أقلام القراء

معركة المصالحة الفلسطينية (2)/حليتيم

أما الجانب المصري فلا يشك أحد أنه وكيل إسرائيل في العملية كلها وكان دخول الوفد الأمني المصري من جهة إسرائيل علامة على ذلك رغم التحجج بالوضع الخطير في سيناء.

المصريون حسبما حدثني مصدر فلسطيني رفض الكشف عن اسمه يريدون أن يرجعوا الحكم العسكري لغزة ويرون أن محمود عباس ضعيف ولم يفعل ما ينبغي لصد الإسلاميين وهو ما يفسر ميلهم لدحلان الذي هو سر الصراع الخفي بينهم وبين عباس الذي سيجبره المصريون على القبول بدحلان شريكا في تفاهمات غزة تمهيدا لاستبداله به وتنصيب دحلان رئيسا للسلطة كما حصل لعرفات من قبل.

الجانب الأمريكي يفكر في إقامة مطار وميناء في غزة والتمهيد لحكم ذاتي فيها برئاسة عباس وقد قال دونالد ترامب لمحمود عباس عندما طلب منه هذا الأخير إضافة جملة: “في إطار حل الدولتين” للبيان الختامي لاجتماعهما، قال له ترامب: أنا لا أريد أن أسمع هذا!

عندما مررت أنا وأحد القيادات الفلسطينية ببيت محمود عباس المهجور في غزة منذ سنوات سألت مرافقي: ماذا يفعل عباس ببيت في غزة؟ فقال: هو يعلم أن اليهود سيطردونه يوما ما من الضفة الغربية! إنها مسألة وقت فقط!

أما من الجانب الإسرائيلي فهو لا يريد السلام مع حماس ولا يتوقعه وقد عبر عن ذلك شلومو بن عامر حين قال: إن السلام مع الفلسطيين أصعب من الحرب معهم!

أصدرت إسرائيل بياناً تقول فيه إن على حماس إذا أرادت المصالحة أن تعترف بإسرائيل لكن لا أحد كان يعتقد أن إسرائيل كانت تعني هذا الكلام أو تهتم به. المصالحة في مفهوم إسرائيل هو عودة السلطة إلى غزة من أجل الترتيب لسيناريوهات لا يراها الشيطان في أحلامه المزعجة!

ما الذي جرى منذ شهر؟

دخل رامي الحمد الله غزة دخول الغازي المنتصر لا دخول رئيس الحكومة الذي يشعر أنه مسؤول عن كل الفلسطينيين معلنا: غزة رجعت لنا! ورفعت في مشهد سوريالي صور عباس الذي جوع غزة وقهرها وعبد الفتاح السيسي الذي أغرق الأنفاق بالماء وحاصر غزة أحد عشر عاما والذي أصبح الفلسطينيون في عهده يعاملون في مصر معاملة المنبوذين.

اعترف وزراء السلطة الفلسطينية أنهم وجدوا ما لم يتوقعوه من التسهيلات واكتمال الترتيبات والصدق في المعاملة من جانب حماس؛ وعلى الرغم من الهالة الإعلامية والصور المفبركة لمراسيم استقبال الحمد الله الذي حشد له فلول فتح إلا أنه لا شك أن الغزاويين يريدون المصالحة ويؤيدون حماس فيما أقدمت عليه رغم عدم ثقتهم في السلطة.

كان الاتفاق يقضي برفع الحصار بالتزامن مع إجراءات المصالحة وتسليم القطاع للسلطة الفلسطينية الذي شرع فيه مع حل اللجنة الإدارية ونزول حكومة السلطة إلى غزة ومباشرة عزمي مهنا مسؤول المعابر في السلطة مهمة استلام معبر رفح وانطلاق التنسيق الأمني بين حماس والأجهزة الأمنية للسلطة في القطاع إلا أن المواطن الغزاوي الذي ضاقت به السبل لم ير شيئا مما كان يتوقع أن يراه من إجراءات لرفع الحصار الذي لا يزال يكتوي بناره كل يوم في طعامه وشرابه وكهربائه ودوائه وسفره وكل شيء!

واضح أن السلطة وإسرائيل والمصريين يريدون شيئا آخر قبل التفكير في رفع الحصار!

يتبع

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com