حدثنا تلاميذ ابن باديس

لا تشتغل بالسياسة الآن

أ. عيسى عمراني/

محمد الصالح رمضان (1913م -2008م (: ولد بالقنطرة من ولاية بسكرة، وبها حفظ القرآن الكريم وأخذ مبادئ العلوم، تتلمذ على الشيخ «ابن باديس» ودرّس بمدارس جمعية العلماء، ثم رقّي إلى رتبة مفتش. شارك في الثورة التحريرية، وبعد الاستقلال شغل مناصب عدة منها: إطار بوزارة الأوقاف، فأستاذ …من مؤلفاته: جغرافية الجزائر والعالم العربي، ألحان الفتوة (شعر)… وله مقالات متنوعة في مختلف الصحف والمجلات.

كان الإمام «ابن باديس» يحث تلاميذه على الاهتمام بدراستهم، والابتعاد عن كل ما يشغلهم أو يبعدهم عنها …
لمح بصره تلميذه «رمضانَ» وهو يقتني جريدة «الأهرام» المصرية من أمام الجامع الأخضر بعد صلاة العشاء، فاستدعاه في صبيحة اليوم الموالي ليستفسره، فأوجس منه خيفة ثم استجمع قواه ودخل عليه، فقام باستجوابه، مقدّما له توجيهات تربوية صارمة، في حوار مطوّل نجمله – لضيق المقام – فيما يأتي:

– «أنت تشتغل بالسياسة.
– وكيف استنتجت ذلك؟
– رأيتك أمس، اشتريت الجريدة.
– وهل قراءة الجريدة تعني الاشتغال بالسياسة؟!
– نعم هذه البداية وهذه خطوة أولى تتبعها خطوات، وذلك المبلغ الذي اشتريت به الجريدة، لو زدت عليه مبلغا ثانيا وثالثا لاشتريت كتابا ينفعك في دراستك، عوضا عن الجريدة التي تُقرأ في حينها وترمى…
– أنا اشتريت الجريدة لأن الطلبة كانوا يتناقلون أخبارا عن مظاهرات للطلبة المصريين في القاهرة .. فأحببت أن أتأكد …
– هذا يدل على حس سياسي.
– أنا أعاهدك أن لا أشتغل بالسياسة ما حييت.
– أنا لم أطلب منك هذا، أنا أقول: لا تشتغل بالسياسة الآن ما دمت في دراستك وبعد ذلك أنت حر.
فما عساه أن يقول لو رأى شبابنا اليوم من الطلبة وغيرهم، وهم غرقى في عالمهم الافتراضي من الذؤابة إلى أخمص القدمين، تحسبهم أيقاظا وهم رقود .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com