أهمية السندات في مشروع الجمعية التربوي وضرورتها العاجلةكتاب”علوم القرآن للشباب والفتيان” أنموذجا/بقلم/ حسن خليفة
أحبُّ التأكيد مرة أخرى على ما يمكن أن يكون ملمح قوة واقتدار في الجمعية، وأعني به هذه المرة ما يتعلق بالسندات (الكتب بمختلف أنواعها وأنماطها واستخداماتها والفئات الموجّهة إليها)، مما لا بد منه بالنسبة للمدارس والمحاضن التربوية.
إن الحاجة إلى ذلك كبيرة وماسة وهامة وعاجلة، وكل فترة تمضي دون تحقيق ذلك يعدّ خسارة جسيمة. وعليه فإنني أدعو إخواني وأخواتي في الجمعية بجميع صفاتهم وفي كل مواقعهم: أن يجتهدوا في هذا الأمر، في إطار لجنة التربية، وبدعم حقيقي من الخبراء والأساتذة والمؤلفين وأهل الكفاءة لإعداد ما يمكن من تلك السندات والتعجيل بطبعها وتوزيعها على مختلف الفضاءات والمحاضن التربوية؛ حسب السنّ والشريحة المناسبة، على أن تكون نمطا عاليا في بابه.
ويسعدني أن أقدم لكم هنا كتابا مهما جدا، هو كتاب في علوم القرآن موجه للفتيان والفتيات في المدارس القرآنية، وهو لم يطبع بعدُ، وأستحثّ الإخوة في أمر طبعه بالكيفية التي تحقّق النفع العميم به.
وقد أحببتُ نقل تعريف الأستاذ المؤلف نفسه بـ (كتابه) وأعني الأستاذ عيسى عمراني المربي ومفتش التربية الوطنية صاحب أكثر من عشرة مؤلفات في الميدان التربوي، وهو أحد المؤلفين الأكفاء في المجالات التربوية خاصة ما يتصل منها بالابتدائي والتحضيري. إن مثل هذا الكتاب و10 أو 15 كتابا آخر تكون كلها في صالح التلاميذ من شأنها أن تحقق نقلة نوعية عالية، في مجال التكوين والتحصيل والتربية في فضاء الجمعية، مما سيساعد على التفكير في الانتقال إلى مراحل أخرى من الجودة والنظام والملمح الإيجابي الرائع في المنظومة التكوينية في بلدنا.
كتاب “الميسر في علوم القرآن للشباب والفتيان” أو “مرشد الشباب والفتيان إلى علوم القرآن” موجه أساسا إلى فئتي الشباب والفتيان، وإلى كل منشغل بهذا المجال أو مهتم به، فمن شأن هذا الكتاب أن يسد ثغرة كبيرة في التعليم القرآني، تحفيظا وتعليما وتدبّرا وتعريفا بعلوم القرآن الكريم. وهو بالمناسبة يصلح لجميع المدارس القرآنية سواء منها التابعة للجمعية أو للشؤون الدينية أو لغيرهما، كما يصلح لمعلمي القرآن وأساتذة العلوم الإسلامية والأئمة وسواهم من أهل القرآن الكريم على الإجمال.
*- دواعي إنجازه:
– أهمية علوم القرآن لكل فرد مسلم.
– اتصاف أغلب المصنفات في هذا المجال بالتعقيد والإسهاب والإطناب، وكثرة التشعب والاختلافات.
– ندرة المراجع الموجهة لهذه الشريحة.
– عدم إعطاء هذه العلوم حقها بمناهجنا الدراسية الحالية.
– الشعور بالمسؤولية تجاه أبنائنا شعور من يشتغل بحقل التربية ويشرف عليها.
– تبليغ ما درسناه على شيوخنا الأجلاء، تعميما للفائدة واتساع دائرة النفع.
* أما المنهجية المتبعة في التأليف: فإن الكتاب يجنح إلى التيسير والإيجاز، مادمنا في عصر استثقل فيه القارئ الأسفار المطولة، مؤثرا المختصر المعتصر.
- المصادر والمراجع المعتمدة:
لقد اعتمدنا في الكتاب على اثنين وسبعين (72) مصدرا ومرجعا قديما وحديثا ومعاصرا منها:
البرهان في علوم القرآن للزركشي، والإتقان ومعترك الأقران للسيوطي، ومناهل العرفان للزرقاني، ومباحث في علوم القرآن للقطان، ولصبحي الصالح، والبيان في علوم القرآن لمحمد الصالح الصديق، ونحو تفسير موضوعي لمحمد الغزالي، وتفسير القرآن للناشئين عبد الحليم عويس، وعلي عبد المحسن، وإعجاز القرآن والبلاغة النبوية للرافعي.
محتواه:
احتوى الكتاب على خمسة عشر مبحثا، تناولت: نشأة علوم القرآن وتطورها – مع التعريف بالقرآن وبعض خصائصه- والوحي وكيفياته، والمكي والمدني، وأسباب النزول، والمحكم والمتشابه، والناسخ والمنسوخ، وجمع القرآن، والرسم العثماني والقصص القرآني، والإعجاز، وعلم التفسير، والأحرف السبعة، وأحكام التجويد، وآداب التلاوة، وأثر القرآن وخلوده.
ختم كل مبحث بخلاصة محوصلة لأهم ما جاء فيه، مشفوعة بـ«أسئلة التقويم الذاتي» وهي اختبار يرمي إلى الكشف عن مدى استيعاب الدروس والاحتفاظ بها في الذاكرة وتوظيف ما أمكن منها في الحياة، معتمدا في وضع الأسئلة وبنائها التدرج والشمولية موظفا مختلف مستويات المجال المعرفي للأهداف التربوية، من معرفة (تذكر)، وفهم، وتطبيق، وتحليل، وتركيب، وتقويم؛ كما لخصت بعض الدروس في شكل خرائط ذهنية باستعمال (جداول، ومخططات، ورسوم، وتلوين، وتفريع…)، بغرض التذليل وسرعة التحصيل.
وقد أرفق المؤلف كتابه بملحق ضم سيرا ذاتية لأعلام مبثوثة أسماؤها في ثناياه ابتداء بالرسول ﷺ والخلفاء الراشدين، إلى ثلّة من الصحابة الكرام والأئمة الأعلام في حقب زمنية متعاقبة، ممن تركوا أثرهم في المجال القرآني.