قتل الحيوان لغير فائدة أو تعذيبه بإهماله لايجوز

***السؤال***
قال السائل: إنه مربي الدواجن، وعندما يفقس البيض وتخرج بعض الصيصان مريضة معاقة، يذبحها ويقدمها طعاما للحيوانات، قال لأن الطيور التي تولد معاقة تكبده خسارة مادية، ولا يستفيد منها؟ سأل فهل عمله هذا جائز؟ أو يرميها حية في البرية ويتركها؟
***الجواب***
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: الرحمة بالحيوانات من جملة الآداب الإسلامية، ومن خلق الإحسان. ففي الحديث الشريف. عن شداد بن أوس، قال: ثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:[إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ] (مسلم:1955) فإذا ذبح المسلم الأضحية مثلا فلا يُحِدُّ السكين أمامها، ولا يذبح أختها أمامها، ولا يجرها جرا إلى المذبح، كالجر والسحب الذي يعبر عن إهانتها وتعذيبها، فعليه بإحداد السكين. ويقال: (أحد السكين، وحددها، واستحدها، بمعنى شحذها) (فليرح ذبيحته) بإحداد السكين وتعجيل إمرارها. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: قال السائل: الطيور الداجنة التي تولد معاقة من بيض الدجاج، يذبحها ويقدمها طعاما للحيوانات. كل مخلوق خلقه الله لهدف، سواء الحيوانات البرية أو البحرية أوالداجنة أو الأليفة عامة، والأنعام خصوصا. والطيور كلها ما نأكله من المباحات كالدجاج والإوز والبط والحمام والزرزور، وما لانأكله ولكن فيه حِكَمٌ كالصقر والنسر، والخفاش وغيره. وحتى الحيوانات التي يجوز قتلها لايجوز تعذيبها، ومنها ما ورد في الحديث.عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: [خَمْسٌ فَوَاسِقُ، يُقْتَلْنَ فِي الحَرَمِ: الفَأْرَةُ، وَالعَقْرَبُ، وَالحُدَيَّا، وَالغُرَابُ، وَالكَلْبُ العَقُورُ] (البخاري:3314) وكل حيوان يؤذي الناس ويعرض حياة البشر للخطر يُقْتَلُ. فقد خلق الله هذه الحيوانات لأسباب قد نعلم بعضها ونجهل الكثير، وقد لانعلم عن سبب خلق بعض المخلوقات شيئا. ولكن كل مافيه روح يجب أن تحترم تلك الروح. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثالثا: تلك الصيصان التي تولد معاقة اتركها تكبر فإن صلحت لِتُأْكْلَ لحما فذاك، وإن علمت بعد استشارة البيطري المتخصص في طب الدواجن بأنها لاتصلح للبيض، ولكن تعيش سليمة مرتاحة ولاتؤذي، فاتركها تعيش، لتنتعش معها الطيور الأخرى، فإذا أشار الطبيب البيطري المسلم المتخصص بأنها إن بقيت معاقة تتعذب طول حياتها بتلك الإعاقة، يجوز لك ذبحها برفق، وتتصرف بجثثها كما هو الحال بالنسبة للدواجن التي تموت. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
رابعا:في كل المعاملات مع الكائنات الحية يجب الحذر وعدم الإسراف في إهانة الحيوانات فكل كائن له حقه في الحياة، ولعلك قرأت قصة الفارس والنملة في كتابنا {الوصايا الرسالية. الوصية الخامسة والعشرون} وفي الحديث، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:[نَزَلَ نَبِيٌّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ تَحْتَ شَجَرَةٍ، فَلَدَغَتْهُ نَمْلَةٌ، فَأَمَرَ بِجَهَازِهِ فَأُخْرِجَ مِنْ تَحْتِهَا، ثُمَّ أَمَرَ بِبَيْتِهَا فَأُحْرِقَ بِالنَّارِ، فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ: فَهَلَّا نَمْلَةً وَاحِدَةً] (3319) ومنه فلا يجوز حرق النمل، ولا أي حيوان حي تعذيبا. ويجوز قتل الحشرات المؤذية، ولايجوز قتل غير المؤذية. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.