقع جديد يصعب مهمة الرئيس الجديد إن لم يجعلها مستحيلة، لأن العرف السائد في الإدارة الأمريكية أن الرئيس الجديد يفرض عليه السير انطلاقا مما تركه سلفه، خاصة فيما يتعلق بالسياسة الخارجية والأمنية والدفاعية.
الأهداف المتوخاة
• الابتزاز السياسي للحلفاء الأوروبيين في حالة قيام إيران بعملية انتقامية قد تكون سببا في اشتعال المنطقة وربما كل العالم.
• الابتزاز المالي للدول العربية الخليجية التي كانت وما تزال المنفقة بسخاء على الحروب التي تشعلها أمريكا في المنطقة وإسرائيل حاليا.
• زيادة الضغط على الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومحور المقاومة لامتحان ذكائهم السياسي والاستراتيجي في الخيار المفروض عليهم بين الرد أو التأجيل واختبار نوعية الرد والوقت المناسب له.
• تعطيل المشروع الصيني «الحزام وطريق الحرير الجديد» إلى حين استعادة أمريكا لجزء من عافيتها الاقتصادية وترميمها للنظام الرأسمالي والتحالف الغربي الإمبريالي الصهيوني ومواصلة استراتيجية السيطرة الكاملة على العالم.
هذه الأهداف كلها ستجعل الإدارة الجديدة في البيت الأبيض ومن ورائها الدولة العميقة متفهمة ومتفقة معها ما دامت تخدم المصالح العليا لأمريكا والغرب الإمبريالي.
الأكيد أن الحسابات دقيقة جدًّا، لكن الحساب يعتمد المنطق والمنطق يدرج الاحتمالات، الذين أجروا الحسابات يبدو أنهم في عجلة من أمرهم لأسباب وعوامل ودوافع عديدة أهمها:
– قرب ساعة مغادرة «ترمب» للبيت الأبيض.
فالحسابات اعتمدت الاحتمال الأول القاضي بنجاح العملية أما الاحتمال الثاني الذي يدقق في كل الترتيبات والتدابير والتي لا شك ستفاجئ هؤلاء بالأخطاء الفادحة التي ارتكبوها والتي ستكون كارثية على أول المصالح الأمريكية المتعلقة بأمن الدولة العبرية والجبهة الداخلية التي عرفت في الأيام الأخيرة انقساما حادًا ينذر بحرب أهلية على الأبواب.
التوقعات
جريمة اغتيال العالم الإيراني «محسن فخري زاده» لن تمر دون عقاب من طرف الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي طال صبرها من تلقي الكثير من الضربات التي تعاملت معها بكثير من التعقل لا خوفا من الدولة العبرية وحليفتها أمريكا، بل خوفا على السلم والأمن في العالم وكل منطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا وغرب آسيا.
نظام الحكم في إيران نظام إسلامي يتقيد كثيرا بمبادئ الشريعة فيما يتعلق بالجوار والرحمة فهو يعي جيدا أنه جار لشعوب مسلمة مثله حتى ولو ظل حكامها سواء السبيل واختاروا العدو المحتل لأرض إخوانهم حليفا وصديقا ضده.
إنه يحاول منذ مدّة بسط يد السلام لهم، لكنهم رفضوا وتعنتوا في الرفض، لقد اختاروا أن يبايعوا الدولة العبرية قائدة لهم، بل وحاكمة بأمرها في كل المنطقة نكاية لأنها سبقتهم إلى امتلاك مشروع نهضوي متكامل يجعلهم يتبوأون به ريادة كل المنطقة رغم أنوفهم في حين أنفقوا هم أموالهم لتمكين العدو منهم ومن احتلال أراضي أشقائهم.