الأرقام الساحرة …
مداني حديبي/
هناك من تسحره الأرقام و تبهره الأشكال خاصة في ميدان الفكر والدعوة والعلاقات…
فإذا أقبل عليه الناس في محاضرته ودرسه ونشاطه ابتهج واجتهد وإذا قل عددهم حزن وانكمش وفتر وانقطع..
فتصبح غايته رضا الناس وما يطلبه المستمعون وما يشتهيه المشاهدون وما يسحر المعجبون..وإن أتى بالعجائب والغرائب وشواذ المسائل والقضايا..
صحيح أن الفطرة البشرية تستأنس وتسعد بالكثرة الكاثرة وأحيانا تكون مطلوبة في الجمعيات والمنظمات التي تحتاج إلى أولي الأيدي والأبصار وحتى عشر معشار همتهم لتحريك العمل وملء الفراغ..لكن الأصل هو النوعية الايجابية المتميزة ذات الحرارة العالية والنشاط الدؤوب والنفس الطويل والصبر العجيب.
ويحكي لنا أستاذ القراءات العشر وفارسها أيمن سويد عن تجربته مع الأرقام فيقول أنه ظل سنة وزيادة يبحث عن تلميذ ليدرسه بمسجده فلم يجد.. وبعد مدة وجد تلميذا واحدا درسه أحكام التلاوة حتى صار هذا التلميذ من أهل الاختصاص المؤثرين.. وتلاميذه بالآلاف..
والشيخ أيمن سويد صار يتابع برنامجه في قناة اقرأ مائتي مليون إنسان..فانظر نتيجة الصبر والصدق والإخلاص.. فلم يكن همه البحث عن الأرقام والكثرة بل عن التعليم والتبليغ فجمع الله له الأمرين معا.
سبق درهم مائة ألف درهم..
فالأرقام الجميلة الصادقة انتصرت على قلتها في بدر.. ولقد نصركم الله في بدر وأنتم أذلة.. واهتزت وترنحت في حنين
.. ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا.
فصديق صدوق وفي.. أفضل من ألف صديق…
وتلميذ همام متميز ذكي.. أفضل من ألف تلميذ …
والأفضل أن نجمع بين الكثرة المبهجة والنوعية الفريدة الساحرة…وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون فآمنوا فمتعناهم إلى حين.