غير مصنف

حين يكون القادة بدون خبرة سياسية / منصف بوزفور

 

لقد كان وصول الملياردير دونا لد ترامب الذي لا يملك أي خبرة سياسية إلى البيت الأبيض، يثير العديد من التساؤلات حول مستقبل العلاقات الدولية ، هذا التساؤل ألقى بظلاله على المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس وإلى سياسة أمريكا ودعمها لإسرائيل.

ففي منتدى دافوس وقع ترامب على أمر تنفيذي يقضي بتسريع العمل بمشروع “كيتسون إكس إل” وذلك من أجل بناء خطين من الأنابيب لنقل النفط من كندا إلى المصافي الأمريكية على السواحل بتكساس.

ولقد ذكر خلال اجتماع مع قادة الحزب الجمهوري  أنه حان وقت الأفعال ولا الأقوال ويجب إحداث تغيرات.

أما في سياسته مع إسرائيل شدد ترامب على دعمه الكبيرلها كشريك عسكري واقتصادي. ويؤيد التحالف الوثيق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوعلى هذا التوجه. لكنه لم يكن واضحا بشأن رأيه في إنشاء دولة فلسطينية. ففي أغسطس 2015، قدم ترامب اقتراحا هزليا لحل القضية الفلسطينية، حيث وجه رسالة إلي الفلسطينيين بأن يتركوا أرضهم إلي الدولة الإسرائيلية، مقابل أن يمنحهم جزيرة بورتوريكو الأمريكية التي تبلغ مساحتها ألف ميل مربع كتعويض لهم. وأوضح ترامب أنه سيجعل الولايات المتحدة تمول إعادة توطين أربعة ملايين فلسطيني، هم قاطنو الضفة الغربية وقطاع غزة ، وأن الولايات المتحدة ستقدم لهم الإسكان المجاني، وتدربهم على الأعمال ، وتضمن لهم حياة طبيعية.

وذكر أنه سيبني للفلسطينيين جمهورية بدلا من”المساجد اللعينة”، وبدلا من أن يقتلوا الإسرائيليين.

ويظهرا، التوجه المعادي للإسلام لم يكن مغيبا عن الملاحظ بأن دعم إسرائيل في كل الحالات كلف ترامب وآخرين أن يعقدوا خططهم بما فيها ما يتعلق أخيرا بداعش.

وإن كان في البداية مترددا بشأن التدخّل في الصراع، بحجة أنه لم تكن لديه مشكلة في ترك روسيا تحارب ما يسمّي بالدولة الإسلامية. إلى جانب هذا فقد كان يؤيد قصف حقول النفط العراقية   لقطع إيرادات التنظيم، ولكنه يريد أيضا أن يزود العراق الولايات المتحدة بـ 1.5 تريليون دولار أمريكي من عائدات النفط لسداد تكاليف الحرب. ويدعم ترامب قتل أسر مقاتلي داعش في محاولة لوضع حد للتجنيد. ويقول إنه ينبغي القضاء على داعش قبل أن تتعامل الولايات المتحدة مع الأسد

وأوصي ترامب باستخدام “قوة هائلة” ضد الأسد، وأعرب في الوقت ذاته عن قلقه إزاء ما سيأتي بعد سقوطه. وقد أعرب عن تشكيكه في موضوع تدريب الولايات المتحدة للمعتدلين السوريين، وما إذا كان يمكن الوثوق بهم أم لا. كما يعارض فرض مناطق حظر جوي في شمال سوريا، ولكن يدعم إقامة مناطق آمنة. وصرح ترامب بأنه سيمنع اللاجئين السوريين من دخول الولايات المتحدة.

ونذكر في الأخير بأن الرئيس الأمريكي من المحتمل أن يقوم بإصلاحات اقتصادية في الولايات المتحدة الأمريكية، وسوف يعمل علي تطوير العلاقات الدولية في المجال الاقتصادي ،ولكنه في المجال السياسي فمن المحتمل ظهور سقطات  في تحقيق علاقات دبلوماسية دولية ناجحة،وفي الاهتمام بحالة حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص، ولكن على الرغم من الوعود الانتخابية التي تلقى أصداء واسعة عالميا ومحليا، فإن النظام الأمريكي ليس نظاما مركزيا أو أحاديا، فالرئيس لا يمكنه تنفيذ أي سياسة لا تحظى بدعم وموافقة الكونجرس، وفى حالة ترامب، فإن الجمهوريين هم أول من سيعارضون سياسات مرشحهم الرئاسي، فأمريكا دولة تصنع قراراتها فى مؤسسات عتيدة ومعروفة، ولا يمكن لأى مؤسسة فيها أن تنفرد باتخاذ القرار او حتى تنفيذ استراتيجية لا تتفق عليها باقى مؤسسات الدولة، فعلى الرغم من قدرة النظام الأمريكي على احتواء وكبح جماح أى رئيس يصعد إلى مقعد السلطة، فإن هذا لا ينفى أن صعود ترامب  يعكس حقيقة رفض المجتمع الأمريكي لكل ما هو تقليدي، وشعوره بالحاجة إلى صرخة جديدة تعبر عن عدم شعوره بالأمان سواء على الصعيد الاقتصادي أو الأمني.

 

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com